الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مخطط «برنارد» وتفتيت المنطقة

مخطط «برنارد» وتفتيت المنطقة

وضع الباحث السياسى «برنارد لويس» مخططًا لتفتيت المنطقة إلى مجموعة دويلات أو كيانات هشة على أسس دينية، طائفية وعرقية، وقد حصلت الخطة على مباركة من واشنطن ليباشروا بتنفيذها عبر تهيئة البيئة لغرس شجرة ليقطفوا ثمارها لاحقًا، وهو ما بدأ بما سمى الربيع العربى وذلك عن طريق زعزعة أمن الدول الداخلى وتقسيمها، وهو ما أطلق عليه مصطلح الشرق الأوسط الجديد، لنشرح أولًا ما هو معنى الشرق الأوسط الجديد:- 



 هو عبارة عن إعادة تشكيل الحدود لبعض الدول عن طريق صراعات طائفية وعرقية ودينية. 

ومن أبرز الدول التى وضعت فى هذه الرؤية العراق والسودان والسعودية وسوريا وأطلق على مصر  فى هذا المخطط «الجائزة الكبرى».

لنبدأ بالعراق التى كان مرسومًا لها أنها ستقسم إلى ثلاث دول سنية وشيعية وكردية وفى اعتقادى أن هذا ما يحدث الآن، عندما نرى عراقيًا يقتل عراقيًا لأنه شيعى والآخر سنى،  أما عن الجزء الشمالى من العراق (الأكراد) فإنهم خرجوا عن سيطرة الدولة تمامًا ولم تصبح الدولة قادرة على السيطرة على هذا الجزء الذى ينبغى أن يكون تابعًا لها، لذلك فى اعتقادى أن العراق الآن أصبحت مهيأة تمامًا لتصبح ثلاث دول.

ثانيًا مصر حسب الخريطة الموضوعة كان سيصبح الجزء الشرقى الشمالي(من سيناء إلى شرق الدلتا) تابعًا للكيان الصهيونى لتقام إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات مع دويلة قبطية فى الجنوب وثانية للنوبيين وثالثة للمسلمين.

وفى تقديرى هذا ما كان يروج له أن نستضيف إخواننا من أهالى فلسطين داخل مصر، وهنا لا أعنى ما حدث بعد حرب غزة فهذا أمر يروج له من قبل هذه الحرب بأعوام عديدة، فهل الهدف من هذا تصفية القضية. وبالتأكيد ستكون هناك عمليات مقاومة فلسطينية تجاه الكيان الصهيونى لتصبح مصر فى وضع حرج إما محاربتهم أو تدخل الكيان والداعمين له داخل أراضينا مما سيساعد على تنفيذ مخطط برنارد لويس ولكن بطريقة مختلفة بعيدة عن نشوب حرب مصرية- إسرائيلية.

ثالثا، ننتقل إلى السودان التى قسمت بالفعل فى عام 2011 إلى دولتين، وأريد أن أشرح أولا ما هى السودان وهل السودان دولة ذات أهمية لتكسير قوتها وتقسيمها، الإجابة نعم، فدولة السودان إذا زرعت تستطيع أن تطعم الوطن العربى كله،

 وإذا تاجرت فى المعادن النفيسة فهى تملك العديد من الثروات المعدنية من الذهب والألماس وغيرهما من معادن ذات قيمة، لذلك كان الهدف تقسيمها وقد صار فأصبحت دولتين شمال السودان وجنوب السودان، والآن نرى ميليشيات الدعم السريع التى سيطرت على ثمانية مواقع استراتيجية وتقريبا أكثر من %80 من العاصمة فإننى أرى أنه لم يتبق إلا القليل حتى نرى ميليشيات الدعم السريع تعلن انفصالها عن الدولة لتصبح السودان ثلاث دول ومن المحتمل زيادة هذا العدد وقد تصبح دويلات لا دول، رابع الدول المستهدفة كانت السعودية فهو يريد فصل الحجاز عن الدولة تحديدًا مكة والمدينة وجعلهما دولة منفصلة وفى رأيى الهدف من ذلك هو تسهيل عملية السيطرة عليهم لأنها ستصبح دويلة ضعيفة صغيرة الحجم قليلة عدد السكان، إضافة إلى فصل المنطقة الشرقية التى تتواجد بها نسبة كبيرة من الشيعة وهى المنطقة الثرية ببترولها وإعلانها دويلة مستقلة.

خامسا، سوريًا والتى قد دمرت من آثار الحرب وفى رأيى أنها أصبحت مقسمة بالفعل، فعلى أرضها تتواجد العديد من قوات الدول الخارجية (تركيا، روسيا، الولايات المتحدة) بالإضافة إلى النزاعات داخل الدولة نفسها من مؤيدين ومعارضين لينتهى أمرهم كما يرى برنارد لويس دويلة علوية ساحلية ودويلة سنية ودويلة للدروز ورابعة للأكراد.

هل عرفت الشيطان.. هل قابلته؛ ليس من الضرورى أن تفعل؛ فكر ومخطط هذا المهووس الأمريكى الذى نصب نفسه موضع الإله يكفي؛ إنه يقسم ويتحكم فى مصائر الشعوب وحتى مصائر الأجيال التى لم تأت بعد.. فهل هذه هى الديمقراطية الأمريكية؟ وهل هذا هو السلام العالمى الذي يسعون إليه؟

يريدون تفتيت دول وإخفائها من على الخريطة مستغلين بعض الجهلة وضعفاء النفوس من الشعوب ليسهلوا عليهم مهمتهم.. من سينتصر إذن؛ مخطط الشيطان الأمريكى أم يقظة واستيقاظ الشعوب وحكامهم؟