الأربعاء 4 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بسبب فوضى الانسحاب من أفغانستان 2021 ترامب يتوعد بمحاكمات لجنرالات البنتاجون

تسبب الانسحاب الأمريكى المفاجئ والسريع من أفغانستان فى ارتباك المشهد السياسى العالمى، خاصة مع ترك السلطة فى كابول بيد جماعة طالبان المتطرفة، والتى حاربتها القوات الأمريكية على مدى سنوات، بهدف منع وصولها إلى السلطة، وهو ما دفع لطرح حزمة من الأسئلة التى لم تجب عنها إدارة ترامب حتى الآن.



فى هذا السياق أعلن الفريق الخاص بالرئيس دونالد ترامب، أنهم بصدد التحضير لتكوين لجنة للتحقيق وفحص قائمة من الجنرالات والضباط لمعرفة من هم المسئولون المتورطون فى تنفيذ خطة الانسحاب الفوضوى من أفغانستان فى عام 2021 تاركين وراءهم لحركة طالبان أحدث أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 7 مليارات دولار.

وهذه اللجنة ستكون برئاسة مات فلين، نائب مساعد وزير الدفاع السابق لمكافحة المخدرات والتهديدات العالمية، هذه اللجنة ستحدد ما إذا كان القادة العسكريون يمكن أن يواجهوا اتهامات، بما فى ذلك الخيانة ومحاكمتهم عسكريًا؟ 

الحساب الآن

 ويردد المقربون من الرئيس ترامب أنه عازم الآن على محاسبة القادة العسكريين المتورطين فى الانسحاب المتسرع المهين من أفغانستان.

 

 

 

وصف جون كيلى، وهو جنرال متقاعد من فئة الأربع نجوم عمل كرئيس لهيئة الأركان فى مدة ترامب الرئاسية السابقة، بأنه: «شخص ليس لديه أى فكرة عما تمثله أمريكا، شخص يقترح بغطرسة أن يفقد المحارب المتفانى الذى خدم بلاده لمدة 40 عامًا فى زمن السلم والحرب حياته بتهمة الخيانة!»

وردّ الجنرال كيلى: «لقد ضحيت أنا وعائلتى بالكثير من أجل هذا البلد، أمى وأبى من قبلهم، بقدر ما تكون هذه التعليقات موجهة ضدى، فهى موجهة أيضًا ضد المؤسسة العسكرية وهناك 2.1 مليون منا».

 «يمكن للشعب الأمريكى أن يقتنع بأن كل فرد منا، من الخاص إلى العام، مخلص للدستور، بغض النظر عن التهديدات».

ترامب المسئول!

أصدر عشرة جنرالات وأدميرالات ورقيب أول سابق فى سلاح مشاة البحرية رسالة ألقوا فيها باللوم على دونالد ترامب فى الأحداث التى أدت إلى الانسحاب الفوضوى للقوات الأمريكية من أفغانستان.

الرسالة، التى أطلقت على المجموعة اسم «قادة الأمن القومى لأمريكا»، تضم الأدميرال ستيف أبوت الذى كان مستشارًا كبيرًا سابقًا لجورج دبليو بوش.

يلقى كبار الضباط العسكريين باللوم على الانسحاب على ترامب، الذى خلقت أفعاله موقفًا مستحيلًا لخليفته:

«لقد فشل مرارًا وتكرارًا فى تحمل المسئولية عن دوره فى تعريض أفراد الخدمة للخطر دون إشراك الحكومة الأفغانية.

 تفاوض هو وإدارته على صفقة مع طالبان، لقد أطلق سراح 5000 مقاتل من طالبان وسمح لهم بالعودة إلى ساحة المعركة.

 ثم ترك الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس بلا خطط لتنفيذ الانسحاب، أوبقليل من الوقت للقيام بذلك 

لقد أعاق هذا النهج الفوضوى من ترامب بشدة قدرة إدارة بايدن-هاريس على تنفيذ الانسحاب الأكثر تنظيمًا الممكن وتعريض أفراد خدمتنا وحلفائنا للخطر. ومع ذلك، أنهى الرئيس بايدن بدعم من نائبة الرئيس هاريس أطول حرب فى أمريكا، وأشرف على أكبر جسر جوى فى تاريخ الولايات المتحدة، وأعاد قواتنا إلى الوطن».

ترامب والجنرالات!

اتسمت السنوات الأربع من رئاسة ترامب بعدم الاستقرار: نوبات الغضب، وعواصف تويتر فى وقت متأخر من الليل، والفصل المفاجئ.

فى البداية، بدا ترامب، الذى تهرب من التجنيد بزعم وجود نتوءات عظمية، مفتونًا بكونه القائد الأعلى ومسئول الأمن القومى 

 لكن علاقة الحب بين ترامب و«جنرالاته» كانت وجيزة، عبّر ترامب عن مدى كرهه لهم بمرور الوقت. قال: «كان هؤلاء أشخاصًا غير موهوبين للغاية وبمجرد أن أدركت ذلك، لم أعتمد عليهم.

دعوات لتطهير البنتاجون

يعكف فريق ترامب حاليًا على جمع قائمة بالمسئولين العسكريين الذين سيتم فصلهم - وخاصة حلفاء الجنرال كيلى، الذى وصف ترامب بأنه فاشٍ. كما دعا بيت هيجسيث، الذى رشحه ترامب وزيرًا للدفاع، إلى تطهير البنتاجون.

الحرب على المحاربين

قال كريستوفر بريبل، زميل أول ومدير برنامج إعادة تصور الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة فى مركز ستيمسون فى كتابه الصادر عام 2024 بعنوان «الحرب على المحاربين»: «يحتاج الرئيس القادم للولايات المتحدة إلى إصلاح جذرى للقيادة العليا فى البنتاجون لجعلنا مستعدين للدفاع عن أمتنا وهزيمة أعدائنا يجب طرد الكثير من الرجال، الخائنين»

 وصرح بريبل لصحيفة التلجراف: «هناك مخاوف مشروعة من أن ترامب وأتباعه سوف يسيّسون هذا الأمر. لكن الرئيس لديه السلطة لطرد أو إعادة تعيين الضباط العسكريين العاملين». 

 

 

 

 

 

تراجع مهين

يصف هيجسيث الانسحاب من أفغانستان بأنه «تراجع مهين» ويقول إن القادة فى وزارة الدفاع لم يُحاسبوا على الهجوم المميت فى آبى جيت، والذى أسفر عن مقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية وحوالى 170 مدنيًا أفغانيًا.

 ولم تتم محاسبتهم على الغارة الجوية الأمريكية اللاحقة فى كابول والتى اعتقد المسئولون أنها ستقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الذى يقف وراء الهجوم الانتحارى ولكنها بدلاً من ذلك قتلت 10 أفغان أبرياء، بمن فى ذلك سبعة أطفال، كما كتب. «هؤلاء الجنرالات كذبوا. لقد أساءوا الإدارة. لقد انتهكوا قسمهم. لقد فشلوا. لقد أهانوا قواتنا وأمتنا.

 لقد تسببوا فى مقتل الناس دون داعٍ»، كما كتب. «وحتى هذه اللحظة، يحتفظون بوظائفهم. والأسوأ من ذلك أنهم يواصلون بنشاط تآكل جيشنا وقيمه من خلال الاستسلام للمدنيين بأجندات متطرفة. إنهم محرجون، مع وجود نجوم لا تزال على أكتافهم».

هيجسيث و3 قضايا

ويبدو أن تصريحات بيت هيجسيث المرشح لقيادة وزارة الدفاع فى ولاية ترامب الثانية قد أثارت موجة من الاستغراب. 

 لقد بنى هيجسيث، وهو من قدامى المحاربين العسكريين والمدافع القوى عن أجندة ترامب «أمريكا أولاً» مسيرته المهنية حول تحدى المؤسسة العسكرية، لقد لعب دورًا مؤثرًا فى الدعوة إلى تدخل ترامب فى ثلاث قضايا تتعلق باتهامات بارتكاب جرائم حرب فى عام 2019 - وهى القضايا التى قسمت المؤسسة العسكرية وأشعلت مناقشات شرسة حول حدود السلطة التنفيذية والمساءلة العسكرية.

الآن، إذا تم تأكيده كوزير للدفاع القادم، فسوف يشرف هيجسيث على 1.3 مليون فرد فى الخدمة ويدير الاستراتيجية العسكرية فى وقت من عدم الاستقرار العالمى، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير نهجه السابق تجاه المتهمين بمجرمى الحرب على قيادته العسكرية وانضباطه. 

خلال فترة ولاية ترامب الأولى، ضغط هيجسيث من أجل العفو عن الملازم فى الجيش كلينت لورانس والرائد فى الجيش ماثيو جولستين، ودفع لدعم ضابط البحرية إدوارد جالاجر، الذين يواجه كل منهما اتهامات أو إدانات تتعلق بجرائم حرب ارتكبت فى العراق وأفغانستان. ويبدو أن دفاع هيجسيث نيابة عن أفراد الخدمة الثلاثة قد أتى بثماره: ففى نوفمبر 2019، منح ترامب العفو للورانس وجولستين، وعكس خفض رتبة جالاجر. 

أثار دفاع هيجسيث الصريح عن هؤلاء الرجال باعتبارهم ضحايا لملاحقة قضائية مفرطة الدهشة فى المجتمع العسكرى، حيث ينظر البعض إلى مثل هذه التدخلات من قبل المدنيين على أنها تهديد لنزاهة نظام العدالة. 

ودافع هيجسيث وقتها عن موقفه قائلا «هؤلاء رجال ذهبوا إلى أخطر الأماكن على وجه الأرض بوظيفة للدفاع عنا واتخذوا قرارات صعبة فى لحظة. إنهم ليسوا مجرمى حرب، إنهم محاربون».!

سؤال

ويبقى سؤال: إذا كان  ترامب جادًا فى محاكمة الجنرالات بسبب الفوضى الفاضحة فى أفغانستان؛ هل ستتم محاكمة بايدن؟ وكيف سيكون موقفه مما يدور حاليًا فى حرب الشرق الأوسط؟

كيف سينهى الرئيس ترامب الحرب الدائرة الآن واستعادة حاملات طائرات وأسلحة متطورة وطائرات يبلغ ثمنها عشرات أضعاف مما ترك فى أفغانستان، متى وكيف سينهيها دون أن يتورط بايدن مرة أخرى؟

سؤال للأيام المقبلة.