السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السبكى يتاجر بـ«حلاوة هيفا» ويضحى بـ«روح»!

السبكى يتاجر بـ«حلاوة هيفا» ويضحى بـ«روح»!
السبكى يتاجر بـ«حلاوة هيفا» ويضحى بـ«روح»!


 
معاناة المرأة ونظرة الرجل الشرقى عموما لها واعتبارها آلة للجنس ورفض المرأة لهذا التصور الشهوانى وتمردها عليه، قضية فى منتهى الخطورة وموضوع للمناقشة ممتد ولم يغلق حتى الآن وبعد عرض فيلم «حلاوة روح» أحدث المنتجات السبكية يبدو أن المرأة ستظل تعانى من نظرة المجتمع لها وأيضا استغلال السبكية لها وحتى إشعار آخر.
 
 فى فيلم «حلاوة روح» يستثمر السبكية هيفاء وهبى باعتبارها مصنفة «كجميلة الجميلات» ونموذج صارخ للأنوثة والإثارة ونجمة شباك لا تقاوم فى خلطة جديدة ليس الهدف منها إنصاف المرأة أو الانحياز لقضيتها بل تعميق هذه النظرة فى الكهف الشهوانى فهى حسب كتالوج السبكية ووفقا للمواصفات «الهيفا وهبية» مثيرة للمراهقين ومحرضة لشباك التذاكر.
هذا الهدف السبكى كان واضحا منذ الإعلان عن بطولتها للفيلم وبعد انتهاء تصويره وبعد «رشة» البروموهات على اليوتيوب لتسخين «الجمهور» وابتزازه لمشاهدة الفيلم وإثارة الرقباء بحشر جمل وعبارات مبتذلة وتصدير فكرة أن هيفاء وهبى والجميع يحبونها، فهيفاء أو روخ امرأة متزوجة تعيش مع أم زوجها المسنة فى أحد الأحياء الشعبية بينما يعمل زوجها فى الكويت، حيث تركها بعد شهر العسل من أجل لقمة العيش وتعانى من مطاردة أهل الحارة لها من شباب ورجال تحت وفوق السن وأطفال حتى السيدات ويلخص هذا ما تقوله معى: إنها تاعبة «النسوان» فى الحارة قبل الرجال.. لكن جمالها هو محور اهتمام تاجر قطع غيار سيارات «محمد لطفى» والقواد «باسم سمرة» الذى يحاول استثمارها فى تجارته بينما ترفض وبإصرار محاولتهم للاقتراب منها والاحتفاظ بشرفها وسط حارة احترف رجالها «الدعارة».
 
غيرة سيدات الحارة يدفعهن لتشويه صورتها وإظهارها كامرأة منحرفة رغم ترفعها واعتدالها وباستخدام الطرق الممكنة وغير الممكنة وبعد تصدير هذه الصورة لأم زوجها ثم رحيلها حزنا على فضيحتها التى رسمها نساء الحارة وطلاق زوجها لها غيابيا ولكنها تصر على موقفها ورغبتها فى حياة شريفة ورفضها كل الوسائل للاستجابة وسط حماية «طفل» صغير يعيش معها فترة مراهقة مبكرة والكفيف «صلاح عبدالله» الذى يتعاطف معها إيمانا بتمسكها بالفضيلة ورفضها استغلال جمالها للانحراف والرذيلة.
 
وعلى مدار أكثر من ساعة ونصف الساعة محاولات من القواد بتجنيدها لمزاج تاجر قطع غيار السيارات وشبكته داخل الحارة ومطاردة الجميع لها التى تنتهى بمحاولة اغتصابها وتركها للحارة نهائيا، وحتى يصبح للفيلم عمق وقضية يخصص المخرج الدقائق القليلة للقضية الأساسية التى تاهت فى تفاصيل استعراض جسد «هيفاء» وهى نظرة الرجل الشرقى للمرأة ومعاناتها وسط تقاليد لا ترحم، ولا يفوت المخرج أن يلمح إلى التنشئة الخاطئة للأطفال فى البيئات الشعبية وتفكيرهم الذى يسبق سنهم.
 
وبطبيعة الأمر لا يخلو الفيلم من عبارات سوقية وإسقاطات جنسية لا تليق ورغم اجتهاد مخرجه سامح عبدالعزيز فى خلق حالة سينمائية جديدة داخل الحارة المصرية فإن انشغاله باستعراض مفاتن «هيفاء» صرفه عن قضية الفيلم الأساسية سواء بحشد أغنيات أو إفيهات للكبار فقط والاكتفاء فى النهاية بقوام وجمال هيفاء وهبى ولا شىء غير ذلك.
 
فيلم «حلاوة روح» محاولة رخيصة لاستغلال جمال هيفاء الصارخ دون عمق حقيقى ولهذا اختفت ملامح المشاركين فيه وبدت الأدوار المهمة مهمشه وتكفى هنا الإشارة إلى تراجع أداء عملاق بحجم «صلاح عبدالله» فى دور بلا ملامح أو إضافة حقيقية وسوء استغلال نجم بحجم «حكيم» والظهور الباهت لمحمد لطفى وباسم سمرة.. كل هؤلاء بدوا بلا تأثير فى فيلم بلا قصة أو مناظر أو «حلاوة روح».