
زينب حمدي
الفهامة .. المتغطى بروسيا عريان!
الأحداث الأخيرة فى سوريا وانسحاب الجيش السورى أمام المقاومة والمعارضة الروسية وسقوط نظام بشار الأسد وهروبه فى أقل من أسبوعين فى مشهد خيالى دراماتيكى أقل ما يوصف بأنه مشهد فى فيلم أمريكانى أصاب العالم بالدهشة وعدم التصديق حتى الآن.. فقد أظهرت المقاومة السورية هشاشة الجيش السورى وهشاشة نظام بشار الأسد.
ولم تقم روسيا بحمايته والذى كان نظامه الحليف الأوحد لروسيا فى الشرق وفى المنطقة العربية لسنوات امتدت لـ50 سنة خلال حكم حافظ الأسد الأب وبعده بشار الأسد بعد أن تولى الحكم بعد أبيه، وهو ما يؤكد أن المتغطى بروسيا «عريان» وأيضا بعدما تخلت عنه شريكته إيران!
وفى حرب المعارضة السورية الأولى فى 2013 والذى قام فيها بشار بقتل شعبه وحرقه بقنابل النابالم والأسلحة الكيماوية والتى كانت روسيا تمده بها، وكانت إيران تمده بالمعدات الحربية والدبابات هى وروسيا الآن اختلف الوضع تماما.
ظلت سوريا حليفا للاتحاد السوفيتى خلال حكم حافظ الأسد الأب وبعده خلال حكم بشار الأسد الابن بعد أن أصبحت روسيا لمدة 50 عاما تمد سوريا بالاقتصاد الروسى بشكل أقل ما يوصف بالاحتلال الروسى لسوريا... وعاشت سوريا فى شبه عزلة عن العالم بسبب انضمامها إلى روسيا العدو الأول لأمريكا وأوروبا فيما بعد بسبب حرب روسيا وأوكرانيا.
لم يأخذ حافظ الأسد الدرس من الرئيس السادات الذى فهم أن الروس لن يعطوه سلاحًا متطورًا لمحاربة الكيان الصهيونى، وكان يقوم وقتها ببناء الجيش المصرى لاسترداد الأرض التى احتلها الكيان الصهيونى فى حرب 67.. عندما رفضت روسيا مد السادات بالسلاح الذى طلبه قام بطرد الخبراء الروس واحتفل بخروج آخر خبير روسى فى مصر.
وكان الرئيس عبدالناصر قد اتجه إلى شراء السلاح من روسيا بعد حرب 67 بعد تأكده من أن أمريكا وراء هزيمة مصر فى الحرب.. وقام السادات بشراء السلاح من الكتلة الغربية ودول أوروبا والصين استعدادا لمعركة الشرف فى 73 واسترداد أرض سيناء الحبيبة التى احتلها الكيان الصهيونى فى حرب 73 وقام أيضا بمفاوضات مع الكيان الصهيونى لاسترداد آخر نقطة فى سيناء «طابا» وكانت المفاوضات شرسة مع الجانب الصهيونى المراوغ ولا تقل عن حرب 73.
على عكس نظام حافظ الأسد الذى لم يقم بأى حرب ضد إسرائيل ولا بشار ابنه لاسترداد الجولان المحتل.. بل قام بشار بتوجيه سلاحه إلى شعبه والحرب عليه وقتله وحرقه بقنابل النابالم فى الانتفاضة الأولى للمقاومة والمعارضة السورية فى 2013 وقتل الملايين من السوريين وشرد 7 ملايين سورى فى كل البلاد، وفى التحرك الثانى للمقاومة والمعارضة السورية التى بدأت فى 27/11/2024 لم يصمد جيشه أمام المقاومة وانسحب وسقط نظام بشار فى أقل من أسبوعين وقام بالهروب خارج سوريا.
وتخلى عنه حلفاؤه روسيا وإيران بعد أن أصبح ورقة محروقة من كل الدول وحلفائه وسقط الحكم العلوى الآن وسقط بشار كأى حاكم ديكتاتور طاغية يحكم شعبه بالحديد والنار، ويكمم الأفواه ويصادر الحريات، بل قام بتجويع شعبه والتنكيل به وتقسيم سوريا، وكانت نهايته الدراماتيكية الخيالية، التى عجز أكبر المحللين الحربيين والسياسيين فى العالم عن تفسير ما حدث حتى الآن.. وكيف سقط نظامه بهذه السرعة الخيالية الضبابية؟!.