بعد نجاحه الفنى والجماهيرى فى أول أيام عرضه: السـرب.. ملحمة نحتاج منها المزيد
آية رفعت
على مدار أسبوع واحد استطاع فيلم (السرب) أن يثبت نفسه بالصدارة فى شباك التذاكر ليعيد للسينما تألق ونجاح الأفلام الحربية المبنية على قصص أبطال الجيش المصرى.. حيث حقق فى الخمسة أيام الأولى لعرضه ما يقرب من 15 مليون جنيه ليتصدر شباك التذاكر فى أول أيام عرضه ويزيح بدوره الأفلام الأخرى التى تم عرضها بموسم عيد الفطر المبارك، ليكون (السرب) من أهم بدايات المواسم السينمائية الصيفية على مدار السنوات القليلة الماضية.
قصة واقعية
ربما تكون القصة الأساسية لفيلم (السرب) هى السبب فى النجاح الذى حققه الفيلم فى أيام عرضه الأولى، حيث يتناول العمل قصة واقعية حدثت عام 2015 عندما احتفظت مصر لنفسها بحق الرد على ما حدث لأبنائها.. حيث يتناول هذا العمل، ما تعرض له العمال المصريون فى مدينة درنة الليبية عام 2015، عندما تم اختطافهم من قبل تنظيم داعش الإرهابى، الذى كان يتواجد هناك، كما قاموا بتصويرهم أثناء ذبحهم فى مشهد صعب أغضب جميع المصريين وقتها.. ويرصد العمل دور الجيش المصرى فى الأخذ بالثأر لأبناء وطنه، فى عملية قامت بها القوات الجوية.
وتعد هذه العملية من عمليات القوات المسلحة القيمة التى تستحق تناولها فى عمل فنى ضخم مثل (السرب).
وعلى الرغم من صعوبة العمل إلا أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية استطاعت تنفيذه على أكمل وجه بمعدات وأدوات حقيقية.. كما خضع نجوم العمل كاملين لتدريبات مختلفة فى الطيران للتعرف على كل التفاصيل وليظهر العمل بالشكل المحترف الذى عرض به.
ورغم أن العمل قد انتهى المخرج «أحمد نادر جلال» منه بشكل كامل منذ 3 سنوات تقريبا إلا أنه تم تأجيل عرضه أكثر من مرة لتقرر الشركة المنتجة أن يكون (السرب) أول عمل يتم طرحه فى موسم الصيف الحالى، وكان قرارا صائبا حيث إنه نوعية مختلفة ولا تمت بصلة لأفلام العيد أو الموسم الصيفى.
السينما تحفظ التاريخ
ليس السرب هو أول الأفلام الحربية التى تحقق نجاحًا ملموسًا بدور العرض السينمائية فقد سبقه فيلم (الممر) الذى عرض عام 2019.. وحقق نجاحا كبيرا فى تصدر شباك التذاكر.
ويعتبر نجاح الفيلم جماهيريا هو نجاح لمصر كلها وليس نجاحًا لمنتج بعينه حسبما قالت الناقدة «ماجدة موريس».. إذ قالت إن فيلم (السرب) يعتبر من أهم الأفلام التى تم طرحها فى السنين الأخيرة حيث إن تلك النوعية من الأعمال تحمل جانبًا كبيرًا من الجدية والتفاصيل المتقنة والتى تقدم بشكل احترافى بحت للجمهور.
وأضافت قائلة: «السينما تعتبر تأريخ مهم لما حدث والبطولات الحربية يجب أن يتم تناولها فى أعمال درامية وسينمائية حتى تصل لأكبر قدر من الجمهور ولكى تظل تطرح تلك القضايا عبر الأجيال المختلفة. والحدث الذى يتناوله فيلم (السرب) هو حدث بطولى يستحق التوثيق لأنه حدث يتناول رد فعل الدولة على من يحاول مس كرامة الإنسان المصرى أيا كانت ديانته.»
وأضافت «موريس» أن العمل يؤكد على أن كرامة مصر والمصريين فوق كل شيء وهذه الواقعة وإن تخللها بعض القصص الدرامية خلال أحداث الفيلم إلا أنها واقعة مهمة وكان يجب إلقاء الضوء عليها. ونجاحها بدور العرض ليس وليد الصدفة ،وخاصة أن تلك الأعمال تقدم بشكل احترافى ورائع.
وأضافت «موريس» أن الدولة على دراية بأهمية الأعمال التى تتناول بطولاتها الحربية وهذا ظهر فى النجاح الذى حققه فيلم (الممر) فى عرضيه السينمائى والتليفزيونى.
موعد مناسب للطرح
موعد طرح فيلم (السرب) يعتبر مميزا وتم اختياره بذكاء كبير.. هكذا بدأ الناقد «رامى المتولى» كلامه، حيث قال إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قامت باختيار موعد مناسب لطرح الفيلم بعيدا عن زحمة أفلام الصيف.. بالإضافة إلى أنه مناسب للقضية التى يطرحها الفيلم والتى تتعلق بالثأر للضحايا المصريين من المسيحيين الذين قتلوا على يد داعش الإرهابية. حيث إن الفيلم تم طرحه تزامنا مع أعياد المسيحيين وكأنه تحية تحيى الذكرى الخاصة بكرامة المواطن المصرى.
وأضاف «المتولى» ..أن الأفلام الحربية تحقق نجاحًا كبيرًا بدور العرض السينمائية وكان فيلم (الممر) من أكثر النماذج الشاهدة على نجاح هذه التيمة السينمائية والهدف الأساسى من تقديم تلك النوعية هو وصولها للناس سواء عن طريق العرض السينمائى أو التليفزيونى.. وفى الوقت الحالى يعد فيلم (السرب) عملاً يناقش قضية كلنا عايشناها ،ومن الطبيعى أن يجد إقبالا جماهيريا كبيرا نظرا لأنه من الأعمال التى تغذى الروح الوطنية لدى الشعب وتحقق نوعًا من الالتفاف حول القوات المسلحة.
وأضاف «المتولى» أيضا: «هذه الأفلام أصبحت تتم صناعتها ببراعة واحترافية فلو كان الجمهور حول العالم ينبهر بالأفلام العالمية.. فالأفلام المصرية الآن أصبحت تتمتع بالاحترافية والاهتمام بالمعدات والآلات وكل التفاصيل التى يخرج منها العمل بشكل عالمى ومبدع.. كما أن الاهتمام بالتفاصيل الخاصة بالعملية والتدريبات التى خاضها الممثلين جعلت العمل أكثر احترافية وقدم العملية بشكل دقيق وحقيقى.»
نفس المستوى العالمى
قالت الناقدة «ناهد صلاح» إننا بحاجة إلى تقديم المزيد من الأعمال الوطنية التى تستعرض بطولاتنا الحربية ،وخاصة أننا نملك الكثير من البطولات والحكايات التى يمكن تأريخها بالسينما والدراما.
وأضافت قائلة إنه فى الفترة الماضية لم تكن السينما المصرية تقدم أعمالاً حربية بالشكل الاحترافى حتى الأعمال التى تناولت حرب أكتوبر المجيدة فلم تكن بالتقدم والاحترافية التى نشاهدها الآن فى فيلمى (الممر) و(السرب).
مؤكدة أن السبب فى هذا هو الإنتاج السخى والذى اعتمد على تقديم العمل بشكل احترافى من حيث تصميم المعارك القتالية. فهذا الفيلم يعتبر نفس المستوى التقنى الذى نرى به الأفلام العالمية.