الأحد 13 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

شهد اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى.. الرئيس السيسي: إرادة القتال فى حرب أكتوبر كانت فى قلب كل مصرى وليس الجيش فقط

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى بمحافظة الإسماعيلية..



حضر تفتيش الحرب رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة.

كلمة قائد الجيش الثانى الميدانى

واستهلت الفعاليات بكلمة اللواء ممدوح جعفر، قائد الجيش الثانى الميدانى، والتى أكد فيها على أن مصر دولة عظيمة بشعبها وتاريخها ومن أقدم دول العالم ومهد لحضارته، ولديها من التاريخ والخبرات والتجارب ما تقدمه للعالم والمنطقة كنموذج للسلام والرشد.

وأضاف قائد الجيش الثانى الميدانى، خلال تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة: إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه المسئولية أكد أن مصر تدير سياساتها بشرف وأهدافها بوضوح وشفافية.

وتابع: «خيار مصر الاستراتيجى هو السلام والأمن للجميع، ويقينًا فإن خيار السلام لا بُدَّ له من قوة تحميه وتدعمه، قوة غير موجهة لأحد لكنها تطل برأسها وتقف حصنًا منيعًا لهذا الوطن ضد كل مَن لا يفهم غير هذه اللغة أو تسول له نفسه المساس بأمن مصر واسقرارها».

وأردف: «الوطن فى أيدٍ أمينة، والجيش الثانى الميدانى يعتز بما يكلف به من مهام ويفخر بما يحققه من نتائج، ونراقب ونحلل ما يحدث من حولنا وندرك حجم التحديات والمَخاطر التى يمكن أن تفرزها تلك الأحداث، ونضع الخطط والسيناريوهات المناسبة للتعامل معها، وكيف وأين ومتى نتواجد، محافظين على الأمن القومى المصرى داخل وخارج البلاد، وجاهزين لأى مهام نكلف بها».

 جيش النصر

وعقب ذلك شاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي فيلمًا تسجيليًا بعنوان: «جيش النصر»، ويُعَد الجيش الثانى- حسبما ذكر فى الفيلم التسجيلى- من أقدم التشكيلات التعبوية فى مصر، وكلف منذ نشأته فى 7 ديسمبر 1967 بحماية الشمال الشرقى للبلاد، وكان أول مَن ترأس قيادته وزير الحربية آن ذاك أحمد إسماعيل على. وخاض الجيش الثانى معارك الصمود بعد حرب يونيو 1967 وشارك فى حرب الاستنزاف، فضلاً عن دوره الكبير فى اقتحام القناة واجتياح خط بارليف وإسقاط الحصون عام 1973.

 قدرات عسكرية متطورة 

وعقب ذلك، مرَّت مجموعة من الأسلحة والمعدات بالقوات المسلحة، تضمنت ناقلة محملة بالصاروخ البحرى «هاربون» وصاروخ «أوتومات»، القادرين على الإطلاق من الفرقاطات ولانشات الصواريخ والغواصات؛ حيث تتميز هذه الصواريخ بدقة الإصابة والقدرة العالية على التدمير، كما تم عرض مَركبة تحييد الألغام من طراز «إس إل كيو 48»، التى تعتبر من أكثر المَركبات تطورًا فى تحييد الألغام البحرية بأنواعها حتى أعماق 600 متر، بالإضافة إلى ذلك، تم عرض الطوربيدات البحرية من طراز «مارك 46» و«ستنجراى»، المستخدمة لتدمير سُفن السطح والغواصات المعادية.

وعرضت أيضًا المَركبة الغاطسة الهجومية «إس دى فى» طراز «دولفين»، التى تستخدم لنقل وحدات الضفادع البشرية، كما مَرَّ اللانش القتالى «يو إس إم أى»، المعروف بسرعته العالية وقدرته على المناورة، والذى يستخدم فى نقل وإنزال وحدات الصاعقة البحرية والضفادع البشرية، بالإضافة إلى تأمين المسرح البحرى من أعمال التخريب والتهريب.

ومن بين العروض، اللانش القتالى «رافال 1200»، الذى يمتاز بقدرته على إنزال مقاتلى القوات الخاصة البحرية إلى الشواطئ غير المجهزة، كما يتميز بصغر المقطع الرادارى مما يصعب اكتشافه من وسائل الرصد والمراقبة المعادية وهو لانش قتالى متعدد المهام.

وفى مجال الدفاع الجوى، تم تقديم منظومة «صقر» الألمانية الصنع، التى تعد من أحدث منظومات الدفاع الجوية عالميًا، والمنضمة حديثا لقوات الدفاع الجوى والتى يمكنها اكتشاف الأهداف على كل الارتفاعات حتى 1500 هدف وتتبع 400 هدف، كما يمكنها التعامل مع الأهداف الجوية ذات المقطع الرادارى الصغير.

كما تم عرض قاذف «تور إم»، وهو نظام صاروخى مضاد للطائرات ذاتى الحركة، وقاذف «بوك» الذى صُمم للتعامل مع جميع الأهداف الجوية على الارتفاعات المتوسطة والمنخفضة والمنخفضة جدًا، كما يمكنه الاشتباك مع الصواريخ الطوافة والطائرات الموجهة بدون طيار ويحمل عدد 8 عناصر صاروخية بمدى 12 كم.

وتضمَّن الاستعراض المَركبة المدرعة «تمساح 5» وهى من أحدث المَركبات المدرعة الخفيفة التى تم تصنيعها محليًا بالقوات المسلحة، وهى رباعية الدفع يتكون طاقمها من أربعة أفراد توفر لهم حماية حتى المستوى السادس، وتتميز بالسرعة وخفة الحركة ويمكن استخدامها كدوية للقوات الخاصة.

وجرى استعراض المَركبة المدرعة «شيربا المصرية» ناقلة جُند مدرعة تم تصميمها وتصنيعها محليًا بالقوات المسلحة بالاشتراك مع شركة «أرجوس» الفرنسية، ويتميز التصميم المصرى عن الأجنبى فى عدة جوانب مثل انخفاض تكلفة التصنيع وزيادة عدد أفراد الطاقم والمساحات الخاصة بالتجهيزات المختلفة، ويتكون طاقمها من 6 أفراد توفر لهم المَركبة حماية ضد الأعيرة النارية حتى المستوى السادس.

 رسائل الرئيس السيسي

وعقب انتهاء عرض اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى بمحافظة الإسماعيلية.. ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، كلمة أكد فيها أهمية الرؤية الثاقبة لقيادة الدولة المصرية خلال فترة حرب أكتوبر وما تلاها والتى تجاوزت عصرها وظروفها وحالة المنطقة آنذلك، وقاتلت وانتصرت وسعت من أجل استعادة الأرض وتحقيق السلام.. وقال: إن السلام خيار استراتيجى للدولة المصرية، وأنه «ليس لدينا فى مصر وقواتها المسلحة ومؤسَّسات الدولة أية أجندة خفية». 

وأضاف الرئيس السيسي فى كلمته خلال حضوره اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى، بمحافظة الإسماعيلية، إن الدولة المصرية حققت النصر فى أكتوبر 1973 رغم فارق الإمكانيات، بالإرادة والرؤية العبقرية التى سبقت عصرها، وحققت لمصر السلام حتى الآن.

وتابع: الحرب هى الاستثناء، والسلام والبناء والتنمية هى الأساس، وكان ما يحدث فى المنطقة اختبارًا حقيقيًا لهذه الاستراتيجية.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن مصر منذ حرب أكتوبر 1973، اتخذت السلام خيارًا استراتيجيًا؛ حيث امتلكت القيادة السياسية رؤية عبقرية واتخذت السلام منهجًا لها. مشيرًا إلى أن الأوضاع الحالية فى المنطقة تؤكد أن رؤية قادة السلام فى مصر بعد حرب أكتوبر 1973، كانت شديدة العبقرية وكانت سابقة لعصرها.

وأضاف الرئيس السيسي: إن فترة ما قبل حرب أكتوبر، كانت فترة صراع وكراهية شديدة فى المنطقة، فضلاً عن فرق الإمكانيات التى لم تكن فى صالح الجيش المصرى، حينها؛ ورغم هذه الفوارق، كانت إرادة القتال لدى الجيش المصرى والشعب عاملاً مُهمًا للغاية لتحقيق النصر.

وأثنى الرئيس السيسي فى كلمته على القيادة السياسية فى هذا الوقت؛ حيث كان لها رؤية بعيدة جدًا، واستطاعت أن تتجاوز عصرها باستعادة الأرض ودفع العملية للسلام.

وأكد «السيسي» أن القوات المسلحة دورها هو الحفاظ على أراضى الدولة وحماية حدودها؛ وهو أمر يُعَد أفضل المهام وأشرفها.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن مصر تسعى، خلال المرحلة الحالية، إلى تحقيق ثلاثة أهداف لم تتغير منذ 7 أكتوبر من العام الماضى؛ وهى: وقف إطلاق النار وعودة الرهائن، ثم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة؛ حيث يعانى أكثر من مليونى إنسان منذ حوالى سنة.

وأضاف الرئيس السيسي، فى كلمته خلال تفقده جاهزية الفرقة السادسة المدرعة فى الجيش الثانى الميدانى: «لقد سقط أكثر من 40 ألف ضحية، ثلثهم من النساء والأطفال، وأكثر من 100 ألف مصاب، وهذا ثمَن كبير جدًا، كما أن حجم الدمار لا يقتصر على البنية العسكرية؛ بل يشمل البنية الأساسية للقطاع، مثل المستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء والمساكن العادية.. ونحن حريصون على تحقيق هدفنا، ونؤكد أنه حتى بعد انتهاء الحرب، فالخيار هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وذلك لوضع نهاية للصراع والكراهية».

وتابع الرئيس قائلاً: «لقد خضنا تجربة فى مصر تعد درسًا للعالم؛ حيث حققت ما لم تتمكن الحروب من تحقيقه خلال الـ51 سنة». معربًا عن كل الشكر والتقدير للقوات المسلحة على جاهزيتها الدائمة، ووطنيتها وعقيدتها الشريفة.

وفى نهاية كلمته، أعرب الرئيس السيسي عن شكره للقيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة الجيش الثانى وقائده اللواء ممدوح جعفر وقائد الفرقة السادسة المدرعة العميد طاهر غريب طاهر، على الجهد المبذول.. قائلاً: «أرجو أن تبلغ الفرقة تقديرى واحترامى واعتزازى بهم وبمستوى اصطفاف اليوم، وربنا سبحانه وتعالى يحمينا ويحمى بلادنا من كل شر وسوء، وطالما القوات المسلحة ظلت يقظة ومنتبهة ومستعدة ومدربة وأمينة وشريفة؛ فلا خوف أبدًا.. شكرًا جزيلاً، وكل سنة وأنتم طيبون ومصر بخير، وإن شاء الله خلال الشهور القادمة نتمنى أن نتجاوز المحن والظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة».