الفهامة .. إصلاح المجتمع

لا شك أن إصلاح الأسرة دينيا واجتماعيا إصلاح للمجتمع والوطن، ولا شك أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للارتقاء بجودة حياة المواطن والأسرة من منظور دينى واجتماعى يعكس اهتمام الرئيس بالمواطن والأسرة والمجتمع، فالارتقاء بصفات المواطن والأسرة ارتقاء للمجتمع والوطن أيضًا.. وهى مبادرة يجب تثمينها، حيث إنها جاءت فى توقيت مهم انتشرت فيه الجرائم الجنائية والأخلاقية فى المجتمع وساد انحطاط الأخلاق وغابت فيه القيم والمبادئ والبعد عن الدين والشرائع السماوية وارتفعت أعداد الطلاق إلى نسب غير مسبوقة واستباحت حرمة الأسر والأفراد وخصوصيتها وسادت قيم شاذة وغريبة عن المجتمع والتشكيك فى الثوابت الدينية والشرائع السماوية وتدنى الأخلاقيات بسبب وسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا والتيك توك وغيرها. 

وانتهكت حرمة الأفراد والأسرة، وكان لا بد من العودة إلى الشرائع السماوية والدين، فالتمسك بتعاليم الدين والثوابت الدينية والقيم الدينية الإسلامية والمسيحية يعتبر الأساس لبناء الفرد السليم والصالح للمجتمع وأيضا بناء الأسرة الصالحة والمتماسكة بأفرادها، وبالتالى بناء مجتمع صالح وسليم نفسيًا ودينيًا واجتماعيًا وبناء وطن قوى. فالأسرة نواة أى مجتمع واللبنة الأولى التى تبنى الأفراد، وإذا كانت الأسرة صالحة أخرجت أفرادًا صالحين.. ولذلك فليس غريبًا أن تعمل الشرائع السماوية والأديان على إقامة النظام الأسرى والزواج على أسس دينية وقيم أخلاقية وذلك من أجل عمارة الأرض والمجتمع والأوطان.. فإذا سادت القيم الدينية والأخلاق والتمسك بتعاليم الشرائع السماوية قلت نسب الجريمة أو اختفت تقريبًا فى المجتمع وقلت أيضا نسب الطلاق وتفسخ الأسر وضياع الأبناء.

ولا شك أن المنظور الاجتماعى يكمل المنظور الدينى فى بناء الأفراد والأسر ومن أساسيات بناء الأسر الصالحة والأوطان السليمة ومن هذه القيم الاجتماعية وأيضا الدينية التى خلقنا الله عليها حب الغير والتسامح وحسن اختيار الزوجة وأيضا حسن اختيار الزوج، وأن يكون من أسر صالحة متمسكة بدينها وأن يكون البيت مكانا لذكر القرآن وحث الأولاد على تعليم دينهم والقيم السليمة وأحكام الصلاة والصيام والزكاة حتى لا يدخلها الشيطان وأن يختار رب البيت الأصحاب والأصدقاء من أناس متمسكين بدينهم حتى يكونوا قدوة أمام الأبناء وإذا رأى الزوج فى زوجته صفة سيئة يحاول إصلاحها باللين والعكس, وأن يكون الطلاق آخر الحلول التى يلجأ إليها الزوج وفى حدود ضيقة جدًا رغم أن الله حلل الطلاق فقد جعله سبحانه أبغض الحلال إليه.. فالبيت جعله الله سكنًا للزوج والزوجة والأولاد يقضون فيه أكثر أوقاتهم.. ولهذا على الأب الحفاظ عليه من كل سوء وأيضا الأم. 

الفهم طريق الحرية.