الأحد 18 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى ..حرب السطو على حضارتنا المصرية

أنا وقـلمى ..حرب السطو على حضارتنا المصرية

إلى متى ستستمر حرب الروايات المزعومة عن الهوية المصرية.. إلى متى تستمر الادعاءات الكاذبة حول أحقية بعض المدعين بأنهم بناة الأهرامات بينما تتبنى حركات أخرى ادعاءات بأنهم أصحاب الحضارة المصرية.. إلى متى يستمر هذا الصراع الغريب المحتدم حول الهوية المصرية الذى لا ينتهى منذ فترة طويلة.. حيث تتعمد إسرائيل من وقت لآخر إثارة زوبعة إعلامية حول بناء الإسرائيليين لأهرامات الجيزة المصرية بهدف تشويه الحقائق التاريخية الثابتة، وبدأت فى ترديد مقولة إنهم بناة الأهرامات علنًا بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد- وتحديدًا أثناء المؤتمر الصحفى لإعلان المعاهدة عام «1978»- فى وجود الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس الأمريكى جيمى كارتر، ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين حينذاك- والذى قال «إن الجهد الذى بذله جيمى كارتر فى الاتفاقية، أكثر من الجهد الذى بذله أجدادنا فى بناء الأهرام»، رغم أنه تم الرد على هذا الكذب بأن الأهرامات ترجع إلى عام «2678» قبل الميلاد وفى فترة الأسرة الرابعة القديمة أيام خوفو وخفرع ومنقرع، أى قبل موسى ويعقوب وإبراهيم- عليهم السلام- بنحو «6» قرون، لذلك لا يستطيع اليهود أن يدّعوا أنهم هم بناة الأهرامات، لأنهم لم يكونوا موجودين أصلًا، ومنذ هذا التاريخ- وحتى يومنا هذا- لا يكف الإسرائيليون عن ترديد هذه الأكاذيب، كان آخرها شهر يونيو الماضى عندما نشر الصحفى الإسرائيلى «إيدى كوهين» تدوينة على إحدى المنصات، جدد فيها مزاعم إسرائيلية حول بناء أهرامات الجيزة، وفى نفس هذا التوقيت تقريبًا يُفاجأ المصريون بأكذوبة جديدة وكبيرة وجريئة تنطلق من قلب المتحف المصرى بالتحرير منتشرة على السوشيال ميديا، حيث تم نشر صور لشخص يُدعى «كابا» يقوم بدور مرشد سياحى، يشرح لمجموعة من الحضور المنتمين لحركة «الأفروسنتريك» انتماء الحضارة المصرية بالمتحف لهويتهم المركزية الإفريقية، مما أثار غضب المصريين حول كيفية السماح لهذه المجموعة أن تطلق أكاذيبها من داخل المتحف المصرى من جماعة معروف عنها أنها حركة تتبنى فكرًا يزعم أن الحضارة المصرية فى الأصل تعود لأصل إفريقى زنجى، وذلك وفقًا لكتاب «الأصول الزنجية للحضارة المصرية» فى محاولة فاشلة تستهدف سلب الهوية والحضارة المصرية، وأنا أعتبر أن قيام مجموعة من الشباب المصرى الوطنى بنشر الوعى حول ادعاءات «الأفروسنتريك» من خلال صفحة على الفيسبوك تحت اسم «وعى مصر»» لتكون منبرًا لهم فى مواجهة الفكر بالفكر، هى خطوة صحيحة خاصة أن هؤلاء الشباب المثقفين متخصصون فى علم المصريات والهوية، قاموا بتفنيد كل هذه الادعاءات بطريقة واضحة وبسيطة حتى يفهمها عامة المصريين.



ومن هذه المساحة، أتوجه للحكومة المصرية الجديدة بضرورة إحكام الرقابة الصارمة على كل من يتعامل مع السياح الأجانب، أو يعمل على تدريس أو شرح كل ما يتعلق بالتاريخ المصرى القديم، وذلك فى البازارات السياحية، وشركات السياحة والإرشاد السياحى والمتاحف وكليات الآثار وغيرها من المنشآت والمؤسسات التى لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالسياح، حتى لا نترك فرصة لأعدائنا لمحاربتنا فى حضارتنا وهويتنا المصرية الصميمة.. وتحيا مصر.>