خلال فعاليات مؤتمر «بالطو أبيض ضد ختان الإناث» المستشارة أمل عمار: اهتمام الدولة المصرية كبير بملف القضاء على جريمة ختان الإناث

نعمات مجدى
أكدت المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومى للمرأة اهتمام الدولة المصرية الكبير بملف القضاء على العنف ضد المرأة بشكل عام والقضاء على جريمة ختان الإناث بشكل خاص.. حيث شكلت مصر اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة عام 2019.. وتعد أول لجنة تنسيقية توحد جهودها على مدار خمس سنوات للقضاء على هذه الجريمة.
هذا وقد أسفر التعاون بين جميع أعضاء اللجنة عن ملايين الاتصالات التوعوية فى قرى ونجوع محافظات جمهورية مصر العربية، من خلال تنظيم قوافل طبية وتثقيفية وحملات إعلامية توعوية، واستقبال للشكاوى، ورفع كفاءة البناء المؤسسى، وحملات طرق الأبواب تحت شعار «احميها من الختان».
وأضافت خلال فعاليات مؤتمر «بالطو أبيض ضد ختان الإناث» بأن جهود اللجنة قد أسفرت عن تشديد عقوبة ختان الإناث ومنع مرتكبيها من ممارسة المهنة مدة لا تزيد على 5 سنوات وغلق المنشأة وفقًا لنص المادة 242 مكررا ومكررا أ لقانون العقوبات المعدل بالقانون رقم 10 لسنة 2021.
كما أسفرت جهود اللجنة من خلال التنسيق الكامل على المستوى الوطنى إلى انخفاض النسبة إلى ٪14 فى 2021 مقابل ٪21 عام 2014، وهو ما أظهرته نتائج المسح الثقافى للأسرة المصرية عام 2021.
المطالبة بالقضاء على ختان الإناث حول العالم
وقالت المستشارة أمل عمار إن مصر نجحت على المستوى الدولى بالتنسيق مع بوركينا فاسو فى إصدار بيان مشترك حاز على تأييد غير مسبوق من 136 دولة للمطالبة بالقضاء على ختان الإناث حول العالم، وذلك بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وصندوق الأمم المتحدة للطفولة وفى إطار المشاركة الفعالة لبعثة مصر لدى الأمم المتحدة فى جنيف فى فعاليات الدورة 47 لمجلس حقوق الإنسان.
كما شهد عام 2022 إطلاق خطة عمل وطنية للقضاء على ختان الإناث (2022-2026) متضمنة أولويات محددة تمكن الجهات الفاعلة من تحقيق التقدم المنشود فى القضاء على تطبيب ختان الإناث.. وتغيير موقف المصريين من الختان.. وتوفير خدمات الرعاية ودعم الضحايا.. فضلا عن توفير البيانات للمتابعة والتقييم.. وتطوير الإطار المؤسسى للجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث من الجهات والهيئات والوزارات ومنظمات المجتمع المدنى ليتفق مع الأطر العالمية.
فيما شهد عام 2023 إطلاق مبادرة تحت عنوان «سفراء ضد الختان» وتم تشكيل لجنة تيسيرية تضم نخبة من القادة الدينيين من الأزهر والأوقاف والكنيسة المصرية بطوائفها الثلاثة والمتخصصين الاجتماعيين والصحيين المعنيين بقضية ختان الإناث، وتهدف إلى جمع الأدلة والأسانيد الشرعية واجتهاد الفقهاء ورصد الاتجاهات الإيجابية فى الفتاوى الشرعية والردود الدينية على الأسئلة الشائعة عن الختان فضلا عن صياغة مادة علمية حول الرأى الطبى عن مخاطر الختان على الصحة البدنية والنفسية.. وصياغة مادة قانونية تستعرض مجالات وأسباب تجريم الختان للخروج بدليل تدريبى شامل.
وأضافت المستشارة أمل عمار إنه لتعزيز الأطر المؤسسية وخطاب دينى مستنير للقضاء على ختان الإناث نسقت اللجنة لورش عمل يتم عقدها بالتوازى بمحافظات المبادرات الرئاسية حياة كريمة، استهدفت ما يقرب من 2000 من القادة الدينين من الأوقاف والكنيسة للتعرف هذا التطور المعرفى للقيادات الدينية فى قضية ختان الإناث بعد عامين من العمل مع المجلس.
كما أطلقت اللجنة العام الماضى الدورة الثالثة لجائزة الرواد «عزيزة حسين ومارى أسعد ونبيل صموئيل».. علاوة على إطلاق الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية فى صعيد مصر بدعم من السفارة النرويجية.، وهى الحاضنة الأولى من نوعها فى صعيد مصر تهدف إلى دعم الشباب للوصول إلى حلول وأفكار لمشروعات لمكافحة ختان الإناث من خلال ريادة الأعمال الاجتماعية.
وقالت ما بذلته اللجنة من جهود كبيرة للقضاء على ظاهرة التطبيب من خلال بناء القدرات وتنظيم ورش العمل لتوعية أخواتنا جيش مصر الأبيض من الطبيبات والأطباء بالجريمة..ومنها إطلاق حملات إعلامية توعوية متعددة لنشر الوعى بالجريمة وأضرارها الصحية والنفسية والاجتماعية على المحطات الإذاعية الأكثر انتشارا.. والتى حققت ملايين المتابعات على مواقع التواصل الاجتماعى.
أما عن وزارة الصحة ودورها البارز فى مكافحة هذه الظاهرة فقد صدر كتاب دورى للتأكيد على تبنى الوزارة للجانب الطبى فى مكافحة جريمة الختان.. ورفع وعى الأطباء بشأن تطبيب الختان فى هذا الشأن يتضمن: إلزام المستشفيات وجميع المنشآت الصحية الحكومية والخاصة والأهلية بضرورة إبلاغ الشرطة عند استقبال حالات تعانى من مضاعفات ختان الإناث، كالنزيف وغيرها.. وإلزام القطاعات المختلفة «الوقائية والعلاجية والرعاية الأساسية بوزارة الصحة» التى تنفذ برامج تدريبية وبرامج تثقيف صحى، بإدراج نص القانون والآثار السلبية لختان الإناث فى جميع مناهج هذه البرامج التى تستهدف جميع أفراد الفريق الصحى.
الدعم المستمر من القيادة السياسية وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالاهتمام بملف حقوق الفتاة ومن جهتها أكدت د.سحر السنباطى، رئيسة المجلس القومى للطفولة والأمومة أن هناك تحديات كبيرة لا تزال تواجه جميع ما يبذل من جهود لمواجهة ختان الإناث، إلا أنه ونظرا للدعم المستمر من القيادة السياسية وتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بالاهتمام بملف حقوق الفتاة، والمرأة المصرية وما تقوم به اللجنة الوطنية من جهود فى هذا الشأن كان له دور فى دعم تلك الجهود، والتى على رأسها تصديق فخامة الرئيس على قانون العقوبات الجديد الخاص بتغليظ العقوبات المقررة على جرائم ختان الإناث، والذى يعد من أهم الانتصارات ودافع أكبر لوتيرة التغيير من أجل حماية حقوق بناتنا من جميع أشكال العنف والإساءة.
تجريم ختان الإناث
وأضافت أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والمعروف (بالختان) من أشد صور العنف التى تمارس ضد الفتيات كما أنها تعتبر ممارسة لا تحترم أخلاقيات مهنة الطب، بل هى ممارسة ضارة ليس لها أى دواعٍ طبية ولا تستند إلى دليل طبى ولا ينتج عنها أى منفعة بل تسبب أضرارا جسيمة على الأمد القصير والبعيد على الصحة الجسدية والنفسية والإنجابية، كما أنها تعد أيضا انتهاكًا للقانون المصرى الذى يجرم هذه الممارسة والتى لا تعتمد على مرجعية دينية وخاصة بعد أن أصدر الأزهر الشريف فتوى صريحة عام 2016 بتحريم ختان الإناث.
وقالت «السنباطى» إنه إيمانًا من مجموعة العمل الوطنية تحت مظلة اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاستها المشتركة بين كل من المجلس القومى للطفولة والأمومة والمجلس القومى للمرأة، بخطورة ظاهرة تطبيب تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، ومن خلال الانعقاد الدائم والمستمر لها، فقد قامت اللجنة بتفعيل برامج التوعية الشاملة للوصول إلى أطباء مصر وتعريفهم بالجوانب المختلفة للقضية (قانونية، طبية ودينية)، كما عملت اللجنة على تفعيل البرامج التنموية المتكاملة لحماية كل فتاة مصرية، وتمكينها فى كل قرية ومركز ومدينة فى مصرنا الحبيبة؛ وبما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وتحقيق الهدف أهداف التنمية المستدامة والوصول إلى وطن خالٍ من هذه الجريمة.
واختتمت كلمتها «قائلة»: إننا اتفقنا كشركاء بأن نعمل جاهدين على تجديد التزامنا وإصرارنا على القضاء على هذه الجريمة كشكل من أشكال العنف ضد بناتنا لكونها أحد الممارسات الضارة التى تؤثر سلبا على مستقبلهن، وانتهاك جسيم لحقوقهن، وخرق للدستور المصرى، والقانون والتشريعات الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الإقليمية والدولية النافذة، وتأكيد على واجبنا والتزامنا وحلمنا الذى سنحققه معا بأن نصل بمصر إلى (صفر) ختان إناث، وقالت: أعيد مجددا دعوة جميع الشركاء للمزيد من الجهود بهدف تكثيف آليات الوقاية، والحماية، والرعاية المتعلقة بالقضاء على ختان الإناث، وأوجه الشكر إلى أطباء مصر قائلة: «فبدعمكم وبعملكم الدؤوب ورسالتكم السامية نحمى بناتنا معا وننهض بوطننا الغالى».