الخسائر الاقتصادية والهجرة العكسية أبرزها: 7 ملفات كشفت فشل حرب نتنياهو فى غزة وجنوب لبنان
مرڤت الحطيم
7 ملفات مازالت تؤرق رئيس وزراء الكيان الصهيونى بنيامين نتنياهو، بعد مرور عام من العدوان على قطاع غزة، وبعدها جنوب لبنان، تحول بينه وبين إعلانه تحقيق نصر مطلق على حركة حماس أو حزب الله فى جنوب لبنان.
وأكد خبراء ومحللون عسكريون وسياسيون إن نتنياهو الذى يعيش حالة من نشوة القوة العسكرية، الناتجة عن تنفيذه لهجمات عسكرية وارتكابه للمجازر فى قطاع غزة والجنوب اللبنانى وإيران، تؤكد الحقائق الميدانية على الأرض إخفاقه فى تحقيق أهدافه.
ثمن مأساوى باهظ
رصد المحللون الإسرائيليون منذ بداية الحرب حجم الخسائر البشرية فى صفوف المواطنين الإسرائيليين والعسكريين على السواء، التى تقدر بآلاف القتلى والجرحى، إذ ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن حوالى ألف جندى ينضمون شهريًا إلى قسم إعادة التأهيل فى وزارة الحرب.
وكشفت تقارير صحفية أخرى عن أجواء من التشاؤم تسيطر على المشهد السياسى والمجتمعى، وسط خشية من أن نتنياهو بات يجر إسرائيل إلى المجهول، فى الوقت الذى تتعرض فيه لضربات من حماس و حزب الله فى غزة ومن إيران وحزب الله والحوثيين فى اليمن وفصائل المقاومة الإسلامية فى العراق.
وقال المحلل السياسى الإسرائيلى شالوم ليبنر فى مجلة «ناشونال إنترست» الأمريكية «إنه بعد مرور أكثر من عام على هجوم طوفان الأقصى فإن مشاعر الإحباط وخيبة الأمل ما زالت تسيطر على أغلبية الإسرائيليين».
حيفا مثل كريات شمونة
شكلت هجمات حزب الله الصاروخية فى العمق الإسرائيلى مسارا جديدا فى الصراع، إذ أطلق الحزب شعار «سنجعل حيفا مثل كريات شمونة والمطلة».
وسجلت هجمات حزب الله حالة من الرعب فى الأوساط الإسرائيلية فى أعقاب استهداف منزل نتنياهو، بعد إعلان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى أن طائرة مسيرة أطلقت من لبنان أصابت بشكل مباشر منزل نتنياهو فى قيساريا جنوب حيفا.
واعتبرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن وصول مسيرة حزب الله إلى مكان يعيش فيه رئيس الوزراء يعد فشلا ذريعا لأجهزة الأمن.
وحقق الهجوم بمسيرة انقضاضية على قاعدة بنيامينا التابعة للواء جولانى فى حيفا مفاجأة عسكرية مؤلمة لإسرائيل، ووصف الحزب العملية بأنها «نوعية ومركبة»، فقد تمكنت المسيرة من اختراق رادارات الدفاع الجوى الإسرائيلى دون اكتشافها ووصلت إلى هدفها.
وأكدت غرفة عمليات حزب الله أنها قررت تأديب العدو وإظهار بعض قدراتها فى أى وقت أو أى مكان تريده.
وعلق نتنياهو بقوله: نحن نخوض حملة شرسة ضد محور الشر الإيرانى، إننا ندفع ثمنا مؤلما، ولكن لدينا إنجازات هائلة، فى حين وصف رئيس الأركان الإسرائيلى هرتسى هاليڤى الهجوم بأنه صعب ونتائجه مؤلمة. وقالت وسائل إعلام لبنانية مقربة من حزب الله إن هذه العمليات تكشف عن «إحاطة استخبارية متقدمة وتطور هائل للمعدات التى استخدمها حزب الله، وعن احتراف فى التكتيك العسكرى»، خاصة أنها جاءت بعد تصريحات متكررة لوزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت أكد فيها أنه نجح فى القضاء على معظم قدرات حزب الله الصاروخية وتلك المتعلقة بالمسيرات.
عشرات آلاف النازحين داخل إسرائيل
لجأت الحكومة الإسرائيلية إلى إجلاء آلاف الإسرائيليين من منازلهم، وسجلت إسرائيل لأول مرة فى تاريخها عددا قياسيا من النازحين.
ووفقا لصحف إسرائيلية بلغ عدد النازحين من مستوطنات غلاف غزة ومن الحدود مع لبنان 120 ألف نازح، إلا أن هذا العدد قدره الجيش الإسرائيلى فى تصريحات سابقة بـ نصف مليون نازح.
وتتكفل الحكومة الإسرائيلية نفقات ومصاريف النازحين خلال فترة نزوحهم منذ أكثر من عام المشاكل حيث استأجرت لهم غرفا فندقية وبيوت ضيافة، ولجأت إلى إقامة خيام لإيوائهم.
مليونا إسرائيلى فى الملاجئ
تسببت هجمات حركة حماس فى قطاع غزة وحزب الله فى جنوب لبنان فى قيام أكثر من مليونى مواطن إسرائيلى لاستخدام الملاجئ بحسب تصريح لقائد الدفاعات الجوية السابق الچنرال ران كوخاف فى حديث للقناة الـ12 الإسرائيلية.
وأوضح كوخاف أن مواطنى 190 بلدة ومستوطنة أصبحوا يستخدمون هذه الملاجئ والغرف المحصنة للاحتماء بها من هجمات المقاومة، فى ضوء تزايد مخاوف السلطات الإسرائيلية من عدم كفاية هذه الملاجئ وعدم جاهزية نسبة كبيرة من الملاجئ العامة للاستخدام.
الهجرة العكسية
تمثل الهجرة العكسية أحد الكوابيس التى تزعج رئيس وزراء الكيان الصهيونى، بعد أن أصبحت خطرًا وجوديًا يهدد هذا الكيان الذى يقوم بالأساس على سياسة الاستيطان وجذب اليهود من مختلف أنحاء العالم.
وأوضح مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية فى جامعة قطر نايف بن نهار إن عمليات المقاومة ضربت «إرادة البقاء» لدى الإسرائيليين القائمة بشكل أساسى على توفير كيان آمن لهم، لمواجهة أزمتهم الجوهرية المتمثلة فى أن إسرائيل كيان مصطنع يمكنهم الرحيل عنه فى أى وقت إلى البلد الذى جاءوا منه ولا يزالون يحملون جنسيته.
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن نحو ربع الإسرائيليين فكروا فى الهجرة للخارج بسبب الأوضاع الأمنية. وأوضح تقرير فى أغسطس الماضى أن الأرقام الرسمية تقول إن حوالى نصف مليون ممن كانوا خارج البلاد قبل عملية طوفان الأقصى لم يعودوا حتى الآن فى حين غادر 375 ألفا بعد الحرب.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن بيانات سلطة السكان والهجرة أن نصف مليون إسرائيلى غادروا إسرائيل فى الأشهر الستة الأولى من الحرب.
العمليات الاستشهادية
تسببت المجازر وسياسة تهجير المدنيين التى يرتكبها الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة، فى إعلان كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس وسرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد، إعادة اللجوء للعمليات الاستشهادية فى الداخل الفلسطينى المحتل.
انعكس صدى هذا الإعلان داخل إسرائيل، وكشف درجة كبيرة من الخوف فى المنظومة الأمنية من إدخال عبوات ناسفة إلى قلب المدن الكبرى فى إسرائيل، الأمر الذى قد يسبب الكثير من الخسائر البشرية والمادية.
يضاف إلى ذلك أن النجاح الذى تحققه عمليات إطلاق النار التى تنفذها حماس و حزب الله داخل إسرائيل يضاعف مخاوف قادة إسرائيل من انعكاساتها السلبية على الجمهور الإسرائيلى، وظهر ذلك جليًا عقب عملية يافا التى أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16 آخرين.
وعلق مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات فى تصريحات بقوله إن مثل هذه العمليات تظهر أن إسرائيل غير قادرة على ضبط الميدان فى المواجهة مع الفلسطينيين، وأنها فشلت فى المقاربة العسكرية والأمنية.
وكشفت الأرقام المعلنة بشأن عدد العمليات التى أعلن عنها الأمن الإسرائيلى سواء ما نجح منها أو ما تم إحباطه عن الضغط الكبير الذى تتعرض له أجهزة الاحتلال، فحتى أغسطس الماضى أعلن عن أكثر من ألف عملية منذ 7 أكتوبر 2023.
الخسائر الاقتصادية
قدر عدد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين خسائر الاقتصاد الإسرائيلى، الناتجة عن الحرب على قطاع غزة وجنوب لبنان بـ 67.3 مليار دولار حتى الآن، وهى تكلفة لا تشمل عمليات علاج الجرحى وتوفير المأوى والملاجئ.
وخفضت وكالة فيتش التصنيف الائتمانى لإسرائيل، مشيرة إلى تفاقم المخاطر الچيوسياسية مع استمرار الحرب فى غزة، وسط تهديدات بانتقالها إلى جبهات أخرى.
وفى بداية الحرب وضعت الوكالة تصنيف الديون السيادية لإسرائيل تحت المراقبة السلبية، وحذرت من أن أى تصعيد كبير قد يؤدى إلى خفض التصنيف.