محمد جمال الدين
ومازال مسلسل الكذب مستمرًا !
منذ عام 1948 ودولة الكيان الصهيونى تتنفس الكذب والخداع والتضليل، كذب وخداع سرعان ما تتبين حقيقته وعدم صموده أمام الحقائق الكاشفة لجرائم هذه الدولة، آخر جرائم الكذب الصهيونى كشفه تقرير منظمة الأونروا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، الذى يتضمن تعرض بعض موظفيها الذين أطلق سراحهم من سجون إسرائيل مؤخرا فى غزة، للضرب الجسدى المبرح والإيهام بالغرق والتهديدات بإيذاء أفراد أسرهم، بخلاف تعرضهم لضغوط ليعترفوا كذبا أن الوكالة لها صلات بحركة حماس وأن موظفيها شاركوا فى هجمات 7 أكتوبر. التضليل والخداع الممنهج الإسرائيلى جعل بعض الدول وعلى رأسها بالطبع أمريكا راعية دولة الكيان، تمنع مساعدتها المالية عن المنظمة، رغم علم الإدارة الحالية وطبقا لتقرير استخباراتى أمريكى أنه لا توجد أى أدلة على وجود علاقات تنسيق من أى نوع بين الأونروا وبين حماس أو فصائل مقاومة فلسطينية أخرى فى غزة، ولكن لأن دولة الكيان تكره الأونروا وتسعى بشتى السبل لتفكيكها والقضاء عليها تمامًا تجعلها تمعن فى الكذب، إذ يرى القائمون عليها، أن الأونروا جهة دولية تحافظ على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، وهو ما يمثل تهديدًا لاستمرار اليهود كأغلبية داخل إسرائيل، ولهذا يرغبون فى تفكيكها نهائيا للتخلص من مسألة اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة. وهو الهدف المعلن الواضح، ولذلك تم توجيه اتهامات للوكالة بالمشاركة فى عملية طوفان الأقصى العسكرية، التى قام بها مقاومون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، ردًا على الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وتهويد القدس وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والتوسع فى الاستيطان فى ظل أكثر حكومات إسرائيل تطرفًا برئاسة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو.
كذب دولة الكيان لم يقتصر على الأونروا بل وصل إلى توجيه اتهامات عبر وزير خارجيتها، عن مسئولية مصر عن غلق معبر رفح، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. الذى تحدث مع نظيريه فى بريطانيا وألمانيا ديفيد كاميرون وأنالانا باربوك بشأن ضرورة إقناع مصر بإعادة فتح معبر رفح، من أجل السماح باستمرار نقل المساعدات الإنسانية، وللمبالغة فى غيه وكذبه أضاف: (أن العالم يفرض على إسرائيل مسئولية القضية الإنسانية، لكن مفتاح منع حدوث أزمة فى غزة أصبح الآن فى أيدى أصدقائنا المصريين). من جانبها أكدت مصر أنه لا صحة تماما لما صرح به وزير خارجية إسرائيل عن مسئولية مصر عن غلق معبر رفح، وأن غلق المعبر جاء بسبب التصعيد غير المبرر الذى تقوم به إسرائيل بمدينة رفح الفلسطينية. ويكفى هنا أن نذكر أن البعض من اليهود المتعصبين يقومون عن قصد وعمد بإشعال النار فى الشاحنات التى تحمل المساعدات الإنسانية، وتدمير محتوياتها سواء كانت غذائية أو صحية، لضمان منع وصولها إلى الشعب الفلسطينى الشقيق فى غزة (نيابة عن حكومتهم المجرمة)، وهذا ما تم مؤخرا فى عدد من الشاحنات عند حاجز ترقوميا، رغم أن هناك التزاما طبقا للقانون الدولى الإنسانى، بضمان وصول مثل تلك المساعدات للمحاصرين فى غزة، للبقاء على قيد الحياة، وهو الحق الذى تنكره عصابة الكيان، التى سبق وأن وصف أحد مسئوليها الشعب الفلسطينى بأنهم ليسوا بشرا، وإنما هم شعب لا يستحق الحياة، وما هم سوى حيوانات، ملحوظة: الوصف السابق صاحبة نائب وزير الأديان الصهيونى إيلى بن دهان.
أما عن كذبة أسرانا فى مصر التى رددها ممثل دولة الكيان أمام محكمة العدل، فمن جانبى أنا اعتبرها مسرحية كوميدية هدفها الوحيد، إضحاك شعوب العالم على زيف وكذب هذه الدولة الشاردة، التى صدقت يوما أنها دولة لا تقهر، فهم يتحدثون عن أسرى وقادة حماس انتقلوا إلى مصر، عبر أنفاق تصل ما بين غزة وسيناء، حددها نفس هذا الكاذب والجاهل بـ700 نفق، يتم من خلالها أيضا إمداد المقاومة الفلسطينية بالسلاح والعتاد، كذبه لا تستحق عناء الرد فى ظل وجود أقمار صناعية أمريكية ترصد الشاردة والواردة وتحلل نتائجها يوميا ، ومن ثم تبلغ ربيبتها فى حالة حدوث أمر جلل. كذبة أو فضيحة دبلوماسية (سمها كما تشاء) تكشف مدى الأزمة التى يعانى منها قادة الكيان عقب انكشاف أمرهم وفضائحهم أمام الجميع.
مسلسل الكذب الإسرائيلى المعتاد لم يتوقف، بل استمر أيضا أمام محكمة العدل الدولية، حين قال ممثل دولة الكيان إنهم يدافعون عن أنفسهم، وهو ادعاء كاذب ومفضوح ولا يمت للحقيقة بصلة، بعد قتل 35 ألف فلسطينى أغلبهم من النساء والأطفال، وجرح أكثر من 80 ألف آخرين، فضلا عن جرائم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع والقتل، جميعها تعد خير شاهد على كذب ما يدعيه هذا الأفاق، خاصة وأن كل ما يتم ارتكابه من جرائم تصور وتنقل عبر وسائل الإعلام للعالم، لتثبت أن دولة هذا الكيان لا تلتزم بقانون دولى أو غيره.