الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المجلس القومى للمرأة يوثق التراث الثقافى .. تسجيل «التلّى السوهاجى» أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية فى مصر

فى  أجواء احتفالية مبهجة نظم المجلس القومى للمرأة والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، فعالية خاصة بمناسبة تسجيل أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية فى مصر (التلّى السوهاجى).



 

يأتى ذلك الاحتفال فى إطار ختام المشروع الرائد «الملكية الفكرية وريادة الأعمال للسيدات فى مصر - قطاع حرفة التلّى فى سوهاج –مصر» والذى ينفذه المجلس بالشراكة مع المنظمة، والذى يستهدف السيدات العاملات فى حرفة التلى بجزيرة شندويل بمحافظة سوهاج.

وتشتهر قرى محافظة سوهاج وبالتحديد جزيرة شندويل بحرفة «التلى» منذ أكثر من 1400 سنة، بالإضافة إلى نسيج أخميم وغيرها من المنتجات التراثية 

وتعد حرفة «التُلّى» من الحرف اليدوية التراثية التى تستخدم لتزيين العبايات والإيشاربات والمفروشات وغيرها، ويعمل بها السيدات والفتيات فى جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج، وتخرج مشغولاتها بشكل جميل وعلى قدر عالٍ من الدقة والحرفية وتحظى بإقبال محبى المشغولات اليدوية من السياح، وجاء وضع الحرفة ضمن الحرف التراثية التى تحظى باهتمام برنامج تنمية الصعيد.

«والتلّى» هو فن التطريز على قطع القماش المكون من القطن باستخدام خيوط مطلية باللون الذهبى أو الفضى، وكانوا قديمًا يستخدمون الذهب الخالص والفضة الخالصة، ولكن مع غلاء الأسعار استبدلوها بالخيوط المطلية، ويتم استخدام التلّى فى أشكال عديدة ورسومات متنوعة على الإيشاربات والعبايات، مثل الجمل والفارس والنخلة والشمعة والعروسة والحجاب والجامع والكنيسة والزراعة والطبلة والإبريق وحرص المجلس القومى للمرأة على الحفاظ على تلك الحرفة من الاندثار عن طريق تنظيم دورات تدريبية مجانية لأهالى سوهاج لترى الحرفة النور من جديد

أول عرض أزياء لحرفة التلى

لم يكتف المجلس القومى للمرأة بإطلاق التلى السوهاجى كأول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية فى مصر، بل وقام بتنظيم عرض أزياء متميز لحرفة التلى بالتعاون بين المجلس القومى للمرأة والجامعة البريطانية بالقاهرة - كلية الفن والتصميم الشريك التعليمى للعرض، ومخرجة العرض د.إيمان عفيفى «خبيرة الإتيكيت وعروض الأزياء». 

وتم التركيز على الاستفادة من الملكية الفكرية لتعزيز قيمة المنتج وقدرته التنافسية ونفاذه إلى الأسواق، ولتمكين رائدات الأعمال فى محافظة سوهاج من الانتفاع بالملكية الفكرية، وتيسير مشاركتهن فى الأسواق الوطنية والدولية، ويصاحب الاحتفالية عرض أزياء متميز لأزياء «التلّى»

 ورش تدريبية للفتيات 

وفى السياق ذاته،عقد المجلس القومى للمرأة بسوهاج عدة ورش تدريبية لفتيات قرية جزيرة شندويل من المشتغلين فى حرفة التلى وذلك فى إطار توجيهات د.مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة بتوثيق التراث الثقافى حيث تم اختيار محافظة سوهاج لتوثيق حرفة صناعة التلى.

وقالت د.سحر وهبى مقررة المجلس القومى للمرأة بسوهاج أنه تم عقد عدة ورش لتدريب الفتيات والسيدات على حقوق الملكية الفكرية وكيفية عمل العلاقات التجارية، واستمر هذا المشروع عدة شهور لتوثيق تكوين رابطة لكل مشتغل فى صناعة التلى بحيث يتم تسجيلها كحرفة تراثية فى براءات الاختراعات بوزارة التموين ثم توثيقها من خلال منظمة اليونسكو للحماية الفكرية ووضع العلامة التجارية للمجتمع السوهاجى للمحافظة على هذا التراث من الاندثار والسطو عليه.

 التلّى المصرى

ويعد التلّى المصرى حرفة تطريز موثقة ومقدّرة لدى صناعة الأزياء العالمية، يستخدم فيها خيوط معدنية مسطحة، مطلية بالفضة والذهب، وتُطرز على شكل زخارف هندسية تتجذر فى التاريخ المصرى والفن الشعبى، وتناسب التنويع والبراعة فى التصميم.

وفى محافظة سوهاج يأتى تكتل التلى بجزيرة شندويل، ويهدف التكتل إلى النهوض ورفع مستوى المعيشة وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القدرة التنافسية، حيث إنه قطاع كثيف العمالة وتمشيا مع الهدف المرجو من برنامج تنمية صعيد مصر والمستهدفة «1200سيدة» فى تكتل التلى ويعتمد التكتل على السيدات، ما يسهم فى دعم المرأة المعيلة، حيث تم العمل الفعلى على تنفيذ خطة تكتل التلى لجزيرة شندويل والمعتمدة بإجمالى مبلغ 19.490 مليون.

 منصة أيادى مصرية

شارك التلى فى معرض تراثنا على مدار ثلاث أعوام بمنتجات الرائدات، وتم عمل ورش عمل من ضمن فعاليات البيع عن طريق المنصات الإلكترونية لعرض منتجات محافظة سوهاج على منصة أيادى مصرية لرائدات التلى وتدريبه على كيفية التعامل مع المنصة وكيفية عرض المنتجات وتصويرها على منصة أيادى مصر.

وتحكى لنا فاطمة سيد، من محافظة سوهاج «قرية جزيرة شندويل»: إن حرفة صناعة «التلى» وهو التطريز اليدوى على القماش المصنوع من «التل»، هى حرفة تاريخية وكانت قد اندثرت ويرجع عمرها ما يقرب من 1400 عام تقريبا، ولكنها فى وقت ما تعرضت للاندثار، وأعيد إحياؤها فى السبعينيات على يد سيدة بريطانية جاءت خصيصا لمصر تبحث عن مثيل لقطعة قماش تراثية معروضة فى المتحف البريطانى من صناعة «التلى».

وأضافت أنه بعد رحلة بحث فى جميع محافظات مصر لم تعثر السيدة البريطانية على من يعلمها فنون تلك الحرفة اليدوية إلا «أم علية» السيدة المسنة التى تعيش بقرية جزيرة الشندويل بسوهاج، ومن هنا بدأت رحلة إعادة إحياء تلك الحرفة التراثية بمساهمة من منظمة «اليونسيف» وتعليم الفتيات الصغيرات طريقة التطريز ليعود «التلى» إلى الازدهار مرة أخرى، حيث يوجد بالقرية 500 أسرة تعمل بتلك الحرفة التراثية وهى مصدر رزقهم الوحيد.

وأكدت إن «التلى» هو فن التطريز على قماش «التل» بالخيوط الفضية والذهبية، بنسبة 50 % فضة و50 % نحاس، فاللون الفضى مطلى بطبقة من الفضة، واللون الذهبى مطلى بطبقة من الذهب، والغرزة الواحدة لها 7 خطوات، وهناك أشكال متعددة لغرزة «التلى» وفقا للثقافة السائدة بالقرية، مثل غرزة «الحجاب» و«الفلاية» و«العروسة» و«الجمل» و«الأبريق» و«الكتكوت»، ولكن أشهرها الحجاب خاصة للعروسة.

والتقطت خيط الحديث يسرية إبراهيم إحدى السيدات التى تعمل بمهنة التلى الصعيدى قائلة: التلى عبارة عن خيوط مطلية بنسبة 80 % من الفضة مصنعة على قماش من التل وهو شغل من تراث أجدادنا وطورنا فى أشكال الزى، كفساتين سواريه وفساتين أفراح وللخطوبة، والجميع أصبح يستفيد منه ويحبه حتى ارتدته أكثر من ممثلة فى المسلسلات كالفنانات يسرا، وإسعاد يونس وهناك بعض الممثلين يطلبون شراءه». وأكدت سميحة رزق من محافظة سوهاج بقرية جزيرة شندويل أن معظم سيدات القرية يعملن فى صناعة التلى تلك الحرفة التراثية والذى تتميز خيوطه بالمعدن المطلى بالفضة.