محمد الجزار
أكتوبر حكاية شعب وجيش وضرورة تنمية الوعى القومى
الاثنين الماضى كان احتفال الندوة التثقيفية الـ40 للذكرى 51 من نصر حرب أكتوبر المجيد بحضور السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وأبطال من رجال أكتوبر المنتصرين الذين كرمهم الرئيس فى لحظات فخر وعزة ورد الجميل لهم على جهدهم لتحقيق النصر على الغطرسة الإسرائيلية وبحضور قادة الجيش المصرى ووفود من كل فئات الوطن وبجهد رائع من إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة فى تنظيم وتصميم فقرات الندوة والتوعية بأهمية النصر وعظمته والتحديات التى تحيط بالمنطقة المشتعلة وجبهات القتال المفتوحة فى كل اتجاه، حيث الحرب على قطاع غزة التى راح فيها ما يزيد على 42 ألف شهيد فلسطينى أغلبهم أطفال ونساء ثم لبنان التى كانت آمنة مطمئنة وجرتها إسرائيل للحرب ونفس الوضع فى اليمن التى أدت إلى تعطل حركة الملاحة فى قناة السويس وتأثيرها على العالم بشكل عام ومصر بشكل خاص، ثم التوتر داخل السودان على حدودنا الجنوبية وعلى حدودنا الغربية مع ليبيا، ماذا يحدث فى هذا العالم المجنون؟
الذى لا يريد أن يعيش فى سلام بسبب إسرائيل الدولة المارقة وبرعاية أمريكية غربية وأيضًا الحرب الأوكرانية - الروسية التى تبعد عنا، لكنها تؤثر على كل شىء فى العالم وفى الوطن العربى خاصة الدول النامية التى تحتاج القمح والطاقة من أكبر موردين لهما، وهذه التحديات كلها تجعلنا أمام أمر جلل وهو أن نعى ونفهم نصر أكتوبر ونأخذ منه دروسًا لرسم الطريق إلى المستقبل وتوعية الشباب والأجيال القادمة بأن نصر أكتوبر كان ملحمة كبرى وعلينا أن نستفيد من روح أكتوبر فى كل المجالات والميادين وسيظل التاريخ العسكرى محتفظًا ببطولات الجندى المصرى لأنه تفوق على كل التحديات والشائعات الإسرائيلية الوهمية بأنه جيش لا يقهر، كما أن القيادة المصرية كانت قادرة على الانتصار فى حرب استراتيجية خدعت العالم كله وحققت النصر بإرادة المصريين وبقوة وفدائية وطنية الجندى المصرى الذى حطم كل النظريات العسكرية وكل التوقعات وستظل أجيال كثيرة تنظر وتقرأ وتسمع لقصص البطولات الرائعة، ومن حسن الطالع أن 70 % من الشعب المصرى من الشباب وأننا دولة قوية تبنى للمستقبل بشبابها ولا بد أن يعرف هذا الجيل أن الجيش المصرى هوالجيش العربى الوحيد الذى حافظ على قوته وترتيبه العالمى فى القوة والعتاد بجميع أفرع أسلحته فى وسط منطقة انهارت جيوشها ضمن ثورات الربيع العربى، وهو ما حدث فى سوريا والعراق ولبنان وليبيا وأن الجيش المصرى هو صمام الأمان وهو عمود الخيمة التى يحتمى بها المصريون والعرب ولا بد من تدريس ونشر ملحمة نصر أكتوبر للشباب وطلاب المدارس وأن يتكاتف الجميع لينقل جيلا خلف جيل حلاوة النصر وروعة أكتوبر حتى لا ننسى ولا نترك شبابنا لمروجى الشائعات ومزيفى السوشيال ميديا الذين يقللون من شأن نصر أكتوبر المجيد.
وإن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الندوة التثقيفية الأربعين للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى 51 لنصر أكتوبر المجيد، كانت قوية واضحة كما أنها حملت رسالة صريحة بأن القوات المسلحة المصرية هى درع الوطن وقادرة على حماية الأمن القومى للبلاد ومجابهة أى تحديات كبيرة من الخارج.
كما حملت الكلمة رسائل على الصعيدين المحلى والدولى، حيث أكد الرئيس أن الدولة المصرية تتبنى القضية الفلسطينية وأن مصر لم ولن تتخلى عن دعمها للقضية الفلسطينية على المستويين الرسمى والشعبى بجانب رسائله المطمئنة للمواطنين بشأن الأوضاع الداخلية والخارجية وأن القيادة السياسية تعلم جيدًا ما يدور من أحداث على الصعيدين الخارجى والداخلى، إضافة إلى رسائل مباشرة للرد على المشككين بأن نصر أكتوبر جاء من خلال العزيمة والإصرار اللذين يتمتع بهما المصريون جميعهم والتى تجسدت فى إرادة وإصرار وعزيمة رجال القوات المسلحة البواسل.
فى النهاية كل عام ومصر بخير.
وتحية لأبطال القوات المسلحة ولروح الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية أشجار الحرية.