السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفهامة .. إلا أولادنا   وأحفادنا!

الفهامة .. إلا أولادنا وأحفادنا!

كنت أنوى الكتابة هذا الأسبوع عن الفوضى والضوضاء والتلوث البصرى والسمعى والقمامة والعشوائية فى الشارع رغم جهود رجال المرور مشكورين، وكلنا نعرف أن جزءا ليس قليلا يعود إلى سلوكيات الناس، ولكن الوضع أصبح يحتاج إلى جهد أكبر من الدولة وقوانين أكثر صرامة.. نحن بلد سياحى ولا توجد مدينة فى العالم بها مثل هذه السلبيات والضوضاء ومخالفات المركبات العامة والخاصة بأنواعها مثل قاهرتنا العزيزة القاهرة الكبرى، زرت إحدى المدن الأوروبية وأيضا بعض المدن العربية لم أر طوال 15 يوما أقمت فيها أى ذبابة أو ناموسة أو حشرة أو عادم سيارات يمكن أن يخنقك وأن تسير فى الشارع أو حتى داخل سيارة ولم أسمع صوت سيارة أو موتوسيكل، وعندما سألت قيل لى إن القانون يلزم جميع المركبات بتركيب كاتم صوت وممنوع استخدام كلاكس السيارة حتى لو أمام قائد السيارة سيارة أخرى عليه أن ينتظر حتى يتحرك حتى لا يزعج المارة أو السكان فى بيوتهم.. هذه المدينة عدد السائحين الذين يذهبون إليها سنويا يفوق عدد السائحين الذين يأتون إلينا مائة مرة رغم أنها لا تمتلك أى آثار أو شواطئ أو مناخا معتدلا طوال العام مثلنا والسبب الهدوء الذى يجده السائح والنظافة والأمان الذى يشعر به فى الشارع والطريق ،وكنت أيضا أنوى الحديث عن الآثار البيئية والخطيرة للتلوث السمعى نتيجة الضوضاء واستخدام الكلاكسات طوال النهار والليل والتلوث البصرى ليس على السائح، ولكن على صحة ومزاج المصريين أنفسهم.



وما جعلنى أواصل الكتابة ما أفقنا عليه الأسبوع الماضى من القبض على «سفاح التجمع» جرائم بشعة لقاتل سادى وشاذ معتاد الإجرام والقتل بدم بارد.. وما هزنى بالفعل أن هذا السفاح كان يعمل فى إحدى المدارس الدولية بالتجمع الخامس كمدرس لغات أجنبية وهو حقا لأمر خطير إلا أولادنا وأحفادنا، خاصة أن جرائم المدرسين فى الفترة الأخيرة تكررت أكثر من مرة حتى جرائم التحرش بالطلبة والطالبات وآخرها قضية المدرس الذى قام بخطف طالب ثانوى عنده وإخفائه وطلب فدية من أهله، ثم قام عندما لم يستجيبوا لطلباته بذبحه! وكان العامل المشترك بين هؤلاء المدرسين المجرمين الشذوذ وتعاطى المخدرات!

وتذكرت واقعة قمت بنشرها لمدرس رياضيات فى مدرسة ثانوية دولية فى محافظة الإسكندرية كان يقوم باستدراج الطلبة إلى منزله ويعرض عليهم أفلاما إباحية جنسية لرجال يمارسون الشذوذ ثم يتحرش بهم وكان يهددهم إذا تكلم أحد فسوف يرسب فى مادته حتى تجرأ طالب وأبلغ والده فقدم شكوى إلى إدارة المدرسة فتكلم باقى الطلاب وشهدوا على المدرس وأكدوا كلام الطالب.

وقالوا إن المدرس كان يقوم بالتلفظ أثناء الشرح فى الفصل بألفاظ جنسية خادشة للحياء وطالب أولياء الأمور بفصل المدرس وتحويله للتحقيق، ولكن إدارة المدرسة رفضت فقاموا بعمل محاضر ضد المدرس وهددت إدارة المدرسة أولياء الأمور إذا لم يسحبوا المحاضر سوف تقوم بفصل أبنائهم خوفًا على سمعة المدرسة ولم تهتم بمصلحة الطلبة ولم يكن من أولياء الأمور إلا تصعيد الموقف للصحافة، وجاء إلى المجلة بعض أولياء الأمور ونشرت الواقعة وفوجئت بعدها بسيدة فى أواخر الأربعينيات تطلب مقابلتى وعرفت أنها زوجة المدرس المتهم وطلبت منى نشر تكذيب للواقعة عشان الفضيحة ومن أجل أولادها، حيث كان عنده ولد وبنت فى جامعات القمة وهددتنى إذا لم أنشر تكذيبًا سوف تنتقم منى وقام الأمن بإخراجها ومنعها من الدخول، وبعد النشر استجابت المدرسة لطلبات أولياء الأمور وقامت بفصل المدرس وتحويله للتحقيق.. وبعد تكرار هذه الحوادث لا يكفى فى رأيى أن يكون المدرس «أبيض الفيش والتشبيه»، ولكن يجب أن ألا يعين مدرسا إلا بعد تقرير من طبيب نفسى أنه سوىّ وليس شاذا وتقرير بأنه لا يتعاطى المخدرات.. هؤلاء منحرفون أخلاقيا ويعرفون كيف يخفون جرائمهم بالعمل كمدرسين والتحكم فى مصير أولادنا بنجاحهم أو سقوطهم.

كما يجب شن حملات على المدارس للكشف عن المدرسين المدمنين كما تفعل مع سائقى التاكسى وموظفى الحكومة، موظف الحكومة لا يضر إلا نفسه وأسرته، أما المدرس المدمن فيضر أجيالا، الذى يتعاطى المخدرات ويضر أولادنا وأحفادنا ويخرج أجيالا مشوهة نفسيا وشاذة ومدمنة ومن يثبت منهم بتعاطى المخدرات يتم فصله والتنبيه على كل المدارس ومديريات التعليم بعدم تعيينه فى أى مدرسة، بل فضحه حتى لا يقوم بإعطاء دروس خاصة للتلاميذ ويمارس إجرامه وشذوذه وحتى نطمئن على أولادنا وأحفادنا ونحن نرسلهم إلى المدارس ونظن أنها مدارس أمينة عليهم، حيث إن بعض المدارس لا يهمها إلا سمعتها وكسب الأموال.

الفهم طريق الحرية.