الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السيناريو الأسوأ على أمريكا: الصحافة العالمية تتوقع صراعًا داخليًا إذا خسر ترامب!

رسمت صحيفة  بوليتيكو سيناريو وصفته بأنه منطقى للغاية لما قد يحدث فى حال انقلب مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب على انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة إذا جاءت نتائجها فى غير صالحه. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان كيف أن ترامب حاول عندما كان رئيسًا انتزاع  ولاية رئاسية ثانية بأى طريقة رغم خسارته انتخابات 2020، مما أغرق البلاد فى حالة من الارتباك والصراع والعنف فى نهاية المطاف.



 

فى تقرير مطول أعده 4 من محرريها، قالت الصحيفة الأمريكية إن عودة ترامب الآن إلى المعترك السياسى أيقظت مجددًا شعورًا بالفزع لدى المسئولين والمؤسسات التى وقفت فى طريقه فى الانتخابات السابقة. فهل يتكرر ما حدث عام 2020؟ سؤال طرحته الصحيفة، وحاولت أن تستقصى الإجابة من عشرات الأشخاص الذين وصفتهم بأنهم على دراية عميقة بالعملية الانتخابية أو منخرطون فيها. وذكرت أن الإجماع كان واضحًا بين من أجرت معهم المقابلات، إذ أفادوا أن ترامب لن يكتفى بمحاولة قلب نتائج الانتخابات مرة أخرى إذا خسرها، بل إنه وحلفاءه يعدون العدة بالفعل لذلك. وقال تيم هيڤى الذى قاد التحقيق فى جهود ترامب لتخريب الانتخابات لصالح لجنة مختارة فى مجلس النواب فى السادس من يناير 2020، إن التهديد لا يزال ماثلا.

انتخابات 2024 مختلفة!

لكن الصحيفة ترى أن انتخابات 2024 ليست كسابقتها، وسكة ترامب هذه المرة لفعل ما سبق أن فعله أصبحت شائكة أكثر وأشد وعورة. فمن ناحية، يفتقر المرشح الجمهورى إلى بعض الأدوات التى هدد باستخدامها قبل 4 سنوات لقلب عملية نقل السلطة. فاليوم، الجيش ووزارة العدل يقعان تحت مسئولية الرئيس چو بايدن. كما يحتاج ترامب أيضا إلى حلفاء للفوز فى الانتخابات الذى من شأنه أن يجعلهم فى وضع يمكنهم من الانقلاب على الهزيمة. وذلك لأن نقض فوز خصمه المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس يتطلب قدرا هائلا من المساعدة من «سماسرة السلطة» الجمهوريين فى مجالس الولايات والكونجرس الفدرالى الذين رفض بعضهم فوزه قبل 4 سنوات.

واستثارت محاولة ترامب الأولى استغلال آلية عمل الديمقراطية الأمريكية المهملة، مشرعى الحزب الديمقراطى فى الكونجرس، فأدخلوا تحديثات على عملية احتساب أصوات الناخبين فى القانون الجديد. ويبدو أن ترامب يدخل انتخابات عام 2024 وهو على دراية بفشله فى قلب النتائج قبل 4 سنوات. ورجحت بوليتيكو فى تقريرها أن يواجه ترامب، فى حال خسر الانتخابات المقبلة، سيلا من الإجراءات الجنائية التى قد تستمر بقية حياته. أما إذا فاز، فمن المرجح أن تختفى هذه الإجراءات.

وقال النائب چيمى راسكين ديمقراطى من ولاية ميشيجان وهو عضو فى اللجنة المختارة من قبل مجلس النواب للتحقيق فى اقتحام أنصار الرئيس السابق مبنى الكونجرس فى السادس من يناير 2020 «لا أحد يعرف بالضبط ما سيكون عليه هجوم ترامب على النظام الانتخابى فى عام 2024». وجاء الجواب من مشرعين ومحققين فى الكونجرس ونشطاء حزبيين ومسئولى الانتخابات وخبراء القانون الدستورى، بأن أى تصرف من جانب ترامب وأنصاره سيقوض الثقة أكثر فى نتائج الانتخابات من خلال تقديم ادعاءات غير مدعومة أو مبالغ فيها عن تزوير واسع النطاق للناخبين ورفع دعاوى طعن قضائية طويلة الأمد.

وسيعتمد ترامب أيضا على مسئولى المقاطعات والولايات الصديقة لمقاومة التصديق على نتائج الانتخابات، وسيدعو حلفاءه فى المجالس التشريعية فى الولايات المتأرجحة التى يسيطر عليها الحزب الجمهورى لتعيين مندوبين بدلاء فى المجمع الانتخابى وهو نظام معمول به فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لتوزيع الأصوات على مستوى الولايات. كما سيحاول حرمان هاريس من الحصول على 270 صوتا فى المجمع الانتخابى، مما يحيل نتائج الانتخابات إلى مجلس النواب، حيث من المرجح أن يكون لدى الجمهوريين العدد الكافى الذى يضمن اختيار ترامب رئيسًا للبلاد مرة أخرى.

ادعاءات وتشكيك

ووفقا للصحيفة، فهناك بعض المقومات اللازمة التى تجعل الحملة الانتخابية هذه المرة استثنائية، فقد شرع ترامب بالفعل فى مهمة واضحة لإثارة أكبر قدر ممكن من الشكوك بشأن نتائج الانتخابات. وهو يدعى أن الطريقة الوحيدة التى يمكن أن يخسر بها أمام هاريس هى إذا مارس الديمقراطيون الغش. 

«إنهم يستعدون للغش!» أعلنها ترامب مدوية فى منشور على منصته «تروث سوشيال» فى 23 سبتمبر 2024 الماضى وردد حلفاؤه من الحزب الجمهورى فى الكونجرس والولايات هذه الادعاءات، وحظوا بدعم كبير من الرئيس التنفيذى لشركة إكس (تويتر سابقا) إيلون ماسك، الذى بث الشائعات ونظريات المؤامرة إلى 200 مليون متابع له.

وفى الوقت نفسه، تصاعدت حدة التهديدات ضد مسئولى الانتخابات، وتزايدت المخاوف من حدوث اضطرابات مدنية. ويبدو أن بوليتيكو تعتقد أنه من غير المحتمل أن يستمر ترامب وحلفاؤه فى جهودهم لقلب هزيمته فى الانتخابات إلى انتصار، وأن من شأن فوز ساحق لهاريس أن يجعل من الصعب على ترامب حشد الجمهوريين إلى جانبه. ولكن إذا حدث العكس وفاز، فلا يتوقع أن يبذل الديمقراطيون جهدا مماثلا لتخريب الانتخابات.

سلاح الدعاوى القضائية

ومضت الصحيفة إلى أن من السهل تصور سيناريو محفوف بالمخاطر. ففى ولاية رئيسية متأرجحة تستغرق عملية فرز الأصوات عدة أيام، فإذا بدا أن هاريس تتفوق على خصمها ببضعة آلاف من الأصوات، وأنها على وشك أن تحسم الانتخابات لصالحها، فإن ترامب سيغطى الولاية بإعلانات تحث المسئولين على وقف السرقة، ويرفع وابلا من الدعاوى القضائية لإلغاء النتائج. ومن ثم تنهال التهديدات على مسئولى الانتخابات، وترتفع درجة حرارة الاحتجاجات على المستويين المحلى والوطنى.

ورغم ذلك، فإن الصحيفة الأمريكية لا تعتقد أن ذلك وحده سيؤدى إلى إلغاء نتائج الانتخابات الشرعية.

وتقول إنه فى حالة هزيمة ترامب، من المرجح أن تظهر فئة أخرى من الدعاوى القضائية.

ففى عام 2020، ومع فشل أو تعثر الدعاوى القضائية التى رفعتها حملة ترامب الانتخابية، علق ترامب آماله بشكل متزايد على المحامين الهامشيين الذين رفعوا دعاوى يسهل دحضها بشأن التزوير، فى محاولة للحفاظ على تطلعاته الانتخابية بعد أشهر من يوم الانتخابات. 

الخطوة الأخيرة

فى السيناريو الذى رسمته بوليتيكو، تتخيل الصحيفة أن يبقى مجلس النواب فى أيدى الجمهوريين. وفى هذه الحالة، سيقضى ترامب فى الشهر الجارى نوڤمبر والمقبل ديسمبر فى الضغط على المجالس التشريعية للولايات فى ويسكونسن وجورجيا وكارولينا الشمالية، التى ستوافق على قوائم بديلة لمندوبى المجمع الانتخابى التى سيرسلها لها. وسيتم موافاة هاريس بهذه القوائم. وهنا يمكن أن يحاول الموالون لترامب الاستيلاء على السلطة لصالح مرشحهم المهزوم.

وفى نهاية المطاف وفق السيناريو المتوقع لا بد من وضع عدد من العناصر الرئيسية فى مكانها الصحيح لمنع التصديق على فوز هاريس، حيث سيتطلب ذلك ليلة انتخابية جيدة للجمهوريين وتواطؤًا كبيرًا بين حلفاء ترامب على كل مستوى حكومى تقريبا. وسيكون عرضًا وقحًا للقوة التى من شأنها أن تتفوق على المناورة المتعددة الأوجه لعام 2020. وتنقل بوليتيكو فى ختام تقريرها عن ريك هاسن الخبير بقانون الانتخابات فى جامعة كاليفورنيا: قوله إنك فى هذه الحالة تدخل بالفعل فى عالم من الفوضى.. وإذا كان الناس على استعداد لتجاهل القانون وإعلان فوز شخص ما، فأنت تتحدث عن انقلاب حقيقى.