السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فخاخ الحمار للفيل فى مناظرة   المخاوف والأكاذيب

فخاخ الحمار للفيل فى مناظرة المخاوف والأكاذيب

فجر الأربعاء الماضى تابعت أمريكا والعالم المناظرة الأهم لانتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابع والأربعين بين ترامب وهاريس وبين الفيل والحمار.



الفيل هو رمز الحزب الجمهورى الذى استخدمه الحزب فى أواخر القرن التاسع عشر معبرًا عن القوة والصلابة بينما الحمار هو رمز الحزب الديمقراطى الذى استخدمه الحزب كرمز له فى أواخر القرن 19 ويعبر عن الثبات والعمل الدؤوب،وخلال 90 دقيقة لأهم شخصين فى العالم فى سباق الرئاسة للوصول إلى البيت الأبيض ومقعد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وهى صورة من صور الديمقراطية الوهمية التى تصدرها لنا ماما أمريكا دائما حيث اتجهت أنظار العالم كله لرؤية من هو الرئيس القادم وكيف يفكر فى حل القضايا الشائكة فى الشرق والغرب وقضايا أمريكا الخارجية والداخلية والاقتصادية وقضية الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية، وكعادة الشخصية الأمريكية مؤخرا لم يستطع أى مرشح منهما من التصرف بلياقة أو ديمقراطية حتى ولو كانت وهمية أو على الأقل بشكل دبلوماسى، المناظرة التى راقبها الجميع ويبدو أن الوضع الأمريكى أصبح معروفا للقاصى والدانى من سياسة المواربة والتركيز لحماية إسرائيل ودعم الصهيونية فى كل مكان للحصول على أصواتهم واستعراض القوى على الدول الضعيفة ودول العالم الثالث وكل ما تتمكن أمريكا من السيطرة عليه وأن أعين العالم راقبت المناظرة الأولى فى فيلادلفيا ببنسلفانيا وخلال  90  دقيقة كانت مؤثرة.. حاسمة فى الشوط الأخير من السباق إلى البيت الأبيض بين هاريس المرشحة الديمقراطية التى وقفت للمرة الأولى لتواجه خصما قويا وعنيدا من الجمهوريين سبق وشارك فى 9 مناظرات رئاسية منذ عام 2016 آخرها كانت ضد الرئيس الحالى جو بايدن قبل انسحابه.. فى ظل حالة أمريكية شديدة الاستقطاب والانقسام وقدم المرشحان للناخب الأمريكى والعالم الصورة النهائية لهما قبل موقعة الحسم النهائى فى الخامس من نوفمبر القادم.

كما شهدت المناظرة اتهامات متبادلة بالكذب وكره إسرائيل والعرب وقتل الأطفال بين المرشحين وتصادم بشأن قضايا وطنية رئيسية، فى أول مناظرة لهاريس 59 عاما نائبة الرئيس الأمريكى صاحبة وعود مهمة من الحزب الديمقراطى وحملتها تردد.. لن نعود إلى الوراء..وهو يشير إلى سياسة الرئيس السابق ترامب وتدعم حق المرأة فى الإجهاض وأطلقت خطة اقتصادية من شأنها حظر رفع الأسعار فى المتاجر وقالت إنها ستنهى نقص المساكن فى أمريكا نفسها التى تعانى من أزمة مساكن وبينما ترامب هو الرئيس الأمريكى السابق وعمره 78 عاما ومن وعود حملته أنه سيغلق الحدود لوقف المهاجرين غير الشرعيين وتعهد بتخفيضات ضريبية شاملة واقترح تعريفة جمركية بنسبة 10 % على جميع الواردات الأمريكية وتعهد بالحفر لخفض أسعار الطاقة واللحظة المهمة كانت نجاته من محاولة الاغتيال فى تجمع سياسى،كما أنه أول رئيس سابق يتهم بارتكاب جريمة بعد إدانته من هيئة المحلفين بتهمة تزوير السجلات التجارية وها هى الشخصية الأمريكية تتضح أكثر فأكثر امرأة تؤيد الإجهاض ورئيس سابق متهم بالتزوير والتلاعب فى أوراق يبدو أن العالم سوف يكون على مفاجآت كبرى خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.

وما حدث بينهما أن الحمار نصب الفخاخ للفيل والفيل لم يتمكن من الانتباه وسقط فى بعضها وخاصة أن هاريس كانت تستفز ترامب فى عدة أمور وأنصار ترامب من الجمهوريين اتهموا مسئولى إدارة المناظرة بأنهم تحاملوا على ترامب وبسببهم كان ترامب يقع فى فخاخ هاريس واحدا تلو الآخر وأضاع فرصا للانقضاض عليها خاصة فى قضايا الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية وأن ترامب أيضا لم يتمكن من مواجهة هاريس عندما قالت إن بايدن ورث الفوضى وكان على ترامب أن يرد بأنه ترك أسعارا منخفضة للوقود وحدودا آمنة ولقاحا ضد كورونا ورغم هذا التخبط وهذا الصراع من الواضح أنه لن تكون هناك مناظرة أخرى وإن كان ترامب دعا لمناظرتين وهاريس ما زالت تفكر لكنه فى النهاية يكشف لنا من هى الشخصية الأمريكية والأحلام والطموحات التى يعول عليها العالم فى الفترةالقادمة لحل النزاعات وترك العالم يعيش فى سلام.