الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فروق فى التصورات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول الحرب هل تؤثر نتيجة الانتخابات الأمريكية على مستقبل غزة؟

تعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من أبرز محاور التحديات فى السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى القادم، سواء كان الجمهورى دونالد ترامب أو الديمقراطية كامالا هاريس. وبالرغم من أن كلا المرشحين أعلنا دعم إسرائيل فى الدفاع عن نفسها إلا أن المرشحة الديمقراطية كانت أكثر حزما فى المطالبة بوقف لإطلاق النار فى القطاع الفلسطينى.



وفى مناظرة «الأربعاء» الماضى، قالت هاريس إنه على الرغم من أن هجوم حركة «حماس» على إسرائيل فى 7 أكتوبر أسفر عن مقتل 1200 مواطن إسرائيلى، وأن لإسرائيل «حق الرد على تلك الجريمة»، لكن هذه الحرب يجب أن تتوقف فورا لأنها تتحول إلى كارثة إنسانية. وأكدت المرشحة الديمقراطية أن الحرب يجب أن تتوقف لتحرير الأسرى، وأضافت هاريس أنها تؤيد حل الدولتين.

من جهته، قال ترامب إن هاريس «تكره إسرائيل، وإذا أصبحت رئيسة، أعتقد أنّ إسرائيل لن تكون موجودة فى غضون عامين.. إسرائيل ستزول»، لتردّ عليه نائبة الرئيس الحالى جو بايدن بالقول إنّ اتّهامها بكره إسرائيل «غير صحيح على الإطلاق»، مذكّرة بأنّها دعمت تل أبيب طوال حياتها ومسيرتها المهنية.

وذكّر ترامب هاريس بأنها امتنعت عن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عند زيارته الأخيرة للولايات المتحدة لحضورها مناسبة لمجموعتها النسائية أيام دراستها الجامعية. وأكد ترامب أنه إذا كان رئيسًا للولايات المتحدة فإن حرب غزة لم تكن لتحدث، فجراء سياساته المحاصرة لإيران لم تتمكن الأخيرة من تمويل أى عمليات عسكرية فى الشرق الأوسط، عكس الواقع الماثل الآن. وأوضح المرشح الجمهورى أن العديد من القوى مثل «الحوثيين» فى اليمن يحصلون على تمويل كبير من طهران مما مكنهم من نشر التوتر فى المنطقة.

انقسام بين الديمقراطيين

تسببت حرب غزة فى انقسام كبير بين أعضاء الحزب الديمقراطى، وكذلك على مستوى قواعده الشعبية. وبسببها كان للعرب والمسلمين الأمريكيين، الذين يعول عليهم فى الانتخابات لحسم ولايات متأرجحة مثل ميشيجان، موقف غير داعم لترشح جو بايدن لولاية رئاسية ثانية قبل أن يعلن انسحابه فى يوليو الماضى ويفسح المجال لنائبته هاريس. ويرى العرب والمسلمون أن موقف الإدارة الأمريكية لوقف الحرب والضغط على إسرائيل ليس حازما بما فيه الكفاية.

ويتخوف نتنياهو من اتساع رقعة الضغوط لتشمل أكبر حلفاء إسرائيل بالعالم وأشدهم دفاعا عنها، وهى الولايات المتحدة فى حال فازت هاريس بالرئاسة وأوفت بتعهداتها فى ضوء تصريحاتها خلال زيارة نتنياهو إلى الكونجرس الأمريكى فى يوليو الماضى، والتى قالت حينها إنها لن تلتزم «الصمت» أمام معاناة المدنيين فى غزة، مصرة على ضرورة إبرام اتفاق سلام بدون تأخير.

ويقول د. أشرف عكة وهو باحث سياسى وخبير فى العلاقات الدولية لوكالة الأنباء الفرنسية إن هاريس ستتبنى موقفا مختلفا تماما فى التعامل مع حكومة نتنياهو فى حال فوزها «لأن الخطاب الأمريكى التقليدى عن حل الدولتين يتناقض عمليا مع النهج الذى اعتمدته إسرائيل طيلة الفترة الماضية، حتى إن هذا اليمين (الإسرائيلى) يسعى إلى تنفيذ أجندة متطرفة تنسف كل مسار التسوية والسلام. 

ويرى عكة أن على الولايات المتحدة أن ترجع إلى «تلك الثوابت والمرتكزات والتعهدات، خاصة أنها كانت وسيطا وراعيا لعملية السلام لعقود طويلة». ويضيف: «أعتقد أن هاريس ستعود إلى ذلك الخطاب وتلك المواقف الثابتة، لقد كانت جريئة فى المناظرة وقالت إن هناك دفاعا دائما عن حق إسرائيل فى الوجود وهذا موقف أمريكى ثابت، لكن للفلسطينيين حقوقا مشروعة والحرب يجب أن تتوقف».

ويبدو أن هاريس، وعلى الرغم من الضغوط التى تواجهها بما فى ذلك اتهامات ترامب النارية، لا تزال تحاول أن تمسك بالعصا من المنتصف، فيرى البعض أنها لا تبغى خسارة أصوات جميع فئات المؤيدين والمدافعين عن الشعب الفلسطينى، لا سيما العرب والمسلمين، الذين حذر خبراء من أنهم قد يختارون العزوف الانتخابى، ولا هى قادرة على التوجه نحو معاقبة إدارتها لنتنياهو بشكل فعلى بالرغم من الانتقادات اللاذعة التى وجهتها له مباشرة وامتعاضها من الخط الذى ينتهجه فى الحرب مع «حماس».

موقف ترامب

أعرب المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية دائما وبوضوح عن دعمه للحرب التى تشنها إسرائيل فى غزة، وقال بشأن الحرب هناك وسط تزايد الضغوط الدولية على الولايات المتحدة للجم حليفتها الوثيقة، عندما سئل خلال مقابلة على شبكة «فوكس نيوز» إن كان يقف «فى معسكر إسرائيل»، أجاب: «نعم»، فى تصريح هو الأكثر وضوحا له حول موقفه من الحرب. وعندما عاد محاوره ليسأله ما إذا كان «موافقا» على الطريقة التى تنفذ بها إسرائيل هجومها فى غزة، فرد الرئيس السابق بالقول: «يجب عليها إنهاء المشكلة». وحول ما إذا كانت الحرب فى قطاع غزة تشغل بال الناخب الأمريكى كما تشغل بال المترشحين، ففى استطلاع للرأى أجرته منظمة «ديموكراسى كوربس» فى الفترة بين الأول والعاشر من أغسطس الماضى لـ2234 ناخبا مسجلا، لم تكن الحرب فى غزة من بين القضايا الثلاث الأولى التى تقلق الأمريكيين. بل إنها احتلت المرتبة الـ12 من بين 15 اختيارا. وأكد 10 فى المائة فقط من الذين تم استطلاعهم أن قضية الحرب فى غزة تمثل لهم أولوية.

وفى أوائل أغسطس، أجرت مؤسسة «زغبي» استطلاعا للرأى بين الناخبين الأمريكيين، بتكليف من المعهد العربى الأمريكى، وطلبت من الناس على وجه التحديد اختيار ثلاث قضايا هى الأكثر أهمية لتحديد تصويتهم. واحتلت «الأزمة فى غزة» المرتبة الـ11 من بين 12 اختيارا. وجاءت قضية غزة فى المرتبة قبل الأخيرة من بين القضايا التى تم تسميتها بنسبة سبعة فى المائة، رغم أن 15 فى المائة قالوا إنها كانت مهمة للغاية عندما سئلوا بشكل منفصل عن هذه القضية. وفى الاستطلاعين، بدا أن الأمريكيين يهتمون فى المرتبة الأولى بقضايا تكاليف المعيشة والوظائف والهجرة.