عبدالقوى شديد

عبدالقوى شديد، سعيد أبو الذهب، دكتور نبيه والمحامى عبدالحكيم ووفاء هم أسماء الشخصيات الليّ مثلت فى فيلم جرى الوحوش الليّ كسر الدنيا فى الثمانينيات وكان من إخراج على عبدالخالق وتأليف محمد أبوزيد.

قصة الفيلم باختصار تتلخص فى دكتور نبيه الليّ عمل أبحاث فى لندن على النسانيس تفيد أنه عند استقطاع جزء من الغدة النخامية من نسناس بيخلف وأضافتها لآخر عقيم بيقدر يخلف هو كمان. 

دكتور نبيه كان عايز يطبق الأبحاث دى على البشر ومكنش معاه تمويل فراح لصديقه سعيد أبو الذهب الليّ زى اسمه بيشتغل فى الدهب ومتجوز من وفاء ومبيخلفش.

حلم الأبوة لا يفارق سعيد وبيوافق إنه يتجرب عليه ما وصل له نبيه وبيبقى المشكلة فى وجود متبرع، وهنا بيلاقوا عبدالقوى شديد المنجد الليّ عنده عيال كتير وكل شوية مراته نواشى تحمل وبينزل يبيع أسورتها الدهب علشان يعملها عملية إجهاض لأنه مش قادر على المصاريف.

عبدالقوى مش لاقى يعيش ويصرف على ولاده وبيعانى من مشكلة هى أنه بيخلف كتير وسعيد غنى جدًا بس عقيم وحلمه يبقى أب، مع التضاد ده بنشوف أن كل واحد فيهم وجد ضالته فى التانى ومع وجود دكتور نبيه معاهم فى التجربة هم الاتنين حسوا أن مشاكلهم هتتحل وأحلامهم هتتحقق وإنه بعلمه المتقدم هيقدم لكلا الطرفين الحل المنشود، الأبوة لسعيد والسعادة لعبدالقوى.

طرف واحد فى الفيلم كان معارض الفكرة ورافضها بشكل جذرى وهو المحامى عبدالحكيم علشان من وجهة نظره ده تدخل فى إرادة الله وقال كده فى أحد أهم المشاهد على الإطلاق، هو شايف إن الله سبحانه وتعالى وزع الأرزاق على البشر بطريقة محدش عارفها غيره ولكن فى نفس الوقت كل واحد بياخد رزقه كاملًا - الـ 24 قيراط كل واحد واخدهم كاملين يا مال أو ولاد أو شغل أو صحة أو زوجة صالحة.. وكل واحد رزقه مكتوب.

بتسير أحداث الفيلم وفى الآخر لا ينجب سعيد أبو الذهب ولا تعود صحة عبدالقوى له وهنا يتركنا محمد أبوزيد مع اختياراته لرمزية أسماء أبطاله بين سعيد أبو الذهب الليّ معاه الفلوس ومش عنده الذرية وعبدالقوى شديد الليّ عنده الصحة ومعندوش المال ودكتور نبيه الليّ عنده العلم بس منجحش وعبدالحكيم الليّ عنده الحكمة بس محدش سمع كلامه، ووفاء مرات سعيد المخلصة له.

بين هؤلاء الشخصيات فضل المؤلف والمخرج يعيشنا معاهم فى قراراتهم واختياراتهم وطبعًا كان النسناس هو البطل الخفى الليّ بيدى الأمل لعبدالقوى وهو بيطمن أنه لازال بصحة جيدة...جرى الوحوش ليس مجرد فيلم محبوك القصة ولكنه واقع نعيشه ونراه، الناس عايزة كل حاجة والحقيقة أن محدش بياخد كل حاجة.. ومهما جرينا جرى الوحوش.. غير رزقنا لن نحوش.