الثلاثاء 5 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
بعد 14 سنة على نشرها: كيف أطاح «عادل إمام» بـ« جورج جالاوى» على صفحات «روز اليوسف»؟

بعد 14 سنة على نشرها: كيف أطاح «عادل إمام» بـ« جورج جالاوى» على صفحات «روز اليوسف»؟

«السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح»، هذه المقولة الخالدة للمشير «أحمد إسماعيل» وزير الحربية إبان حرب أكتوبر تؤكد أن الرجال هم الذين يصنعون المعجزات وليس السلاح فقط.. هكذا هو «عادل إمام» سلاح الوطنية الخالد الموجه فى صدور أعداء الوطن.. لم يردعه الإرهاب فى أن يشهر سلاحه فى معقل الإرهابيين وأن يذهب لعقر دارهم فى بؤرة إرهابية نشطة فى أسيوط ليقدم فنه هناك.



ولم يتوقف ليراجع نفسه أمام هجمة جماعة الإخوان الإرهابية وصعودهم للسطح من جديد بداية من التسعينيات ليطلق «دانة فنية» اسمها (طيور الظلام) ليكشف خطورة جماعات الظلام على الأوطان. فى هذه السطور سأكشف عن عدة مواقف تؤكد أن الزعيم هو «إمام الوطنية» هو وحده قادها وفى مقدمة المسيرة.

فى أجواء إقليمية لا تختلف كثيرا عما نعيشه الآن وتحديدا فى يناير 2010.. حرب إسرائيلية شعواء على قطاع غزة أعقبها حصار مطبق على القطاع.. توترات إقليمية.. متاجرون بالقضية من كل مكان ومصر دائما فى مرمى نيرانهم.. الهدف المعلن هو دعم فلسطين والهدف الخفى هو استهداف مصر وجيشها فى عملية ممنهجة ممتدة منذ عقود.. حركة كبيرة لكسر الحصار على القطاع بإدخال سفن المساعدات عن طريق البحر ومن خلال ميناء العريش.. محاولات لدفع مصر لتكون طرفا فى الأزمة مرة بالإدعاء أنها تسهم فى حصار أهالى غزة عن طريق غلق حدودها – وكأن حدود الدول يجب أن تظل مفتوحة على مصراعيها- ومرة عن طريق ادعاء رفض استقبال سفينة «قافلة الحياة 3» التى يتزعمها وقتذاك النائب البريطانى «جورج جالاوى» فى ميناء العريش وهى ادعاءات باطلة وأثبتتها الأيام.. وفى هذه اللحظات الحالكة دائما ما يظهر البدر.. «رجل الوطنية»، «عادل إمام».

ومن هنا تبدأ قصة ندوة أقيمت فى مكتب الزعيم كان هو بطلها والداعى لها دون أن يتصدر المشهد. تليفون من الأستاذ «عبدالله كمال»، يطلب منى أن نلتقى فى مكتب الزعيم بجوار نادى الصيد بالدقى وأن أحضر معى أوراقا كثيرة.. المكتب عبارة عن لوحات فنية بكل الشخصيات والأدوار التى قدمها الزعيم فى مسيرته الفنية.. دخلنا حجرة تتوسطها مائدة تضم أربعة كراس.. دخل علينا «عادل إمام» وبصحبته شخصية فنية عربية وطنية.. بعد التعارف بدأ كلامه «أنا أرفض استهداف مصر بعد كل ما قدمته للقضية الفلسطينية طوال تاريخها.. أرفض الحملة الشعواء عليها.. يجب أن نتحرك نحن كفنانين ومثقفين بعيدا عن التحركات الرسمية التى تخضع لحسابات مختلفة.. لماذا لا نرد ونكشف الحملة ومن وراءها والهدف منها».

وأضاف «عادل إمام»: «أنا كلمت الأستاذ عبدالله كمال لمعرفتى الشخصية به.. وللحديث لمجلة روزاليوسف لما لها من تاريخ وطنى معروف ومواقفها الشخصية منى ومن فنى.. روزاليوسف لن تتردد فى كشف الحقيقة..هى لم تتحالف مع جماعات الظلام ولم ترم نفسها فى حضنهم من أجل مكسب أو توزية وهى لم تمجد الميليشيات التى تملآ المنطقة.. هى اختارت الوطن ونحن هنا اليوم لنقف مع الوطن».

وقدم «عادل إمام» ضيفه لنا مؤكدا أن لديه من المعلومات ما سيخرس الألسنة فيما بعد وطلب عدم الإشارة إليه فى الموضوع انتظارا لما ستسفر عنه قادم الأيام – وقتها-.

كشف لنا الضيف الذى كان ملاصقا لـ«جورج جالاوى» منذ دخوله المنطقة العربية باعتبارها كنزا لكل «صاحب صوت عالى» يستطيع أن يغترف من خيراتها وهكذا كان «جالاوى» رائدا فى هذا المجال حيث دخل المنطقة فى بداية تسعينيات القرن الماضى من خلال بوابة العراق.. وذلك عندما زار العراق أيام الحصار الذى كان مفروضا عليها فى ذلك الوقت بمساعدة رجل أعمال أردنى ليؤكد أنه ضد حصار العراق ويطلق تصريحاته ضد الحصار ويطرح الأفكار حول مساعدة الشعب العراقى ليبدأ جنى ملايين الدولارات فضلا عن كوبونات النفط بدعوى تأسيس قافلة إغاثة طبية عرفت باسم «قافلة مريم» تيمنا باسم طفلة عراقية التقاها «جالاوى» وماتت نتيجة الحصار ومرض السرطان.

ويكشف الضيف العربى كيف تحول «جاولاى» من الدفاع عن العراق إلى مناطق أخرى باعتبار أن المنطقة دائمة الاشتعال وسيجد دائما من يموله ليكون صوته أمام العالم حيث تنقل من العراق إلى لبنان ليتحول «جالاوى» إلى المدافع عن القضية اللبنانية، وراعى انتصار الجنوب فى صد الهجوم الإسرائيلى فى صيف عام 2006، وانتقل منها للتعاون مع النظام السورى ومنها للتعاون مع إيران لإطلاق قناة تليفزيونية جديدة على أن يتحمل «جالاوى» نصف تكاليف الإطلاق والتشغيل وتتحمل إيران الباقى، وانطلقت قناة «press tv» التى دشنتها إيران فى بداية شهر يوليو 2007 كقناة إخبارية جديدة ناطقة باللغة الإنجليزية بزعم أنها ستناظر بها إعلام الغرب ونفوذه فى تغطية أحداث العالم.

هذا ملخص عن «جورج جالاوى» الذى كان يقود سفينة «شريان الحياة 3» التى استقبلها ميناء العريش وقتها، لتثبت مصر أنها تقف مع القضية الفلسطينية، قولا وفعلا بعيدا عن المزايدين.

نعود من جديد للندوة التى استضافنا فيها الفنان «عادل إمام» وتناول فيها دور الفن فى خدمة الوطن وكشف أصحاب التوجهات والمتاجرين بالأوطان من فرق وميليشيات وكشف وقتها قصة مسلسل (فرقة ناجى عطاالله) الذى كان يجرى الإعداد له من تأليف «يوسف معاطى» وإخراج «رامى إمام» وطلب الزعيم وقتها عدم نشر أخبار المسلسل حتى لا تتم سرقته واتفق وقتها الأستاذ «عبدالله كمال» أنه فى المقابل لذلك يقبل الزعيم بإقامة ندوة فنية وسياسة فى «روزاليوسف» وهو ما كان وستجدون إعادة الندوة على صفحات هذا العدد الخاص.

قال الفنان «عادل إمام» أن مسلسله سياسى فى رسالته حيث يتناول الأموال التى يسرقها من البنك الإسرائيلى كانت قد تمت سرقتها من جماعات وميليشيات سياسية موجودة بالدول العربية ومحيطة بإسرائيل بعيدا عن الأچندة الوطنية لهذه الدول.. حيث يساومون «ناجى عطالله» وفرقته على الأموال التى حصلوا عليها بدعوى دعم القضايا العربية حتى يعود مرة أخرى إلى مصر خالى الوفاض بعد أن تم تجريده من كل ما حصل عليه بغض النظر عن الطريقة التى حصل بها على الأموال أو مصدرها لأن هؤلاء تجار بالأوطان وأيضا تجار بالقضية.

لم تكن هذه فقط هى مواقف الزعيم السياسية بل كانت زيارته لأسيوط معقل التطرف فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى هى درة التاج للمواقف السياسية لـ«عادل إمام» حيث وقف فى وجه التطرف لمدة يومين. ففى صيف عام 1988، قرر الزعيم، عرض مسرحيته (الواد سيد الشغال) فى أسيوط لمدة يومين مجانًا، على أن يخصص دخله لصالح النشاط المسرحى لعاصمة صعيد مصر. وتعود القصة لتضامن الزعيم مع فرقة مغمورة من هواة المسرح أسسها شباب فى قرية «كودية الإسلام»، اعتبرتهم الجماعات المتطرفة فسقا وخروجا عن الدين ومنعوهم من تقديم عرضهم المسرحى بالقوة وردعهم باستخدام الجنازير والسنج فسقط ومات شهيدان للفن وأصيب آخرون.. وقف «عادل إمام» بفنه فقط فى وجه الإرهاب والتطرف وانتصر للفن وقبلها انتصر لمصر.

ولم تكن أفلام (الإرهابى) أو (طيور الظلام) ببعيد عن علاقة «عادل إمام» السياسية والوطنية.. وفى لقاء جمعنا مع الكاتب الكبير «وحيد حامد» عن آخر مشهد فى (طيور الظلام) عندما يتوجه «على وفتحى نوفل» إلى الكرة فى آخر مشاهد الفيلم ويقذفان معا الكرة التى تدمر لوح زجاج، قال «وحيد حامد» أنه إذا اتحد التطرف والإرهاب مع الفساد فسيدمرون البلد وهو ما تحقق تقريبا فى 2011 حيث اتحدت جماعة الإخوان الإرهابية مع أصحاب الأجندات والمغرر بهم ما أدى إلى ثمن فادح تدفع مصر أثمانه حتى الآن.

لست ناقدا فنيا حتى أقيم أعمال الزعيم الفنية أو توجهاته الوطنية إنما رصدت وقائع كنت شاهد عيان عليها وقد سمعت منه شخصيا ما يؤكد أنه مهموم بالوطن ويحمل قضاياه فوق رأسه ليس بفنه فقط بل بمواقفه المعلنة وغير المعلنة.