السبت 12 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفهامة .. غزة تنتصر على مجرمى الحرب

الفهامة .. غزة تنتصر على مجرمى الحرب

لا شك أن وقف إطلاق النار فى غزة انتصار لشعب غزة الأبىّ والصابر وانتصار للمقاومة بكل طوائفها.. كانت فرحة أهل غزة وفرحة شعوب العالم والشعب العربى لا توصف بقرار وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب التى استمرت على أهلنا فى غزة 471 يومًا من القتل والدمار والإبادة والتجويع.



العالم يتابع كل دقيقة مباحثات وقف إطلاق النار خلال الأسبوع الماضى ننتظر موافقة المقاومة فى غزة على شروط وقف إطلاق النار بترقب شديد ودعوات لشعب غزة الصابر الأبىّ الصامد بوقف الحرب.. بعد أن قام الكيان الإسرائيلى وآلته الحربية الباطشة بقتل الأطفال والرضع والنساء والجرحى والمرضى وقصف المستشفيات والجوامع وهدم المنازل والبنية التحتية والإبادة والتجويع ليظل الشعب الفلسطينى صامدا وتظل المقاومة صامدة ومستمرة فى إنزال الخسائر بجنود العدو ودباباته حتى فرضت شروطها على الكيان الصهيونى، بل على أمريكا والدول الأوروبية والعالم أجمع، حيث إن وقف إطلاق النار تم بشروط المقاومة، مما يؤكد انتصارها وانتصار شعب غزة وهزيمة الكيان الصهيونى فى أطول حرب خاضها منذ وجوده على أرض فلسطين بعد سنة 1948 ورغم امتلاكه أقوى الأسلحة والعتاد من صواريخ وطائرات وقنابل ومخابرات قيل إنها من أقوى المخابرات فى العالم ومساعدة أمريكا ودول أوروبا له ومده بأعتى الأسلحة والمال لاستخدامه فى أبشع الجرائم الإنسانية ضد شعب غزة؛ لم يحقق أهدافه التى أعلنها رئيس وزراء الكيان الصهيونى نتنياهو فى إبادة للشعب فى غزة وتفريغ القطاع والقضاء على المقاومة وتحرير أسراه وتحويل القطاع إلى مستوطنة صهيونية وضمه إلى الأرض التى احتلها بعد حرب 67 وفشل فى تحقيق أى من أهدافه.

بل قامت المقاومة بإيقاع الخسائر فى صفوف جنوده ودباباته وتحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين فى سجون الكيان مقابل الإفراج عن أسراه الذين لا يتجاوز عددهم العشرين أسيرا ورفات بعض جنودهم الذين قتلتهم المقاومة.

وأعادت القضية الفلسطينية إلى المشهد بعد 7 أكتوبر بعد أن كان العالم قد نسيها، وغيرت أفكار الشعوب فى الدول عن الكيان الصهيونى الذى كان يصدرها للعالم بأنه أقوى الجيوش والجيش الذى لا يهزم وبأن الفلسطينيين إرهابيون، وكسب الشعب الفلسطينى تعاطف الشعوب واندلعت المظاهرات فى الجامعات فى دول أوروبا وأمريكا والناشطون الحقوقيون يطالبون بحق الشعب الفلسطينى فى أرضه، وهؤلاء هم الذين سيحكمون هذه الدول فى المستقبل، ولأول مرة يصدر ضد قادة الكيان الصهيونى أحكام قضائية وجنوده الذين ارتكبوا المذابح البشعة ضد شعب غزة واعتبارهم مجرمى حرب يجب أن يقدموا للمحاكمة وأصبحوا مطاردين فى معظم دول العالم وظهر وجه الكيان الصهيونى الآخر وأصبحوا ينعتون بأنهم النازيون الجدد والمحتل الغاصب لأرض الغير وأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض.

أما على المستوى الحربى والاستراتيجى فأول مرة تصل صواريخ المقاومة إلى قلب تل أبيب ووصل اقتصاد الكيان الصهيونى إلى أدنى مستوياته رغم كل المساعدات المادية والعتاد الذى مدت الدول الأوروبية وأمريكا الكيان المجرم به وخسارة جنوده الذين قتلوا بأيدى المقاومة وحماس وعددهم بالآلاف، بالإضافة إلى الدبابات بأسلحة بدائية قامت المقاومة بتصنيعها، وانقسام المجتمع الصهيونى الإسرائيلى وأما مشهد الانتصار فى غزة فحدث عنه ولا حرج واحتفال أهل غزة بوقف إطلاق النار ومشهد خروج المقاومين بالعشرات، بل المئات فى موكب مهيب أثناء تسليم الأسرى الصهاينة للصليب الأحمر وعرباتهم الفاخرة ورفعهم الأعلام الفلسطينية والتهليل فهو رسالة إلى العالم قبل أن يكون رسالة إلى الكيان الصهيونى، نحن موجودون ومستمرون فى نضالنا، ورسالة قوية للكيان: إذا عدتم عدنا، مشهد فرح قلوب كل الفلسطينيين والوطنيين فى العالم والأهم أنه كان مشهدا أصاب إسرائيل بالرعب والخزى والعار، وكان يوم وقف إطلاق النار يوما حزينا عليهم وعلى قادتهم الذين قدموا استقالاتهم ووصفوا ذلك اليوم بالهزيمة والاستسلام.

النصر لفلسطين وشعب فلسطين والمقاومة والأحرار فى كل العالم وما نصر المقاومة إلا أول الغيث لتحرير فلسطين الأرض لا يحررها إلا الدماء وسوف يتم تطهير غزة مهما كانت والجنة للشهداء الذين يموتون فى سبيل تحرير أرضهم من المحتل.

وتحية لشعب غزة والمقاومة التى أنزلت بالكيان الصهيونى الهزيمة وأعطته درسا لن ينساه أبدا ولن ينساه قادته، والدرس الذى اعطاه شعب غزة والمقاومة للعالم: لا يموت حق وراءه مطالب.