الإثنين 24 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

العد التنازلى لانهيار الكيان المُحتل بدأ.. 3 أزمات تهدد إسرائيـــــــل العزلة الدولية والجيش المنهك وشبح حرب لبنان

بدأت إسرائيل مع دخول حرب غزة شهرها التاسع تواجه 3 أزمات تدفعها نحو فشل ذريع متعدد الأبعاد، وذلك بالنظر إلى مجموعة من المناقشات التى أجريت على مدى الأسابيع الماضية مع شخصيات رفيعة المستوى فى مؤسسة الدفاع الإسرائيلية. واستعرضت صحيفة هآرتس بعض الأزمات التى رأت أنها تهدد إسرائيل، وجاء فى مقدمتها تراجع شرعيتها الدولية أو العزلة الدولية وشعور جيشها بالإنهاك، فضلا عن شبح الحرب فى لبنان. وأضافت الصحيفة، إن إسرائيل تبدو عالقة، على المستوى الاستراتيجى فى جميع الجبهات، إذ باتت الجبهة الأكبر والأهم، وهى تلك التى تنخرط فيها ضد جماعة حزب الله فى لبنان، مهددة بالتحول إلى صراع هائل، فيما تمر المحادثات المتعلقة بصفقة الرهائن مع حركة «حماس» بأزمة جديدة.



أشارت إلى أن الخسائر التى يتسبب فيها حزب الله والتى تتمثل فى إجلاء 60 ألف إسرائيلى من منازلهم على طول الحدود، واستمرار سقوط الضحايا فى الشمال، وإطلاق عشرات الصواريخ والمسيرات يوميا، تؤدى لزيادة الشعور بالإحباط لدى الإسرائيليين وزيادة الضغط على الحكومة. 

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن فكرة تصعيد الهجمات على حزب الله بدأت بشكل كبير على أمل أن يؤدى ذلك إلى توقفه عن إطلاق النار وتجنب الدخول فى حرب كبرى، وهى الفكرة التى لا تزال تتعرض للانتقاد من قبل أعلى المستويات السياسية والأمنية فى تل أبيب، لكن أنصارها لا يستطيعون تفسير السبب الذى يجعلهم يعتقدون أنه سيتم ردع الجماعة بهذه الطريقة وأنه لن يستنتج على العكس من ذلك، أن إسرائيل تخادع، وبالتالى فإن تبنى هذه الفكرة سيؤدى إلى استمرار الهجمات. 

وذكرت الصحيفة أن بعض الوزراء من حزب الليكود الذى يرأسه بنيامين نتنياهو، واليمين المتطرف يريدون الذهاب إلى أبعد من ذلك، من خلال شن هجوم شامل ضد حزب الله، قائلة إنه فى وقت تحل فيه الذكرى الـ42 لحرب عام 1982 الفاشلة فى لبنان، فإن هؤلاء الوزراء لم يتعلموا شيئا من المحاولة الإسرائيلية. وأضافت: كما يرى بعضهم أنه من الضرورى أيضا قصف إيران ووضع حد للتهديد النووى هناك، لكن من الواضح أنهم ليس لديهم أدنى فكرة عن الوضع الحقيقى للجيش الإسرائيلى وقدراته. وتابعت: من المرجح أن تجد إسرائيل نفسها فى حرب دون شرعية دولية والتى تلاشت بعد هجوم السابع من أكتوبر عندما اتضحت أبعاد الدمار والقتل فى قطاع غزة، وبلا دعم أمريكى قوى، مع جيش منهك يكافح من أجل الحفاظ على استمرار الإمدادات من الذخائر وقطع الغيار. واعتبرت هآرتس أن غياب الأهداف الواضحة فى الحرب يؤدى إلى تفاقم الشعور بالإنهاك والاستنزاف داخل كل من الوحدات الاحتياطية والنظامية الإسرائيلية، إذ يلاحظ قادة قوات الاحتياط انخفاضا حادا فى أداء الكتائب النظامية فى سلاح الهندسة واللواء مدرعات (401) وألوية المشاة، التى تتحمل وطأة القتال فى غزة بشكل شبه مستمر منذ بدء الحرب. 

وحذرت الصحيفة، من أن الشعور بالإحباط أصبح يتزايد بين الجنود العاديين تجاه أولئك من ذوى الرتب العليا، الذين على الرغم من تحملهم المسئولية المبكرة عن الأخطاء الفادحة التى تمت فى بداية الحرب، فإن ذلك لم يتم ترجمته إلى خطوات عملية فى شكل فصل من العمل أو استقالات. ولفتت إلى أن مشكلة قرار الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى اُتخذ الشهر الماضى لتأخير شحنة مكونة من 3500 قنبلة ذكية، لا تزال قائمة، رغم تحدث وزارة الدفاع الإسرائيلية عن تقدم إيجابى حول هذه المسألة، فيما حذرت من الحرب بين إسرائيل وحزب الله. وتواجه إسرائيل عزلة دولية متزايدة من التجارة إلى الأوساط الأكاديمية فالدبلوماسية، لكن صحيفة هآرتس الإسرائيلية طرحت سؤالا ملحا عما إذا كان الإسرائيليون سيستمرون فى صرف النظر عن عواقب حرب غزة أو سيغيرون المسار. وقالت الصحيفة إنه فى بداية أبريل، بعد مرور ستة أشهر على حرب إسرائيل على غزة، ركزت العديد من العناوين الرئيسية على عزلة إسرائيل الدولية. واقتبست الصحيفة عناوين لوسائل إعلام دولية، بينها جارديان التى نشرت عنوانا يقول: «معزولون فى الخارج.. ممزقون فى الداخل»، واعتبرت الصحيفة أن هذه الأمثلة مثيرة للقلق، مشيرة إلى أن إسرائيل واجهت إجراءات ضدها فى محكمة العدل الدولية، وأصدر مجلس الأمن الدولى قرارا بوقف إطلاق النار فى أواخر مارس.

وحتى حلفاء إسرائيل كانوا يصدرون إشارات استنكار، إذ أعربت الولايات المتحدة، أكبر حليف وراع لإسرائيل، عن تفضيلها القوى لأن تغير إسرائيل مسارها وفرضت عقوبات على بعض المستوطنين، وأصدرت بيانات غاضبة خاصة فيما يتعلق بالوضع الإنسانى فى غزة والضربة الإسرائيلية التى أدت لسقوط 7 من عمال الإغاثة فى المطبخ المركزى العالمى، فيما صوتت دول والبرلمان الأوروبى على إجراءات مختلفة تدعو إسرائيل إلى تغيير مسارها. وتتساءل الصحيفة: هل يهتم الإسرائيليون بمثل هذه التيارات الدولية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يطالبوا بلدهم بتغيير مساره؟ الجواب الجزئى الذى ذكرته الصحيفة هو أن العزلة العالمية كانت ولا تزال تحذيرا أكثر من كونها ضربة مؤثرة خلال هذه المرحلة، مشيرة إلى أن معظم الإسرائيليين تأثروا بذلك على مستوى المشاعر فقط، ولم يتأثروا بها ماديا على المستوى الشخصى، مشيرة إلى أن لدى الإسرائيليين ممارسة راسخة تتمثل فى تحميل اللوم عن ذلك لأى شىء آخر سوى سياسات تل أبيب، لكنها أشارت إلى أن كلا العاملين عفا عليهما الزمن. 

وأكدت الصحيفة أن معظم الإجراءات المضادة التى اتخذها المجتمع الدولى فى النصف الأول من العام من حرب غزة، لم تفد إسرائيل أو الأفراد حقا، ولم تكن أكثر من مجرد مشاعر سيئة وغاضبة. وترددت أصداء رافضة عن أمريكا، لكنها استمرت فى تمرير المساعدات المالية الواسعة وحزم الأسلحة، فيما أعلنت كندا أنها ستنهى صادرات الأسلحة، لكنها بالكاد تسجل كمورد للأسلحة بالنسبة لإسرائيل.  وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على عدد قليل من المستوطنين، لكن هذا لم يؤثر على الحرب، ثم أعلنت أنها ستفرض عقوبات على كتيبة محددة من الجيش الإسرائيلى فى منتصف أبريل، لكنها أوقفت الفكرة مؤقتا فى خلال أيام قليلة، إذ تثير إجراءات محكمة العدل الدولية غضب الإسرائيليين، ولكنها لا تستهدف الأفراد.

وتتساءل الصحيفة مجددا: هل ستصبح إسرائيل معزولة حقا من حيث التجارة والاندماج فى الاقتصاد العالمى؟ وترى الصحيفة أن ذلك لا يزال يبدو نظريا إلى حد ما، فقطاع التكنولوجيا الفائقة والابتكار فى إسرائيل، على سبيل المثال، يعتمد بشكل كبير على الاستثمار الخاص، وغالبا من الخارج. وصمد هذا المجال فى الغالب أمام الاضطرابات السياسية الإسرائيلية فى عام 2023، ويبدو حتى الآن أنه يتغلب على الحرب. ومنذ 7 أكتوبر، ذكرت شركة «Startup Nation Central» أنه من أكتوبر حتى نوڤمبر، ارتفعت الاستثمارات الخاصة فى الشركات الناشئة الإسرائيلية أولا، ثم انخفضت فى الأشهر التالية، لكن الولايات المتحدة رأت نفس الاتجاه، مع القليل من المؤشرات على أن الحرب هى المسئولة عن التباطؤ الإسرائيلى. علاوة على ذلك، احتشدت صناعة التكنولوجيا الإسرائيلية لمساعدة نفسها، إذ تم إنشاء 20 صندوقا جديدا للاستثمار، وتم تأسيس ما يقرب من 12 صندوقا للمساعدة فى سد فجوات التمويل، وفقا لتقرير Startup Nation Central.  

 

 

 

ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، ووسط احتمالات غزو برى ينذر بإطالة أمد الصراع، يبدو الاقتصاد الإسرائيلى أمام اختبار قاس. ثم تم إنشاء OurCrowd، وهى منصة عالمية للاستثمار، وواحدة من أكبر هذه الصناديق، وقال كبير مسئولى المحتوى ورئيس التسويق فى الشركة، ماثيو كالمان، فى مقابلة مع هآرتس إنه بسبب التناغم الحكومى ساعدت الأموال التى جمعتها OurCrowd فى فتح المجال أمام تدفق حوالى 100 مليون دولار. ويبدو أن هذا التضافر الداخلى، أو المرونة، قد دعم قطاع التكنولوجيا الفائقة حتى الآن، وقال كالمان: قد تكون هناك بعض التأخيرات فى إتمام جولات الاستثمار، ولكن من حيث تقديم المنتجات والخدمات من قبل الشركات الناشئة الإسرائيلية، لم يبدو أنه تأثر. ويرجع هذا إلى أنه حتى فى الشركات التى خرج 25% من موظفيها للالتحاق الجيش، تقدم الآخرون للمساعدة. وتضيف الصحيفة إن الحرب قد تكون حتى ميزة لصادرات الدفاع الإسرائيلية التى بلغت حوالى 16% من صادرات إسرائيل فى عام 2022، حيث تم اختبار مجموعة كاملة من المنتجات فى المعركة حتى الآن. كما أن الاعتماد العالمى على التكنولوجيا الإسرائيلية فى مجالات متنوعة سيجعل من الصعب على هذا العالم عزل إسرائيل. وهذا ينم عن الحظ الوفير، لأن التكنولوجيا الفائقة تشكل ما يقرب من نصف صادرات البلاد و30% من إيرادات البلاد. 

ولكن فى حين أن قوة إسرائيل التكنولوجية يمكن أن تشتت انتباه الإسرائيليين أو تهدئهم، فإن المجالات الحيوية الأخرى من الصناعة العسكرية الإسرائيلية إلى الأوساط الأكاديمية إلى الدبلوماسية تتأثر بالفعل. وتقول الصحيفة إن هذا ليس تحذيرًا أو تنبؤا، فالعملية بالفعل بدأت. وهناك عدد متزايد من الدول التى تبطئ التدفق إلى الصناعات العسكرية الإسرائيلية. ففى فبراير، أمرت محكمة هولندية البلاد بوقف تصدير أجزاء معينة تحتاجها إسرائيل لطائرات F-35، إذا كانت إسرائيل هى المتلقى النهائى. رفع محامون فى مجال حقوق الإنسان دعوى قضائية ضد قرار الحكومة الألمانية الموافقة على تصدير ثلاثة آلاف سلاح مضاد للدبابات إلى إسرائيل. وأعلنت كندا، فى مارس، أنها ستتوقف عن تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وقال وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجانى إن البلاد توقفت عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل اعتبارًا من 7 أكتوبر. وهذه الدول ليست موردًا رئيسيًا للأسلحة لإسرائيل، لكن تقريرا صدر مؤخرًا عن تجارة الأسلحة العالمية ذكر إيطاليا كثالث أكبر مورد لإسرائيل، وإن كان يشكل جزءًا صغيرًا. وبطبيعة الحال، تمثل الولايات المتحدة أكبر مورد لإسرائيل، وقد قاومت إدارة الرئيس جو بايدن بثبات الضغوط لوقف المساعدات العسكرية أو اشتراطها حيث أعلن بايدن تعليق إرسال شحنة قنابل لإسرائيل، والتلويح بتعليق صفقات أسلحة أخرى إذا اجتاحت إسرائيل مدينة رفح الفلسطينية. وجاءت التقارير عن تأخر عمليات نقل الأسلحة هذا الأسبوع، كتحذير لإسرائيل بعدم توسيع عملية رفح، وعلى المدى الطويل، يمكن أن يتفاقم تعليق إيصال الأسلحة بسبب الجهود الرامية إلى إنهاء الشراكات البحثية العسكرية. وتدعو مجموعة تسمى «معسكر علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ضد الإبادة الجماعية» إلى إنهاء رعاية وزارة الدفاع الإسرائيلية لأبحاثها المتعلقة بالحرب، بحجة أن المعهد لا يتلقى تمويلا من أى جيش أجنبى آخر، لكنه تلقى 11 مليون دولار من إسرائيل.  وتلاحظ المجموعة أيضا أن المعهد أنهى تعاونه الأكاديمى مع معهد تكنولوجيا روسى بعد أيام فقط من غزو روسيا لأوكرانيا فى عام 2022.  وفى حين أن أسباب الحربين مختلفة، تحتج مجموعة «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» على سلوك إسرائيل، وتقوض سابقة «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» الأخيرة مع روسيا الاتهام باستهداف إسرائيل على وجه التحديد. 

وبطبيعة الحال، أصبحت الأوساط الأكاديمية نقطة الانطلاق الأساسية لمحاولات عزل إسرائيل، وهزت احتجاجات الحرم الجامعى الولايات المتحدة لأسابيع، وانتشرت إلى عشرات الجامعات فى جميع أنحاء البلاد.  وقد توصل العديد منها إلى اتفاقات مع الطلاب المحتجين، بما فى ذلك جامعات براون وكاليفورنيا وريفرسايد ونورث وسترن وكلية إيڤرجرين ستيت، إذ تختلف تفاصيل هذه الاتفاقات.  وتقول الصحيفة إن الطريق إلى سحب الاستثمارات الفعلى من الشركات الإسرائيلية طويل ومعقد وغير مضمون على الإطلاق، لكن بشكل عام، تشكل الاتفاقيات فرصة لسماع مطالب المحتجين فى قرارات الاستثمار فى هذه الجامعات فى المستقبل. ولأسابيع وشهور، والأسبوع الماضى، تلقت إسرائيل معلومات تفيد بأن المحكمة الجنائية الدولية قد تبدأ فى إصدار مذكرات اعتقال ضد مسئولين إسرائيليين، ورغم كل ذلك، سارعت إسرائيل هذا الأسبوع بالدخول عسكريا إلى معبر رفح، الأمر الذى من شأنه أن يعمق مستنقعها الدولى، وفقا للصحيفة. وأشارت إلى أن موقف إسرائيل الرسمى، وتوجهها العام، يفضل دائما صرف اللوم من خلال افتراض أن المشاعر المعادية لإسرائيل والمعادية للسامية هى أصل هذه الاتجاهات.  وأوضحت أنه رغم ذلك، لا يمكن إنكار أن أسوأ هذه التطورات الدولية بالنسبة لإسرائيل ظهرت فقط بسبب هذه الحرب، وحتى تلك التطورات بدأت فقط بعد ما يقرب من نصف عام منها.  وتخلص الصحيفة إلى أن إسرائيل استمتعت لعقود، باندماج عالمى قوى ومتزايد، والآن يبدو أن الرحلة على وشك الانتهاء. ويمكن للإسرائيليين إما مواجهة خسارتهم على المسرح العالمى وتغيير المسار، أو مواصلة تحميل اللوم للآخرين، ولكن لن تكون الدولة نفسها كما كانت قبل.

وبالنسبة إلى ما يجرى على الأرض فى غزة، فإنه لم يتم كسر حركة حماس فصحيح أن العديد من قدراتها العسكرية تراجعت بالفعل، لكن هذه القدرات تم استبدالها بأنظمة أصغر وأكثر مرونة تركز على بقاء الحركة ومحاولة إلحاق خسائر بالقوات الإسرائيلية. وذكرت هآرتس أن التقدم داخل رفح يقتصر على مئات من الأمتار فقط، ولذا فإن القادة يشكون التباطؤ هناك، قائلة إنه يبدو أن العديد من كتائب حماس غادرت المدينة، وأنه لن يتم القضاء عليها بشكل كامل فى أى وقت قريب. واعتبرت أن الخطر الأكبر يكمن فى لبنان، مشيرة إلى أن إسرائيل تحتاج إلى استغلال الوقت الحالى لتهدئة الأوضاع فى الشمال، واستخدام الإمكانيات المحدودة للتوصل إلى تسوية سياسية لإبعاد وحدة الرضوان التابعة للحزب عن الحدود، وكذلك الاستعداد لاحتمال نشوب حرب شاملة على هذه الجبهة. . وتساءلت الصحيفة: إذا واجهنا حربا شاملة مع حزب الله، أو حال تم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن رغم كل الصعاب، أليس من الأفضل لجانتس وزميله فى الحزب جادى أيزنكوت البقاء على طاولة مجلس الوزراء الإسرائيلى؟ وهو السؤال الذى قالت الصحيفة، إن المسئولين فى إدارة بايدن يطرحونه أيضاً.

وتقول هآرتس إن العد التنازلى لانهيار إسرائيل بدأ ؛ وبشكل لافت على ما جرى فيما تسمى بمسيرة الأعلام مستشهدة بما قاله المفكر والمؤلف والناقد للمجتمع الإسرائيلى يهوشع ليبوفيتش (1903-1994). ووصفت الصحيفة المرحلة التى تعيشها إسرائيل بالوحشية، قائلة فى افتتاحيتها إنه يتعذر النظر إلى التصوير الموثق للمتظاهرين العنيفين القبيحين فى أثناء مسيرة التفوق اليهودى (مسيرة الأعلام) فى شوارع القدس دون سماع تحذير البروفيسور يهوشع ليڤوڤيتش يصدح فى الخلفية. ووفق ما أوردته هآرتس، فإن ليڤوڤيتش قال سابقا إن العزة الوطنية والنشوة فى أعقاب حرب عام 1967 مؤقتة، وستحملنا من نزعة قومية صاعدة إلى القومجية المتطرفة، والمرحلة الثالثة ستكون الوحشية، بينما المرحلة الأخيرة ستكون نهاية الصهيونية. ووصفت الصحيفة الفيلسوف بأنه كان بعيد النظر. وأضافت الصحيفة واصفة ما جرى فى المسيرة بأن الروح العامة كانت روح الانتقام.. الرمز البارز على قمصان المشاركين كان القبضة الكاهانية.. الهتاف الشعبى عبارة عن أغنية انتقامية بشكل خاص، إلى جانب شعارات الموت للعرب ولتحترق قريتهم.