ست الحبايب
منى رضوان
بالرغم من وجود عشرات الأغانى للأم، تتربع «ست الحبايب» على رأسها، لتصبح الأغنية الأشهر على الإطلاق لست الحبايب.
ناس كتير غنوا للأم زى فيروز لما غنت أمى يا ملاكى (أمى يا ملاكى، يا حبى الباقى للأبد.. ولا تزال يداكى أرجوحتى ولا أزل ولد)، وغنت شادية ماما يا حلوة (ماما يا حلوة يا أجمل غنوة، عايشة فى قلبى وجوه كيانى، غالية على وضى عينيا، يا أول كلمة نطقها لسانى)، وغنت السندريلا صباح الخير يا مولاتى (يا ماما، يا أما، يامّاتى، سلامتى احتراماتى، قبلاتى، صباح الخير يا مولاتى) ولكن تظل ست الحبايب البريمو.
عدة قصص متداولة حول الأغنية دى.
أولها تبدأ لما مصطفى وعلى أمين اقترحا تخصيص يوم للاحتفال بالأم وعرضا الفكرة على ثروت عكاشة اللى كان وزير ثقافة ساعتها، ووافق بس طلب وجود أغنية ترافق هذا اليوم، وهنا توجها للشاعر حسين السيد اللى كتب هذه الكلمات الخالدة ولحنها العظيم محمد عبدالوهاب، ويقال إن كل ما حسين السيد كان يكتب كوبليه كان يكلم عبدالوهاب فى التليفون يلحنه وفى خلال 48 ساعة كانت الأغنية جاهزة للتسجيل فى الإذاعة.
المرشح الأساسى للأغنية أنه يغنيها كان عبدالحليم حافظ بس بعد كده شافوا إن الأفضل صوت نسائى هو اللى يغنيها وكانت من نصيب فايزة أحمد.
فى قصة تانية للأغنية دى، وهى إن الشاعر حسين السيد كان بيزور والدته يوم عيد الأم بعد يوم عمل شاق ونسى يجيب لها هدية فقعد على سلم بيتها وبدأ يكتب الأبيات الشعرية للأغنية، وبعد ما خلص دخل على أمه قرأ لها الشعر واستأذنها أنه يسجلها فى الإذاعة..سبب تسمية الأغنية حسب القصة التانية هو أن مامته كانت مسمية ابنها حسين السيد سيد الحبايب، فلما ألف لها الأغنية سماها ست الحبايب تيمنًا بما كانت تناديه.
أغنية اتألفت فى ربع ساعة واتلحنت فى التيلفون وطلعت للناس فى 48 ساعة فى سنة 1959 عايشة بقالها 66 سنة ويرددها الغالبية العظمى من أجيال متعددة وأصبحت طقسًا لعيد الأم.. كلمات خالدة تتكلم عن شخصية متفردة «الأم».
صوت فايزة أحمد الدافئ وإحساسها بالمعنى والكلمات جعلها تدخل القلب على مصراعيه، نشعر بكل ما تقوله سواء كنا أمهات أو مجرد مستمعين، صدقها فى الأداء رائع كأن الأغنية كُتبت لها بدون أدنى شك:
ست الحبايب يا حبيبة، يا أغلى من روحى ودمى
يا حنينة وكلك طيبة.. يا رب يخليكى يا أمى
زمان سهرتى وتعبتى وشيلتى من همى ليالى
ولسه برضه دلوقتى بتحملى الهم بدالى
أنام وتسهرى وتباتى تفكرى
وتصحى م الأدان وتقومى تشقرى
تحية كبيرة لكل الأمهات وتحية خاصة لأمى القمر، أطال الله عمركم ورحم من رحلوا.. لا بد من حكمة عظيمة لوجودهن وإلا مكانتش الجنة تبقى تحت أقدامهن.
