الجمعة 21 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عن أى أساطير تتحدثون؟!

عن أى أساطير تتحدثون؟!

ابتلى مجتمعنا ببعض من ليس لهم شأن وهم يطلقون الألقاب على من لا يستحقها، حتى فقدت الكلمات معناها وأهميتها، فأنصاف النجوم توصف بما لا يناسبها، أما النجوم الحقيقيون فلا ذكر لهم أو لغيرهم، يحدث ذلك من خلال شاشات الفضائيات التى يطلون بها علينا، دون ذكر المبررات التى توضح أحقيتهم بتلك الألقاب، اللهم مبرر واحد ليس له من ثان، وهو تحقيق الشهرة وركوب التريند المزعوم، وفى نفس الوقت أثارة الجدل والوقيعة بين من يؤيد هذا أو يدعم ذاك، علما بأن لقب أسطورة يمنح لمن يكسر الأرقام ويحقق الإنجازات سواء لنفسه أو لمجتمعه بتفوقه على أقرانه بحيث يصبح الأبرز بين أفراده ولفترة طويلة من الزمن، وهو لقب يمكن أن يحصل عليه أكثر من أسطورة فى مجالا ت متعددة، ولذلك يعد ما نراه أو يردده هذا المفتون بنفسه، (الذى يعمل وفق منهج خالف تعرف) بإن فلان أو علان أسطورة، قد يراه غيره عاديا ولا يستحق جل هذا الجدل والقيل والقال، فمن الممكن أن نطلق على لاعبنا المحترف فى الدورى الإنجليزى محمد صلاح أسطورة، نظرا لما يقدمه من عطاء فى أكبر دورى فى العالم، إلا أن هناك من يرى عكس ذلك وتحديدا هذا المفتون أياه، الذى أعتقد أن إدارة القناة التى فتحت له مجال الإعلام، لم تجد وسيلة لمنافسة القنوات الأخرى، سوى الاستعانة بهذا الشخص الذى لا يعرف أبسط قواعد واساسيات الإعلام، لعله قد يحقق لهم نوع أو قدر من الانتشار.. قد نصدقه يوما عندما يتحدث عن نجوم، رغم أنهم ليس لهم محل من الإعراب فى عالم الأساطير، فقط هذا الشخص الدخيل على شاشاتنا الفضائية هو من يتوهمهم. فبات يطلق وصف أسطورة على بعض لاعبى كرة القدم وحجبها عن غيرهم، بحكم ميوله لنادى (سبق طرده منه شر طرده) دون آخر، وصف مطاط لا يمكن منحه (وتحديدا من خلال سيادته)، جميع من يعرفونه يعلمون جيدا أنه لا ينشد سوى الشهرة ولا شيء غير ذلك.



السطور السابقة ليست سوى محاولة ولو بسيطة للتفريق بين النجم والأسطورة، لأن مجتمعنا المصرى يذخر بالعديد من الشخصيات التى يحق لنا ولغيرنا أن نطلق عليهم وصف الأسطورة، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، آينشتاين العرب وعالم الفيزياء النظرية، وعميد كلية العلوم بجامعة القاهرة، والمساهم فى نظرية الكم ونظرية النسبية، الدكتور على مصطفى مشرفة، والذى يعتبر من أعظم العلماء المصريين فى التاريخ، والدكتورة سميرة موسى التى تمكنت من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس، ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون فى متناول الجميع، وفيلسوف الجغرافيا والجغرافيين جمال حمدان صاحب كتاب وصف مصر، المهموم بشئون وطنه المصرى وأمته العربية، والذى كان يمتلك قدرة ثاقبة على استشراف المستقبل متسلحا فى ذلك بفهم عميق لحقائق التاريخ ووعى متميز بوقائع الحاضر، وهناك أيضا الدكتور مجدى يعقوب رائد تقنيات جراحات نقل القلب، والذى سبق ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس فى عام 1992، ويُطلق عليه فى الإعلام البريطانى لقب ملك القلوب، والدكتور أحمد زويل عالم الكيمياء المصرى والحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء لأبحاثه فى مجال كيمياء الفيمتو، إذ اخترع ميكروسكوب يُصوِّر أشعة الليزر فى زمن مقداره فمتوثانية، وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، ويُعدُّ هو رائد علم كيمياء الفيمتو، ولقب بـ(أبى كيمياء الفيمتو)، ودكتور فاروق الباز عالم الجيولوجيا المصرى مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد فى جامعة بوسطن فى بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، الذى كان يحدد مواقع هبوط بعثات أبولو وتدريب رواد الفضاء على اختيار عينات مناسبة من تربة القمر وإحضارها إلى الأرض للتحليل والدراسة، وصاحب مشروع ممر التنمية الذى لم يتخذ فى أمره شيئا حتى الآن، ودكتور محمود يوسف سعادة الذى ساهم فى حرب أكتوبر دون أن يطلق رصاصة واحدة، والذى لولاه لتهددت الجبهة المصرية بالكامل وجعلها مكشوفة أمام أى عملية عسكرية، عقب نجاحه فى فك شفرة مكونات وقود الصواريخ المشغلة لصواريخ الدفاع الجوى المصرى، وتصنيع كميات كبيرة من هذا الوقود، بعد امتناع القادة السوفيت تزويدنا به، عقب قرار الرئيس الراحل أنور السادات بطردهم من مصر، وهناك أيضا سارة محمود حجى أحمد الباحثة المصرية فى مجال السرطان، والتى حصلت على جائزة ريشتسينهاين الألمانية لأفضل بحث فى مجال السرطان عام 2021 وذلك عن أطروحتها والتى نشرت فى مجلة نيتشر عام 2020. وتُعد من أوائل المصريين الذين حصلوا على قبول للدراسة العليا فى مركز أبحاث السرطان الألمانى، وفى مجال الموسيقى والأدب، هناك السيد درويش البحر مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية فى مصر والوطن العربى، الملقب ب (فنان الشعب) وملحن السلام الوطنى المصرى (بلادى بلادى) الذى الّفه محمد يونس القاضى مشتقا كلماته من كلمات ألقاها مصطفى كامل فى إحدى أشهر خطبه عام 1907، ونجيب محفوظ الذى يعد أول أديب مصرى وعربى يحصل على جائزة نوبل فى الأدب عن رواية (أولاد حارتنا) والتى تعد من أشهر رواياته.

أمثال هؤلاء هم من يمكن أن نطلق عليهم وصف أساطير، نظرا لما قدموه لخدمة وطنهم ولكونهم الأكثر تأثيرا كلا فى مجاله، ولهذا يعد الأساطير الحقيقيين (بجد) أولى بالحديث عنهم، بعيدا عن النجوم والأساطير الذى يحاول صنعهم مثل من يعتقد أنه إعلامى، ولا يراهم سوى فى خياله المريض.