محمد الجزار
فلسطين.. عيد فطر برائحة الموت وآلام المصابين والجوعى
مضت 6 أشهر على الحرب البربرية على غزة والعالم فى صمت غبى جبان وانتهى رمضان وانتهت أول أيام العيد ومضت أجمل أيام السنة من طاعة وعبادة وحفاظ على الصيام وجهاد مع النفس من أجل الفوز بالصيام وكل عام والجميع بخير وصحة وسعادة، العيد انتهى واحتفل به ربع سكان العالم من المسلمين فى كل مكان إلا أهل غزة الذين احتفلوا بالعيد على رائحة الموت وصوت آلام المصابين والجوعى وما زالت الأحزان والآلام فى فلسطين مستمرة باستشهاد أكثر من 33 ألف مواطن برىء منهم 14 ألفًا من الأطفال بجانب نسبة كبيرة من النساء وإصابة 80 ألف فلسطينى ذنبهم الوحيد أنهم مرابطون للدفاع عن وطنهم وعن المسجد الأقصى يرفضون التهجير، يرفضون كتابة نهاية قضية فلسطين قضية الأمة العربية والإسلامية ونحن جميعا فى صمت جبان والشعب الفلسطينى ما بين جائع أو مشرد أو مريض ينتظر الموت بالسلاح الإسرائيلى الذى جاء 99 ٪ منه من أمريكا وألمانيا بدعم أمريكى أعمى بالأسلحة المحرمة دوليًا وأكثر من 16 مليار دولار، وآخرها منح إسرائيل طائرات f 15 ويأتى إفك الإعلام الأمريكى والغربى الذى يروج لوجود خلاف أمريكى إسرائيلى مزعوم، والفلسطينيون يموتون جوعًا وعطشًا ومرضًا.
6 أشهر مرت على تلك الحرب الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة، كانت كفيلة بجعل غزة مكانًا يتجاوز الكارثة وسط الركام والأنقاض الجميع يبحث عن الغذاء. نصف عام من حرب ارتكب فيها الاحتلال الإسرائيلى جرائم لا مثيل لها فى التاريخ ولا تزال آلة القتل الإسرائيلية تحصد فى كل لحظة المزيد من الأرواح. فى غزة لا أحد فى مأمن من آلة القتل الإسرائيلية.. لا فارق بين جوعى فلسطينيين ينتظرون قوافل الإغاثة ومن يعملون فى هذه القوافل.. وضد منظمات الإغاثة الإنسانية مارست توحشًا فريدًا.. وتجلى سلوكها الإجرامى فى استهداف طواقمها.. وآخرها مقتل 7 من منظمة المطبخ العالمى فى غارة إسرائيلية ليرتفع عدد قتلى عمال الإغاثة فى غزة إلى 196. جميع المنظمات الإنسانية والعاملون فيها بدأوا يشعرون بالقلق والخطر، وهذا هو هدف إسرائيل.. دفع هذه المنظمات والعاملين فيها لمنع إيصال المساعدات والإمدادات لسكان غزة وترك غزة بلا غذاء أو دواء أو ماء لاستمرار حرب الإبادة الجماعية، بأى يوم جاء ومضى العيد وفلسطين مرعيدها على رائحة الموت وآلام المرض والجوعى؟!
بجانب آلاف المجازر التى ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى لمحاولة إزالته من على الخريطة والذاكرة والتاريخ ومن أبشع هذه المجازر التى ارتكبتها إسرائيل هى مجزرة مستشفى المعمدانى فى قطاع غزة التى خالفت كل القوانين الوضعية والشرعية والبشرية بقتل المرضى من الأطفال والنساء استشهد فيها أكثر من 500 طفل وامرأة، ثم مجزرة جباليا التى قتلت فيها المئات من المدنيين وبعدها مجزرة مجمع المغازى التى قامت بها إسرائيل بعد قطع الاتصالات والكهرباء وقتل عشرات الفلسطينيين داخل منازلهم وداخل سيارات الإسعاف وأيضًا مجزرة الطحين فى مارس الماضى نسبة إلى الضحايا الذين كانوا ينتظرون هبوط الدقيق لصنع الخبز للأطفال الذين يموتون جوعًا، حيث قتلت إسرائيل 127 فلسطينيًا مدنيًا وأصابت 760 وما زالت المجازر الوحشية مستمرة ومنها أيضًا مجزرة مجمع الشفاء عندما حاصرت إسرائيل المستشفى وقتلت المئات من الفلسطينيين النازحين والمرضى، وكانت الصدمة الكبرى عندما رأى العالم صور الجثث متفحمة وصور المقابر الجماعية وتستمر إسرائيل فى كل جرائمها الوحشية من أجل إجبار الفلسطينيين على الهروب من هذه المجازر والإبادة وجرائم الحرب إلا أن الفلسطينيين أصروا أن يضحوا بأنفسهم من أجل استمرار فلسطين، وستبقى فلسطين حرة عربية..