
محمد الجزار
51 عامًا على نصر أكتوبر وتنمية سيناء تقديرًا لروح الشهداء
غدًا هو ذكرى أكبر ملحمة للنصر والفداء والتضحية من أجل الوطن إنه نصر أكتوبر المجيد وذكرى جنى حلاوة النصر المبين الذى أعاد العزة والكرامة للجندى المصرى وحطَّم أسطورة الجندى الإسرائيلى الوهمى الذى لا يقهر، لدرجة أن شهر أكتوبر أصبح شهر الرعب فى إسرائيل بعد ما قامت به حماس فى 7 أكتوبر الماضى، وهو ما أصاب إسرائيل والكفيل الرسمى لها أمريكا بالرعب وجيشوا الجيوش وأرسلوا الأسلحة المحرمة دوليًا وقتلوا ما يزيد على 41 ألف شهيد فلسطينى أغلبهم من الأطفال والنساء وأكثر من 100 ألف مصاب وتحية لأرواح الشهداء ودمائهم الزكية الطاهرة التى روت أرض الفيروز وأنبتت أشجار التنمية والنماء فى كل مكان فى سيناء؛ بل وفى جميع ربوع الوطن، تمر السنون ويظل نظر أكتوبر ذكرى فرحة وسعادة كل بيت مصرى بل وكل بيت عربى، وكم نتمنى أن تظل ذكرى انتصار أكتوبر فى كل موقع من مواقع الإنتاج فى مصر وأن يمضى شهر أكتوبر والهزائم تحاصر الكيان الإسرائيلى المحتل فى كل مكان، وأن «تعمير سيناء» فى قلب محور احتفالات مصر بنصر أكتوبر ويرسل رسالة للعالم بأن التنمية والبناء جاءت لتحل محل الاحتلال والإرهاب الأسود الذى زرعه المتطرفون والعملاء، لدرجة أن الدولة أنفقت 700 مليار جنيه حتى الآن فى مشروعات التنمية والإعمار.
ورغم كل الحدود الملتهبة؛ فإن سيناء ستظل خطًا أحمر، ولن يسمح بالمساس بشبر واحد من أرضها التى ارتوت بدماء الشهداء، وأن كل شبر من أرضها ينطق ببطولات وتضحيات سجلها التاريخ.
حرب أكتوبر كانت ملحمة كبرى حيث وقف الشعب كله خلف جيشه -خير أجناد الأرض- وبقيادة بطل الحرب والسلام أنور السادات ورجال ضحوا بأنفسهم وشعارهم دائمًا النصر أو الشهادة فداءً للوطن، وحرب أكتوبر المجيدة جاءت بعد حرب الاستنزاف وبسالة الأبطال بتنفيذ عمليات بطولية فائقة منها تدميرالمدمرة إيلات وكل هذه البطولات شقت طريق النصر وشهدت حرب أكتوبر أكبر دليل على عظمة الشعب المصرى خاصة أنه في وقت الحرب لم يُسجَّل بلاغ واحد وهو أكبر دليل على تلاحم الجميع من أجل النصر، بعد معركة شرسة ضد عدو أهم صفاته الخسة والندالة والهروب من شرف المواجهة، وهو ما يقوم به فى عمليات اغتيال جبانة.
وستظل عملية التنمية خير دليل على حلاوة نصر أكتوبر وتبقى سيناء خارج نطاق صفقات القرن أو أوهام الشرق الأوسط الكبير، ولن يكون هناك سلام على حساب شبر واحد من أرض مصر، لأن ذلك سوف يكون على دمائنا جميعا بقيادة جيشنا العظيم، لأن الأرض بالنسبة لنا هى العرض، ويحمينا جيش ولد من رحم هذا الشعب، ولأن تنمية سيناء وكل ربوع الوطن هى دعم واستمرار للنصر؛ فإن الدولة تنفذ العديد من المشروعات لتعمير سيناء بشق الأنفاق التى تم شقها تحت قناة السويس لربط سيناء بالوطن وعودة شرايين الحياة التى أجهضت أوهام إسرائيل والكفيل الأمريكى والصهيونية العالمية فى محاولة النيل من وحدة مصر وسلامة أراضيها وخاصة سيناء.
إن جيل حرب أكتوبر العظيم أعاد صياغة تاريخ العسكرية المصرية بتضحيات ودماء ذكية روت أرض العزة والكرامة وإن النصر هو من فرض السلام وحماه وأن التاريخ العسكرى أثبت أن المدفعية المصرية كانت مفاجأة قاسية للعدو على طول الجبهة وأيضا القوات الجوية التى شلت يد إسرائيل ونازلتها فى أكبر معركة جوية فى التاريخ العسكرى، وأن القوات المسلحة تقوم بدور حيوى لتوعية وتثقيف من لم يعاصروا نصر أكتوبر العظيم ورجال القوات المسلحة يبذلون جهودًا مضنية لمجابهة التحديات الراهنة وغير المسبوقة على جميع الاتجاهات الاستراتيجية ومن حقنا جميعًا أن نفتخر بنصر أكتوبر وأن نحمد الله على رجال القوات المسلحة خير أجناد الأرض.