أجيال جديدة ومواهب شابة تترك بصمتها السينمائية: أفلام مصرية واعدة فى مهرجان القاهرة
سمر فتحى
ضم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى نسخته الـ 45 مجموعة قوية من الأفلام المصرية المختلفة، حيث تنافس أحد عشر فيلمًا مصريًا تنوعت ما بين الروائى الطويل والقصير على جوائز المهرجان.. وقد قدم أصحاب هذه الأفلام قصصًا متميزة ومشوقة، هذا بخلاف احتفاء الجمهور ببعض العروض التى أضاف المهرجان عروضًا إضافية لها بسبب الإقبال الكبير.. فى التقرير التالى نكشف تفاصيل أكثر عن تلك الأفلام.
المسابقة الدولية
يمثل مصر فى المسابقة الرسمية الفيلم الروائى الطويل (دخل الربيع يضحك) للمخرجة «نهى عادل»، حيث تدور أحداث الفيلم خلال فصل الربيع بعرض أربع حكايات تفيض بالأسرار والغضب والحزن والدموع المختبئة خلف الضحكات ومع حلول خريف مفاجئ تتبدل الأوضاع لتختتم القصص بنهايات غير متوقعة. وتكشف «نهى» أن الفيلم قفزة إيمائية عميقة عبر رحلة لإخراج 5 قصص قصيرة تطاردها منذ نهاية 2019.
وأضافت أنها استلهمت هذه القصص من القصائد المصرية الأصيلة والألحان الخالدة والجمال الذى يميز مصر عن غيرها من البلاد، وترى أنه كان من الضرورى أن يتم تجربة هذا الفيلم من خلال عيون وعقول مجموعة من النساء وتعتبر نفسها محظوظة لأنها جمعت مجموعة رائعة من المواهب النسائية التى استطاعت أن تجسد هذه الشخصيات بالشكل الذى رسمته على الورق منذ بداية كتابتها للسيناريو.. الفيلم بطولة «سالى عبده، مختار يونس، رحاب عنان، ريم العقاد، منى النمورى، وروكا ياسر».
مسابقة آفاق السينما العربية
شاركت مصر فى هذه المسابقة بفيلمين، الأول (وين صيرنا) وهو فيلم وثائقى مدته 79 دقيقة تخوض به النجمة «درة زروق» تجربة الإخراج لأول مرة والذى تتناول فيه رحلة «نادين» تلك السيدة الغزية القادمة من الأراضى المحتلة لتصل إلى مصر مع ابنتيها الرضيعتين بعد حرب قاسية وتنتظر لم شملها بزوجها الذى سيلحق بها بعد شهرين.
ليلقى الفيلم حفاوة كبيرة من قبل الجمهور بعد عرضه ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى وكشفت «درة» أنها أرادت أن تقدم شيئًا بسيطًا عن معاناة الشعب الفلسطينى فى قضية التهجير والبعد عن وطنهم وفكرة تشتت العائلات الفلسطينية بالحرب لتنقل من خلال الفيلم كثيرًا من مشاعر الخوف والحزن الذى تنتاب تلك الأسرة.
أما عن الفيلم الثانى فكان بتوقيع «زينة أشرف عبدالباقى» ابنة النجم «أشرف عبدالباقى» فى أولى تجاربها الإخراجية والذى يحمل اسم (مين يصدق).. وتدور أحداث الفيلم حول «نادين» التى تعيش تأزمًا مع والديها نتيجة لعدم اهتمامهما بها، وتتعرف على شاب محتال يدعى «باسم»، يقدم لها نوعًا من الحب والاهتمام الذى تفتقده، وتتطور العلاقة بينهما ليخوض الاثنان رحلة فى عمليات النصب التى تورطهما فى العديد من المشاكل، مما يضع قصة حبهما وأمورًا أخرى على المحك.
وكشفت «زينة» أنها متأثرة بكثير من المخرجين الكبار منهم «محمد خان وعاطف الطيب»، من حيث اختيار مواقع التصوير أو الشخصيات.
الفيلم من بطولة «جيدا منصور، يوسف عمر، شريف منير، أشرف عبدالباقى، سليمان عيد، ومحمد عبدالعظيم».
مسابقة الأفلام القصيرة
وشهدت تلك المسابقة تنافس 6 أفلام مصرية متميزة أولها فيلم (أبو جودى) للمخرج «عادل أحمد يحيى» والذى شارك فى تأليف الفيلم أيضًا مع «إبراهيم النجارى ومحمد ممدوح».
تدور أحداث الفيلم فى يوم واحد، حيث تستمتع «جودى»، ذات العشر سنوات بقضاء يومها بصحبة والدها أثناء تأديته عمله، يتنقلان بين شوارع القاهرة على دراجة نارية، إلى أن يحدث موقف يغير علاقتهما للأبد.
وأعرب المخرج «عادل يحيى» عن سعادته بعرض الفيلم فى مهرجان القاهرة وحماسه بمناقشه الفيلم مع الجمهور المصرى قبل بدء رحلته العالمية.
أما الفيلم الثانى فكان بتوقيع المخرجة السورية «رشا شاهين» والذى يحمل اسم (نهار عابر) وعلى الرغم من أن المخرجة سورية إلا أن كل صناع الفيلم من مصر.
الفيلم تدور أحداثه حول حياة امرأة غيرتها الحرب بالكامل، حتى أصبحت مجبرة -بسبب دمار حياتها السابقة- على لقاء رجل يبحث عن المتعة، ويكتشف الثنائى خلال لقائهما حاجتهما إلى التواصل العاطفى والإنسانى، يلعب بطولة الفيلم المصريان «ريم حجاب، وخالد كمال».
وكشفت «رشا» أن قصة هذا العمل سورية، ولكنها صنعت بأيدٍ مصرية سواء من خلال المشاركين فى العمل من ممثلين أو حتى الإنتاج الخاص بالفيلم، قائلة «أنا الشخص السورى الوحيد فى الفريق»، رغم أنها غير مهتمة بالجنسيات وترى أن السينما دائمًا ملتقى الثقافات من كل أنحاء العالم.
أيضًا شارك فيلم (ماء يكفى للغرق) للمخرج «جوزيف عادل»، والذى تدور أحداثه فى مكان مقدس مخصص للنساء، ولكن يجد البطريرك المسئول نفسه عالقًا فى شبكة من الهوس والشك، حينما تخالف القواعد فتاة تزور المكان لأول مرة.
أما فيلم (مانجو) للمخرجة «راندا على» والتى تدور أحداثه خلال صيف أغسطس الحار فى القاهرة، تكافح «نادية» حزن ابتعادها عن والدها وشجرة المانجو الخاصة به.
فيلم «مانجو» التى تتراوح مدته فى 22 دقيقة بطولة «منى الحسينى، وهالة عمر»، تأليف وإخراج «رندا على».
كما يعرض الفيلم الوثائقى (الأم والدب) اخراج «ياسمينا الكمالى» والذى تدور أحداثة من خلال العلاقة المعقدة بين الأم وابنتها والتعمق فى تاريخ عائلتهما وتعقيدات علاقتهما معًا.
وقد شارك كذلك فيلم (عقبالك يا قلبى) للمخرجة «شيرين دياب» ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، وتدور أحداثه حول عامل توصيل طلبات يؤدى عمله المعتاد، وبينما يقوم بتوصيل إحدى الشحنات، تخرج الأمور فجأة عن السيطرة.. الفيلم من بطولة «على الطيب وولاء الشريف».
وأخيرًا تشارك المخرجة «نسرين الزيات»، بالفيلم الوثائقى (لا أجد هواء أتنفسه) وهو فيلم متميز عن علاقة سيدة بسيطة بزوجها السابق وأبنائها.. «نسرين الزيات» هى واحدة من صحفيات وأبناء «روزاليوسف» وقد قدمت عددًا من الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة والتى عرضت فى العديد من المهرجانات المحلية والدولية ونالت عددًا من الجوائز المهمة.
مسابقة أسبوع النقاد الدولى
شارك الفيلم الوثائقى (أبوزعبل 89) للمخرج «بسام مرتضى» فى مسابقة أسبوع النقاد الدولية ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائى وهو إنتاج مصرى ألمانى.
ليشهد عرضه تفاعلًا كبيرًا من الجمهور وتأثرهم بعد عرض الفيلم الذى يحكى قصة حقيقية، وأشاد به الجمهور والنقاد وأثنوا على تجربة المخرج «بسام مرتضى».. تدور أحداث الفيلم فى 83 دقيقة من خلال استعادة ابن لرحلته مع والدته إلى سجن أبوزعبل عام 1989 لزيارة والده، حيث يعيد الابن نوستالجيا تلك الرحلة.