الإثنين 15 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بمشاركة 200 جامعة إسلامية رابطة الجامعات الإسلامية تعلن تفعيل مبادرة بناء الجسور بين الشرق والغرب

بناء الجسور بين الشرق والغرب مبادرة أطلقها د. محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية ونجحت رابطة العالم الإسلامى من عرضها على منظمة الأمم المتحدة وإقرارها فى إطار إطلاق الأمم المتحدة ما يعرف باسم «التحالف الحضارى».



من جانبها، عقدت رابطة الجامعات الإسلامية بالمشاركة مع جامعتى الإسكندرية والعلمين الدولية مؤتمرا بمكتبة الإسكندرية حول (دور الجامعات فى إثراء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب) بمكتبة الإسكندرية، فى إطار تفعيل المبادرة بصورة عملية من خلال أكثر من 200 جامعة حول العالم أعضاء برابطة الجامعات.

 

وحول تلك المبادرة، قال الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى: إنه عندما نتحدث عن بناء الجسور فإننا نتجاوز قضية الحوارات بين الشرق والغرب، فكثيرا ما سمعنا عن تلك الحوارات لكنها لم تخطُ خطوة للأمام وكان نتيجتها بيانات وسجالات مؤسفة بين الشرق والغرب لا سيما ظهور مصطلح صدام الحضارات وكأن الله خلقنا حسب تلك النظرية الخاطئة مختلفين لنتصارع وليس لنتعارف. وأوضح أن الأمم المتحدة جاءت مؤخرا وأنشأت ما يعرف بتحالف الحضارات، ولكن الخطوة العملية هى بناء الجسور، فهناك مشتركات إنسانية يتعايش بها الجميع وهذه المشتركات لها أصول ونصوص فى ديننا، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فالإسلام جاء سباقا لاحترام القيم الإنسانية.

وأوضح قائلا: يوجد مشتركات كثيرة بين الحضارات ولا بد أن تتواصل وتتبادل الآراء بشأنها ومن هنا جاءت مبادرة «بناء الجسور بين الشرق والغرب» وتحديد جسور السلام، ورحبت الأمم المتحدة وأمينها بهذه المبادرة وتم فتح قاعة بالأمم المتحدة لإطلاق تلك المبادرة التى جاءت من الشرق لتمد يدها للغرب لتبنى جسور التفاهم والسلام لأن هناك ـ مع الآخرين ـ جسورا يجب أن نفعلها لأنه من دونها يكون الصدام والصراع.

وشدد على أنه ليس بصحيح أن نظرية الصدام يتبناها الغرب، فهناك غربيون يرفضون الصدام ويطالبون بالتفاهم والتقارب، وكذلك لدينا فى الشرق من يريد الصدام مشيرا إلى أن رابطة الجامعات الإسلامية تسعد بهذه المبادرة فإنها تستنهض الجامعات لتفعيلها بطريقة مدروسة وواعية لتخطو خطوة للأمام على أرض الواقع لا يشوبه العواطف.

وأوضح: إننا عندما نتحدث عن دور الجامعات فى مد جسور التفاهم بين الشرق والغرب فنحن نتحدث عن الرسوخ، لافتًا إلى أن الوعى ضرورة فى هذا الأمر، وبالأخص الوعى المتقدم الذى يتشكل من الأسرة ابتداء ثم يأتى التعليم والمنصات المجتمعية؟ واستطرد قائلا: إننا نرى حماسة دينية سلبية وللأسف نشهدها، ونشهد سلبياتها فاكسبت الخصوم والمعاندين رهانهم.. بينما هدى الإسلام هو السلام والتعارف، مؤكدا أنه لا بد لعالمنا أن يستوعب هذا الأمر وإلا دخل فى مهاترات ومصادمات لا تنتهى.

الأزهر والانفتاح على الغرب 

من جهته، أكد د. أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية أن الأزهر قدم نموذجا عمليا للتواصل والتقارب بين الشرق والغرب، وهو الإمام الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر السابق، حيث شهد دخول الحملة الفرنسية لمصر ورأى ما سببته من أهوال فى القاهرة ورأى صدام الحضارات فى أعنف صوره، ورغم ذلك قدم رؤية بديلة نسميها تعارف الحضارات، فرغم ما أحدثته الحملة الفرنسية كان يتردد على معامل الفرنسيين، واستطاع أن يحدد الفارق بيننا وبين الغرب.

أضاف: إن الإمام حسن العطار وبعد خروج الحملة الفرنسية خرج فى سياحة للعالم فذهب لفلسطين والأردن والشام وألبانيا، وتركيا، وأمضى فى سياحته عشر سنوات وسعت لديه الأفق وعقب عودته عين شيخا للأزهر وبدأ يؤصل لأسس العلاقات بين الشرق والغرب، ووجه بسفر تلميذه رفاعة الطهطاوى لفرنسا للتعلم ومعرفة علومه، وانفتح باب من الجسور لانفتاح الحضارات وقدم كتابه الشهير عن فرنسا (تخليص الإبريز فى تلخيص باريز) وفيه ﻳﺻف اﻟﻣؤﻟف ﺑﺎرﻳس: اﻟﺳﻛﺎن، واﻟﺣﻳﺎة، واﻟﺣﺿﺎرة، واﻟﻌﺎدات، واﻟﺗﻘﺎﻟﻳد. وﻳﺻف ﻛذﻟك اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺟدﻳدة اﻟﺗﻲ ﺷﺎﻫدﻫﺎ ﻫﻧﺎك.

ولفت د. الأزهرى إلى أن الأزهر فتح بابا من المعارف على يد العلماء لبناء الجسور مع الغرب. 

دور الجامعات

 فيما أكد د. سامى الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية على أهمية دور الجامعات فى إثراء جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب، انطلاقا من المبادرة الكريمة التى أطلقها د. محمد عبدالكريم العيسى نحو مد جسور التفاهم والسلام بين الشرق والغرب.

 ولفت إلى أن العلاقات المصرية السعودية نموذج للإخاء الذى يجب أن يحتذى به موجها الشكر لدعم د. محمد عبدالكريم العيسى لرابطة الجامعات الإسلامية لأداء دورها. 

بينما أوضح د. أحمد زايد رئيس مكتبة الإسكندرية أن مد جسور التفاهم بين الشرق والغرب أمر بالغ الأهمية لا سيما وسط التغييرات التى تحدث عالميا، خاصة تلك التى تتنافى مع كثير من مبادئ الإنسانية، فالعالم يتدهور، ويكفى أن نذكر أن هناك 76 مليون نازح من جراء الحروب، وتزايد حجم الجريمة.

وقال: إن الجامعات لها دور كبير فى تحسين ظروف العالم من خلال الحوار والتفاهم، حيث إنها منبع تعليم المبادئ والتقاء الأفكار، والجامعة هى التى تحدث للعالم قدرا من الرشد والإنسانية بشكل تعيد للعالم وعيه، كما أن الجامعات قادرة فى قراءة تاريخ العالم وتنظيم العلاقات، وتقدم العلوم الاجتماعية والإنسانية.

أضاف: إن الجامعة لديها القدرة على تطوير مناهج التعليم بحيث يتم إعداد الأجيال لإيجاد جيل من الشياب يستطيع أن يتعايش مع العالم وتعريفه بالمشكلات الأخلاقية والإنسانية.

واستطرد قائلًا: علينا أن نطور مفهوما جديدا للإنسانية ونقدمه للعالم، ونحن فى مكتبة الإسكندرية نفتتح على الإنسانية جمعاء، لافتا إلى أن مكتبة الإسكندرية ستعقد منتدى عالمى سيقام كل عام يقدم رسالة للعالم ووجهة النظر المصرية فى الإنسانية الجديدة لتكون ملاذ للعالم.

بدوره أكد د. عصام أحمد الكردى رئيس جامعة العلمين الدولية أن دور الجامعات فى العلاقات بين الشرق والغرب أمر مهم، حيث تأثرت تلك العلاقات بالصراعات الدينية والسياسية على مر العصور، وتعد الجامعات مراكز فكرية لبناء الفكر والتشجيع على التفاهم والحوار البناء، وتبنى أفكار تساعد على حوار بين الطلاب  فى الشرق والغرب.

وأوضح أن تعزيز التفاهم يساعد على فتح مجالات متعددة للتعاون، وأن الإرادة الحقيقية لتحقيق التفاهم والحوار بين الشرق والغرب تساعد الجانبين على التعايش ومواجهة مشكلات العصر لافتا إلى اهمية مبادرة رابطة الجامعات الإسلامية برئاسة د. عبد الكريم العيسى حول بناء جسور التفاهم بين الشرق والغرب.

 د. عبدالعزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، أكد كذلك أن الجامعات لها دور مهم فى تعزيز التفاهم بين الشرق والغرب، وأن الاستماع الجيد والنقاش المفتوح وتشجيع البحث العلمى الذى يتصدى لقضية التفاهم المتبادل يعزز التقارب بين الشرق والغرب.

وأضاف: إن الجامعات تعمل على تدريس اللغات ومعرفة ثقافات الغير بما يعزز التقارب ويحول دون ما يعرف بصراع او صدام بين الحضارات، لافتا إلى أن جامعة الإسكندرية كان لها دور كبير فى تحقيق التفاهم فأنشأت مركز الدراسات العليا والبحوث وهو يختص بالبرامج البينية، ومركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومنهم طلاب من أوروبا وأمريكا اللاتينية، كما لا تنسى دورها الأفريقى وأنشئ فرع جامعة الإسكندرية فى جنوب السودان وفرع فى وسط إفريقيا، وسننشئ فرعا لخدمة شرق إفريقيا.

ولفت إلى أن دور الجامعات مهم فى إبعاد شبح الحروب ونحن نرى ما يحدث على حدودنا المصرية الشرقية الذى يتخطى كل الحدود الإنسانية.