الجمعة 17 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
طيور الظلام من رحم النقابات لحكم مصر.. وثورة يونيو كانت الخلاص

طيور الظلام من رحم النقابات لحكم مصر.. وثورة يونيو كانت الخلاص

نشأت جماعة الإخوان المسلمين فى مصر على يد حسن البنا عام 1928 وملخص فلسفتها كلها أن الغاية تبرر الوسيلة والهدف الأكبر هو الوصول إلى الحكم والخروج على الحاكم وتبرير المواقف واللعب مع الجميع والرهان على الحصان الرابح، فتحالفت مع الإنجليز ثم مع أمريكا من أجل الوصول إلى الحكم فى أصعب عام فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر.



وبدأت سيطرة الإخوان على النقابات بالتحريض على الإضرابات وحولوا النقابات المهنية إلى منابر سياسية بديلة وفعلوا كل شيء من الثمانينيات والتسعينيات فى الأطباء والمحامين والمهندسين وغيرها وأسسوا خلايا نائمة فى النقابات واللجان النقابية للحشد للجماعة والترويج لأفكارهم وقادتهم واستغلت المصايف لإقامة معسكرات لطلاب الإخوان وتنظيم معارض لبيع السلع المعمرة لجنى الملايين أرباحا لشركات تابعة لهم واستغلوا بعض المقرات النقابية كمخزن لاختباء رجال الجماعة وبعض الأسلحة لدرجة أن نقابة المهندسين كانت مقرا للاجتماعات السرية لحزب الحرية والعدالة كما احتضنت النقابة مؤتمرا لرجال وأبناء المعزول مرسى لدرجة الدعوة للتدخل الأجنبى ضد مصر خرجت من نقابة المهندسين وقد استخدم الإخوان النقابات كساحة للعمل السياسى، وللتعبير عن مواقف معارضة لسياسة الدولة، من خلال إصدار البيانات السياسية والتنسيق مع الصحافة الحزبية والخاصة التابعة للجماعة، وتنظيم الاجتماعات والندوات السياسية والسعى للتعاون مع النقابات الأخرى، ومنذ أواخر الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات بدت نقابات المهندسين والأطباء والمحامين وباقى النقابات؛ كانت تعتبر الجناح التمويلى لجماعة الإخوان خلال 25 عاما سيطرت عليها جماعة الإخوان، كما استخدم الإخوان النقابات فى عقد لقاءات ومؤتمرات جماهيرية لمناقشة الإصلاح السياسى، كمنابر سياسية لانتقاد مواقف النظام ومع التزايد الكبير فى أعداد أعضاء النقابات المهنية، كثفت الجماعة جهودها لإحكام السيطرة عليها، على الرغم من حالة التضييق وتجفيف المنابع، حيث استطاعت الجماعة اختراق النقابات المهنية، التى تشكل الكيان الأكبر للطبقة المتوسطة، والتى كانت تمثل مع الجامعات أهم مناطق التحرك وممارسة أنشطتهم والدعوة لأفكارهم  وعند قيام ثورة 30 يونيو 2013، تبخرت سيطرة جماعة الإخوان على النقابات، وبدأ تساقط عناصرها وأعضاء الجماعة، نقابة تلو الأخرى، حتى أصبحوا مجرد تاريخ لتلك النقابات، بعد أن تخلصت  النقابات من أعضاء المحظورة والمحسوبين عليها من مجالس الإدارة وفى ديسمبر 2013، وللمرة الأولى تفقد جماعة الإخوان الهيمنة على نقابة الأطباء بعد 28 عامًا من سيطرتها عليها، بعد أن آلت الأغلبية بمجلس النقابة العامة إلى «تيار الاستقلال»، ومثل ذلك خسارة فادحة تتخطى مجرد فقدان مقاعد مجلس مؤسسة مهنية، فهى تعنى فقدان التحكم فى ينابيع الأموال التى كانت تتدفق لصالح الجماعة، ومركزا لنشر فكر الجماعة فى مصر ودول أخرى والمفاجأة أن الإخوان «علقوا» يفط مكتوب عليها «نعم.. للتعديلات الدستورية»، رغم عدم اختصاص النقابة بهذه الأعمال، وإصدار قرارات بصرف 10 آلاف جنيه لأهالى الشهداء من الإخوان فى أحداث رابعة والنهضة من محاولات للسيطرة على نقابة الأطباء البيطريين العرب، وفشلوا أيضا ومع ثورة 30 يونيو تمت إزاحتهم تماما.

وبعد أحداث يناير 2011،كان مكتب الإرشاد يدير البيطريين وقتها توجه طبيب بيطرى راغب فى الترشح على مقعد النقيب والتقى مرشد الإخوان «محمد بديع» لدعمه، إلا أن «محمود عزت» كان مسئولا عن ملف النقابات وأكد أن الجماعة قد اختارت مرشحها بالفعل وحصلت الجماعة وقتها على المجلس بالكامل 24 عضوا والنقيب، وبدأت الجماعة فى تنفيذ مخططاتها فى السيطرة على كل شىء وأخطرها كان استغلال مقر النقابة بالأزبكية وإعداده للإقامة وتحضير غرف نوم كاملة لخدمة الجماعة، وقد ظهر ذلك أكثر  فى أحداث مسجد الفتح، حيث كان هناك تخزين لأسلحة داخل مبنى الأزبكية لاتحاد المهن الطبية، وبعضها استخدم فى معركة مسجد الفتح لقرب المسافة بينهما، والبعض اختبأ بالمقر لعدم الإمساك بهم من قبل الشرطة،  لدرجة أنهم التقوا المعزول محمد مرسى حين كان رئيسا للجمهورية، وادعوا أنه كان لقاء لصالح الأطباء البيطريين، إلا أن عدم تنفيذ أى أمر لصالح الأعضاء جعلنا نتأكد أن اللقاء كان لإخطارهم بالتعليمات الجديدة للجماعة، بالإضافة إلى أنهم ارتكبوا جرائم غسل للأموال، حيث اشتروا 3 عمارات فى الساحل الشمالى بإحدى القرى المملوكة لإخوانى، تلك القرى التى ألقى القبض على محمد بديع أثناء تواجده فيها، بالإضافة إلى مجموعة من الشقق فى المقطم.

وفى 14 يناير 2014، كتب ذلك التاريخ شهادة وفاة الإخوان بنقابة المهندسين، وقضى على نفوذهم داخل النقابة، والذى استمر قرابة الـ20 عاما تم توظيفها خلالها لخدمة أغراض الجماعة سياسيا داخليا وخارجيا، بعد عقد مؤتمر صحفى لأبناء المعزول وقادة الجماعة والتهديد بالمطالبة بالتدخل الأجنبى ومع قدوم ثورة 30يونيو وعودة مفاصل الدولة واستعادة النقابات المهنية انتهت أسوأ فترة فى تاريخ النقابات المهنية وهربت طيور الظلام بعيدا عن الحياة النقابية.