عبدالرحمن عزام يجيب: لماذا قبلنا الهدنة.. ولماذا لم ننسحب من هيئة الأمم؟

سألنا سعادة عبدالرحمن عزام باشا:
لماذا قبلتم الهدنة بعد أن كنتم قد قررتم مواصلة القتال حتى النهاية؟
وأجاب سعادته على الفور:
لأن الحكمة السياسية كانت تقتضى قبول هذه الهدنة بعد أن وقفت دول العالم كله تناصبنا العداء وتهددنا بالعقوبات الاقتصادية والعسكرية، ولم يكن من المحكمة فى شىء أن نحارب فى جبهتين: الجبهة السياسية الدولية والجبهة العسكرية، وكنا جميعاً نحرص على أن نفوت على الصهيونيين فرصة استغلال هذا الموقف، فنصبح نحن المعتدين فى نظر الدول العالمية.
وسألنا سعادته : ألم تدرسوا احتمال اتخاذ الدول هذا الموقف قبل أن تستأنفوا القتال بعد الهدنة الأولى؟ وقال سعادته:
لقد درسنا الموقف من جميع وجوهه، ولكننا تعلقنا بأمل واحد، وهو أن لا يقبل أصدقاؤنا الإنجليز الذين تربطهم بنا معاهدات والتزامات وواجبات، هذا الموقف العدائى السافر، فينضمون إلى أمريكا وروسيا وباقى الدول ويؤيدون ما وجهه إلينا مجلس الأمن!
وقلنا لسعادته :
ولماذا لم تنسحب الدول العربية من هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد موقفهما العدائى؟
وهز سعادته رأسه وقال:
ليس من الصواب أن نندفع مع عواطفنا فى تفكيرنا السياسى، وليست هناك أى فائدة يمكن أن نجنيها من انسحابنا من هيئة الأمم ومجلس الأمن، وأعتقد أن وجودنا فى هذه الهيئات، لو لم يكن له فائدة غير إسماع أصواتنا وشرح قضايانا أمام الأوساط الدولية، فى الوقت الذى نشكو فيه من ضعف الدعاية، لكان هذا كافيًا لنبقى أعضاء فى الهيئات الدولية!
وعدنا نسأل سعادته:
وهل قبل الكونت برنادوت الشروط التى وضعتها اللجنة السياسية؟
وأجاب سعادته :
لقد وعد الكونت برنادوت بتنفيذ هذه الشروط.
وقلنا لسعادته:
ولكن اليهود لا يزالون يخرقون الهدنة.
وأجاب على الفور:
وهل تعتقد أننا نقف مكتوفى الأيدى أمام أى اعتداء صهيونى غادر؟!
لقد علمتنا حوادث الهدنة الأولى أشياء كثيرة، وقد صممنا على أن نستفيد من هذه الهدنة أكثر يمكن أن يستفيدوا منها.
وسكت سعادته لحظة ثم قال:
أحب أن أؤكد لكم، أننى متفائل جدًا وواثق فى النصر النهائى، ولا أعنى بهذا أن قضية فلسطين ستحل فى مجلس الأمن .. إن قضية فلسطين لن تحل إلا فى فلسطين نفسها وبقوة السلاح.