محمد الجزار
رسائل تفتيش الحرب المهمة وتحية لأبطال القوات الجوية
ستظل الأجيال المقبلة تستمع لبطولات نصر أكتوبر المجيد التى لا تُعد ولا تُحصى ومازال هناك العديد من الأسرار لم تكشف عنها القوات المسلحة بعد؛ وأكبر دليل على عظمة البطولات للجندى والطيار المصرى هو ما سجله التاريخ العسكرى بمعركة المنصورة أكبر معركة عسكرية جوية حدثت فى التاريخ الحديث وبعد الحرب العالمية الثانية، وانتصرت فيها القوات الجوية المصرية وشلت يد إسرائيل وقبل تفاصيل أروع بطولات القوات الجوية فإن من أهم رسائل تفتيش الحرب الذى تفقده الرئيس السيسى الثلاثاء الماضى هى أن مهمة القوات المسلحة المصرية الحفاظ على أراضى الدولة وحماية حدودها، وأن السلام خيار استراتيجى لمصر والقوات المسلحة نجحت نجاحًا مبهرًا فى حرب أكتوبر 73 وقواتنا المسلحة رشيدة، وأن رؤية القيادة المصرية بعد حرب أكتوبر كانت شديدة العبقرية والنصر تحقق بالإرادة والقيادة الحكيمة كما تعرضت قواتنا المسلحة لاختبار حقيقى فى 2011 و2013 وقد كانت الحرب استثناءً والحالة العامة لمصر السلام والبناء والتنمية والسعى لوقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع، وأن القضية الفلسطينية قضية محورية فى وجدان كل مصرى وعربى، ويوم الاثنين المقبل هو عيد القوات الجوية «نسور الحما وغزاة السما» التى بدأت عام 1928وشاركت فى كل الحروب بداية من 48حتى 73وسوف يتوقف التاريخ طويلًا أمام 14 أكتوبر 1973 عندما حاولت الطيارات الإسرائيلية الانقضاض على المطارات العسكرية وقواعد الصواريخ فى منطقة شمال شرق الدلتا فى محاولة لإخراج القوات الجوية من الحرب، فتصدت لها الطائرات المصرية من قواعد المنصورة وأنشاص وقامت معركة كبيرة اشتركت فيها حوالى 150 طائرة وأظهر الطيارون المصريون كفاءة عالية وتم إسقاط 17 طائرة إسرائيلية خلال 53 دقيقة ومعركة المنصورة الجوية بدأت 100 طائرة إسرائيلية من طائرات فانتوم وسكاى هوك.
حاول العدو أكثر من مرة خلال الحرب أن ينتقم من الطيران المصرى، عن طريق الهجوم على القاعدة الجوية الأكبر فى مصر، وهى قاعدة المنصورة، فتم الهجوم عليها ثلاث مرات، الأولى يوم السابع من أكتوبر وتم رده، والثانية يوم الثانى عشر من أكتوبر وتم رده بعد خسارة ست عشرة طائرة للعدو، أما المرة الثالثة فقد أطلق عليها معركة المنصورة الكبرى حيث كان الهدف الرئيسى للعدو تدمير قواعد الطائرات فى دلتا النيل من ضربة واحدة تحاول رد الصفعة التى تلقوها فى الضربة الجوية الأولى، لتعيد لهم خرافة الذراع الطولى، فهاجموا عن طريق ثلاث موجات، الأولى لتشتيت الطيران المصرى المدافع، والثانية لضرب الدفاعات الجوية، أما الثالثة وفيها العدد الأكبر فكانت لتدمير الأهداف فى عدد بلغ فى إجماله مائة وستين طائرة، تصدى لها أبطالنا بستين طائرة من مطارات مختلفة، لم تبلع الطعم ولم تشتبك مع الموجة الأولى، لكنها انتظرت بصبر حتى وقعوا جميعهم فى الفخ المصرى، فى معركة استمرت ثلاثة وخمسين دقيقة، اعتمد فيها الطيارون المصريون على التناوب، فكانوا يهبطون لتعبئة الطائرات بالوقود، ثم يعودون مباشرة إلى القتال حتى ظن الأعداء أنهم يواجهون أكثر من مائة طائرة وقد تم تصنيف معركة المنصورة الجوية بوصفها واحدة من أعظم معارك الجو فى التاريخ، وهى الأطول بعد الحرب العالمية الثانية، والتى نتج عنها تدمير سبع عشرة طائرة للعدو فوق سماء الدلتا بالقتال المباشر، بالإضافة إلى سبع وعشرين طائرة، وطائرتى هيلوكوبتر تم تدميرها عن طريق الدفاعات الجوية، ليكون مجموع خسائر العدو فى ذلك اليوم ستة وأربعين طائرة وهى خسائر قياسية، بالإضافة إلى فشلهم فى تحقيق إصابة الأهداف التى حاولوا تدميرها، فى مقابل خسارة ست طائرات مصرية، وأن الطيارين المصريين الذين فاجأوا العدو بامتلاكهم القدرة على القتال والنصر على الرغم من الفارق الواضح فى إمكانات الطائرات المقاتلة، وسيظل يومًا خالدًا فى تاريخ القوات الجوية المصرية «نسور الحما وغزاة السما» الذين يؤدون دورهم فى حماية سماء مصر وتأمين مجالها الجوى.