الثلاثاء 2 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
توشكى الخير وأمن مصر الغذائى

توشكى الخير وأمن مصر الغذائى

مشروع توشكى سيظل هو الحلم والأمل فى المستقبل لتأمين الأمن الغذائى لمصر باعتباره أحد أكبر الإنجازات الزراعية ليس فى مصر فقط بل فى الشرق الأوسط، حيث يهدف إلى تحويل مساحات شاسعة من الصحراء إلى أراضٍ زراعية منتجة، هذا المشروع الذى كان حلمًا تعثر فى التنفيذ وأعيد بقرار سياسى لمواجهة أى معوقات لتحقيق استراتيجية الدولة فى الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، خاصة القمح، وضمان الأمن الغذائى، وإضافة مساحات كبيرة أخرى وهذا ما حدث لأكثر من عامين فى الفترة من 2017 حتى 2019، والتى بدأت باستصلاح مزرعة توشكى بمساحة 25000 فدان حتى بدأت الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية فى مشروع تنمية جنوب الوادى بتوشكى بمساحة 500 ألف فدان عام 2019 تصل لـ 600 ألف فدان بنهاية عام2025، توشكى مشروع الحلم الذى تم افتتاحه فى مارس 1982 وكان بمثابة مشروع وادٍ جديد موازٍ لوادى النيل.



كان الهدف من المشروع فى سنوات الفيضان الزائد عندما يصل منسوب المياه خلف السد إلى 178 مترًا يتم فتح المفيض ليكون بمثابة خزان إضافى وشريان لتنمية زراعية للصحراء الغربية خاصة الجنوب.

افتتح المشروع عام 1982، لكن  لم يستكمل وظل فى طى النسيان حتى سبتمبر 1996 واحتفل المصريون باستقبال المفيض لـ 2,5 مليار متر مكعب من المياه.

وجاء ضمن مجموعة المشروعات العملاقة من أجل خلق مجتمع زراعى متكامل.

وبعد سنوات تمت إعادة تقييم الموقف ومناقشة التحديات التى ظلت عائقًا أمام المشروع، ولأن الرئيس السيسى أخذ على عاتقه منذ تكليف الشعب له فى الانتخابات الرئاسية 2014 أن يعيد بناء الدولة والاستفادة من الفرص المتاحة ومواجهة التحديات، وقد بدأ العمل على تحديث الدراسات الخاصة بالمشروع وبحث المشكلات والتحديات التى حالت دون استكماله، وكان القرار بالبدء فى التنفيذ واستكمال المشروع والذى بات يساهم فى إنتاج أكثر من مليون و200 ألف طن من القمح، هذا العام توفر 696 مليون دولار على الدولة المصرية، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية الأخرى (الذرة، البطاطس، العنب، المانجو) وكذا أكبر مزرعة للنخيل فى العالم بها أجود أنواع التمور لدرجة دخولها موسوعة جينيس العالمية لتسجل أكبر مزرعة للتمور بتوشكى بمساحة 37500 فدان، كما شملت الإنجازات زراعة 156 ألف فدان فى شرق العوينات، و4725 فدانا فى الفرافرة، و4384 فدانا فى عين دالة.

والأهم أن كل ما يحدث بأيد مصرية كاملة ومشاركة للقطاع الخاص، كما تم  إنشاء طرق رئيسية وفرعية بطول 1,600 كيلومتر، وشق الترع بطول 135 كيلومترًا. وتركيب محطات رفع مياه وكهرباء بقدرة عالية لضمان استدامة الرى وتوفير المياه اللازمة للزراعة ولأنه إنجاز ضخم فتح مجالات عمل أمام الشباب من خلال عمل أكثر من أربعة آلاف عامل مع المئات من العمالة غير المباشرة.

وقد بلغت تكلفة المشروع حاليًا حتى الآن 6,4 مليار جنيه، ورغم الأوضاع الاقتصادية والأوضاع العالمية غير المستقرة فإن مواصلة استكمال المشروع الذى يعد من أهم المشروعات الزراعية فى مصر و الشرق الأوسط، وكان بمثابة صمام أمان لتوفير السلع الاستراتيجية وتقليل الضغط على العملة الأجنبية والأهم هو تأمين الأمن الغذائى المصرى.