الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل تعلم أن فى «تل أبيب» جامعة إسلامية لتخريج «دعاة»؟ صنع فى الموساد!

تتعدد الأساليب التى يعتمدها الموساد فى التوغل داخل المجتمعات العربية والإسلامية، ليس فقط فى دول شبه الجزيرة العربية، بل يلاحق انتشار المغتربين المسلمين والعرب فى مختلف أنحاء العالم، فقد تصادف عناصر أو مجندين من الموساد فى أى مكان تذهب إليه، وفى أى لحظة من الممكن أن يكون أحدهم هو الشخص الجالس أمامك فى أحد المقاهى يراقبك عن كثب، أو عند تقدّمك لفرصة عمل، أو حتى أثناء تصفحك لوسائل التواصل الاجتماعى قد يخاطبك الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى أفيخاى أدرعى مباشرة، مستخدما أحاديث المسلمين ومتحدثا بلغتهم، أو ربما لدى اختيارك لمكان دراستك الجامعية، فذراع الموساد لا تنفك عن المحاولة لتجنيد العملاء والأدوات خدمة لمصالحها.



جامعة تل أبيب الإسلامية، ذراع أخرى أسسها الموساد فى أواخر الخمسينيات، وهى المسئولة عن اختيار الطلاب المقبولين فى صفوفها والذين يعتنقون الديانة اليهودية حصرا، أى أنها جامعة مغلقة وليست مفتوحة، إضافة لتعيين الأساتذة بدقة بالغة، وغالبا ما يكونون على ارتباط وثيق به، وتحديد المواد التى سيتم اعتمادها، مما يطرح علامات استفهام حولها تثير الريبة، فما هى دواعى تخصيص جامعة لتدريس الديانة الإسلامية فى مجتمع يهودى؟ وما الغاية التى يريد الموساد الإسرائيلى تحقيقها وراء ذلك؟ ووفقا لما ذكر على الموقع الرسمى العبرى للجامعة فهى عبارة عن دفيئة مميزة للقاء بين الأديان، تهتم بدراسة العلوم الإسلامية والشريعة، والثقافة العربية والإسلامية وتاريخها، واكتساب المعرفة العلمية والتطبيقيَة فى موضوع اللغة العربية الفصحى القديمة والحديثة، وهى تنظم على مدار السنة فعاليات متعددة ومثيرة للاهتمام ومجانية للقيام بدورات تدريبية وجولات ميدانية للبحث أكثر فى هذه الملفات. وبالنسبة للمواد المعتمدة ومجالات البحث، تقوم الجامعة بتدريس المواد الصهيونية وإسرائيل من وجهة نظر إسلامية، أصوليون مسلمون بمنظور مقارن، دراسة لفكر محمد باقر الصدر، العلاقات اليهودية- الإسلامية، الشريعة والعقيدة الإسلامية فى أوروبا، التخصص فى الإسلام السياسى الشيعى، اللهجات العربية فى منطقة الجليل وقواعدها، البحث فى المخطوطات القديمة وارتباطها بالأدب اليهودى القديم والآداب العالمية، الترجمة من العربية إلى العبرية والتركيز على مساق من روبنسون كروزو إلى هارى بوتر: تحديات الترجمة من اللغات الغربية إلى العربية، المجتمع والدين بمنظور الأدب والسينما. وتعمل هذه الجامعة وبشكل ممنهج ودقيق على إعداد مبلغين ودعاة إسلاميين مؤثرين وتدعمهم للبروز على الساحة العالمية، خاصة فى قلب الأحداث التى تثير الجدل العالمى، ولعل أبرز هذه الظواهر رجال الدين الذين واكبوا أحداث ما يسمى بالربيع العربى حيث أصدروا الفتاوى باستحلال دم المرتدين، وللمفارقة ان هذه الفتاوى لطالما كانت تتوافق مع الرؤية الإسرائيلية.

ولا تقتصر عملية تجنيد الموساد للعملاء على الجانب العسكرى والاستخباراتى بل يتعداها إلى التجنيد الثقافى حتى يتمكن من غزو المجتمعات المحيطة بإسرائيل الرافضة لإقامة دولتها المزعومة، والتى تنتمى لأكثرية مسلمة، فهو من خلال التمعن بدراسة التاريخ العربى الإسلامى يبنى فرصا جدية لقدرته على تحريفه، إضافة لمحاولة التماهى مع البيئة التى ما زالت تلفظ إسرائيل عن أراضيها. ولتجنيد العملاء يعتمد الموساد على خطة ممنهجة وبالغة الدقة لتحقيق أهدافه وذلك من خلال الآليات التالية:

1 - يشرف على عملية التدريب علماء نفس واجتماع وسياسة، وعلماء اتصال وتواصل.

2 - على «الداعية» المنتسب أن يكون على استعداد للتواصل والتعامل مع المسلمين.

3 - يتم قولبة الداعية بما يتوافق مع الشروط الإسلامية من حيث المظهر، اللغة، طريقة الحديث، الاسم حيث يتم اختيار التسمية على ان تكون مبهمة كأن يقال له: أبومصعب الشيشانى أو أبوجنيد الشمالى.

4 - تستغرق عملية الإعداد مدة طويلة، حتى يتخرج الداعية ملما بالعقائد الإسلامية والمسائل الفقهية واللغة العربية، حتى يكون بمقدوره توظيفها بما تدعى الحاجة كإعلان فتاوى الجهاد. 

5 - الارتباط العضوى بالموساد، والتدريب الاستخباراتى العالى، أى أن الموساد يصنع هذا الخريج، ويعده إعدادًا خاصًا، ويجعله ينتحل صفة الشيخ المسلم، فى هذا الإطار كان بنيامين إڤرايم احدى هذه النماذج حيث انتحل صفة إمام مسجد فى ليبيا تحت اسم أبوحفص وقد اعترف بعضويته فى جهاز الموساد.

6 - عادة ما يتم إعداد هؤلاء المجندين ليتحولوا لقادة منظمات مسلحة جهادية فى أى لحظة، وتجربة تنظيم داعش ودعاتها الجهاديين ما تزال ماثلة أمامنا.

وعلى الرغم من الجهود التى بذلتها إسرائيل فى هذا المجال، ونواياها الخبيثة التى ترجمتها فى الأحداث التى جرت فى ليبيا ومصر والعراق وسوريا وغيرها من الدول فى 2011، فإنها فشلت فى ضرب الوحدة الإسلامية والتفريق بين المذاهب، حتى تشويه الحقائق التاريخية التى تأسست الجامعة لأجلها، وهى من ضمن سلسلة الفشل التى تضرب الكيان الصهيونى بعد فشله العسكرى والاستخباراتى الذى منى به فى معركته الأخيرة مع قطاع غزة وفى 7 أكتوبر العام الماضى. إن المؤامرة اليهودية على الإسلام التى قادها يهود خيبر وبنو النضير وبنو قينقاع فى المدينة المنورة فى العصر النبوى لا تزال مستمرة فى العصر الحالى، واختلف الأشخاص واختلفت البيئات والآليات والمخططات ولكن روح المؤامرة واحدة سواء تلك التى حاك خيوطها كعب بن الأشرف أو تلك التى يحيكها اليوم أفيخاى أدرعى الناطق باسم جيش الاحتلال برعاية من جهاز الموساد، متخفيا بعمامة خليجية وبلحية مصطنعة واسم مستعار. ويعد الموساد مع الشاباك من أخطر الشبكات الاستخبارية فى العالم، فالشاباك أو الشين بيت كما يسمى اختصارا فى اللغة العبرية موجه للداخل الفلسطينى والموساد موجه للعالم الخارجى، كلاهما شر مستطير فالموساد يشكل خطرا أكبر مقارنة بالشاباك، فهو جهاز أشبه بالأخطبوط وأذرعه ممتدة فى كل بقعة من العالم، ورجل الموساد كالرجل الآلى الطائر الذى شاهدناه فى أفلام الخيال العلمى لا يعجزه شىء، وقد يظهر رجل الموساد فى صورة رجل عابد مستغرق فى المناجاة أو رجل صوفى وقد تبللت لحيته بالدموع الكاذبة الخاطئة، يخادع بها جمهور الناظرين والمارين من حوله، وقد يظهر رجل الموساد فى صورة داعية كبير وواعظ جليل، يصول ويجول فى التفاسير وينقلها لمستمعيه ومشاهديه فى قالب لغوى وبلاغى أخاذ، وقد يظهر رجل الموساد فى صورة رجل محب للإسلام والمسلمين يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وهو رأس المنكر ورأس الفتنة.

لقد وضع الموساد خطة دنيئة لتهويد الإسلام، ومن عناصر هذه الخطة تأسيسه لجامعة تل أبيب الإسلامية فى أواخر الخمسينيات من القرن الماضى فهو الذى يشرف على تسييرها وتعيين طاقمها العلمى واختيار المنتسبين إليها بعناية بالغة لا تحتمل الخطأ ولا تسمح بتسلل الغرباء من غير المرغوب فيهم كما جاء فى ميثاق تأسيس الجامعة، فهى جامعة إسلامية مفتوحة للطلاب اليهود دون غيرهم بل لا يسمح دخولها لبعض الطلاب اليهود ممن لا تؤنس منهم حماسة للتعاليم الدينية حفاظا على خطها التوراتى الذى وُجدت من أجله. أما موقع جامعة تل أبيب الإسلامية فهو موقع يستخف قليلى الفهم ويسوق الوهم ويلعب على وتر اللقاء بين الأديان ويحاكى خطاب القائمين عليه خطاب أسلافهم وأشياعهم فى تذكير المسلمين بما يسمونه الصفحات المشرقة من تاريخ التواصل اليهودى الإسلامى الذى يجب كما يقولون أن يتجدد بعيدا عن ثقافة التعصب الدينى التى لا تخدم مستقبل العلاقات اليهودية الإسلامية.

وبالاطلاع على تقرير بيداجوجى تقييمى لمجلس التعليم العالى فى إسرائيل الذى صدر فى يونيو 2014 ووضعته لجنة تطوير اللغة العربية وتطوير برامج الدراسات الأدبية التابعة لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ومن أهم التغييرات والتعديلات التى طالب التقرير المشار إليه إدخالها على برامج اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ضرورة إيجاد أهمية أكبر لقسم اللغة العربية ولدور اللغة العربية كوسيلة للتعمق فى الدراسات الإسلامية وفهم روح الشريعة الإسلامية وذلك من خلال ربط الثقافة اللغوية العربية بالدراسات الإسلامية وخاصة ما تعلق بالدراسات القرآنية والحديثية، ومن أهم التغييرات والتعديلات أيضا إدراج اللهجات الفلسطينية فى برامج اللغة العربية، والغاية من ذلك فهم أكبر للإنسان الفلسطينى وللتركيبة البشرية والاجتماعية الفلسطينية، ومن أهم التغييرات والتعديلات أيضا زيادة الحرص على تشجيع الطلاب اليهود فى قسم الدراسات الإسلامية على الإستخدام الفعلى والتفاعلى للغة العربية نطقا وكتابة ومحادثة. ويختتم التقرير البيداجوجى بحث القائمين على برامج اللغة العربية والدراسات الإسلامية على ضرورة توفير كل وسائل الدعم المادى التى تمكن من إنجاح الخطة البيداجوجية الجديدة. والملفت فى برنامج المواد المدرسة بجامعة تل أبيب الإسلامية التركيز على الدراسات الدينية المقارنة لأنها الطريقة المثلى فى إعتقاد واضعيها لإبراز تفوق وتألق العقيدة والثقافة اليهودية.

وجامعة تل أبيب يوحى اسمها على غير مسماها فهى جامعة إسلامية تقع فى وسط مدينة تل أبيب، وهذا يعنى أنها السم فى العسل، ولهذه الجامعة مبنى ضخم لتعليم العلوم الإسلامية كالقرآن والسنة والسيرة والفقه الإسلامى والمعاملات والتاريخ واللغة العربية إلى آخر المواضيع الدينية التى يحتاجها المسلم فى حياته اليومية، هذه الجامعة تأسست فى 6 يونيو عام 1956، لكن مراحل بنيانها وتطورها امتدت على مدى أكثر من عقد، تضم الجامعة اليوم من ضمن كادرها باحثين وأساتذة على المستوى العالمى حاز بعضهم على جوائز نوبل وجوائز مهمة أخرى، كل الطلاب فيها من اليهود واليهود فقط أى أن الجامعة مخصصة فقط للطلاب اليهود، لا يوجد أى طالب عربى أو مسلم فى هذه الجامعة بل كل روادها من اليهود المنتمين لجهاز الموساد وخريجوها يهود طبعا، انتسبوا لهذه الجامعة لدراسة الدين الإسلامى والتخصص فى كل متطلباته العلمية وشؤونه الدينية والدنيوية، هؤلاء الطلاب هم جزء من مجموعات عديدة يتم إرسالهم إلى العالم شيوخا أو يأخذون أماكنهم على بعض الفضائيات المستأجرة فى العالم العربى والإسلامى، فمنهم الشيخ، ومنهم الإمام، ومنهم المفتى أو الداعية، أو القاضى، أو المدرس فى المدرسة والجامعة، يرسلونهم ويزرعونهم فى كل مكان يحتاجونهم فيه، يعلمونهم لهجات أهل البلاد وعاداتهم وتقاليدهم، ثم يغرقونهم بالمال ليكسبوا ثقة سكان تلك البلاد، ويتقربوا إليهم أكثر، ليحققوا من خلالهم غاياتهم بالفتن والتخريب الممنهج، لدى هؤلاء الخريجون قدرات علمية فائقه لكسب مودة الناس من جهة، ولتشويه العقيدة الإسلامية ودس الفرقة بين الأديان والمذاهب وغسل العقول من جهة أخرى، خاصة الجيل الصاعد من الشباب، المتحمس لأى فكرة تصنع منه بطلا، يحسنون اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، للظروف المناسبة ويهيئون الأجواء المثالية لنجاحه وإبداعه وحمايته من كل ضرر وسوء، ومن اسمه يوشيه يصبح اسمه يوسف، أو الشيخ يوسف المغربى، أو يوسف الجزراوى، أو الحجازى، أو العراقى، من تلك التسميات المبهمة.