الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقك.. أعادت تقديم نفسها فى رمضان  برسالة من مصر للعالم الإسلامى قناة الناس.. منبر الإسلام الوسطى

حقك.. أعادت تقديم نفسها فى رمضان برسالة من مصر للعالم الإسلامى قناة الناس.. منبر الإسلام الوسطى

قدمت قناة الناس فى شهر رمضان وجبة دسمة بالأفكار والمعانى العظيمة عن الإسلام الوسطى والمنهج النبوى الصحيح الذى يحافظ على عماد وركائز الدين، وعبر متابعة على مدار الشهر وما عرضته من موضوعات وقضايا متعددة نكتشف أننا أمام قناة كانت لديها رسالة ورؤية هدفها الرئيسى الدفاع عن الإسلام وتقديمه بصورته الصحيحة إلى عموم الناس فى مصر والعالم الإسلامى.



 

لقد وضعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يدها على بيت الداء وأصل أمراض العصر وهى اختطاف الدين الإسلامى لسنوات فى يد تنظيمات متشددة، شوهت الدين وأفسدت على الناس حياتها، واحتكرت الطريق إلى الله، ومن أجل ذلك استهدفت المؤسسات الدينية وسعت للسيطرة عليها وعلى رأسها الأزهر الشريف منارة علوم الإسلام وقبلة العلماء فى جميع بقاء الأرض، المؤسسة المؤتمنة على الدين وعلى رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك كنت سعيداً أن من يتحدث إلى الناس عبر برامج القناة هم أهل العلم والاختصاص.

وبحسب متابعتى لبرامج مثل الإمام الطيب لشيخ الأزهر الإمام الدكتور أحمد الطيب، نور الدين للشيخ العلامة على جمعة، وبرنامج حديث المفتى للشيخ الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، ومن الحب حياة للشيخ أسامة الأزهرى، ويقدم البرامج عدد من هيئة كبار علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء.

تابعت برنامج «بشرى» الذى يقدمه الدكتور السيد عبدالبارى من علماء الأزهر الشريف من مسجد السيدة نفيسة وحديثه الشيق عن بشارة سيدنا النبى، وبرنامج (فكر) الذى تقدمه القناة بالاشتراك مع مرصد الأزهر الشريف، ويقوم عليه مجموعة من كبار الباحثين فى المرصد ويقوم بتصحيح الفكر ويحذر من زيف الشبهات ويوضح الطريق القويم للدعوة بالأسوة الحسنة والمعرفة.

ويأتى فى مقدمة برامج القناة برنامج «فتاوى الناس» الذى يعالج قضايا الناس ومسائلهم الفقهية فى مختلِف أمور دينهم ودنياهم، ويجيب على تساؤلاتهم واستفساراتهم، ويطرح المسائل الفقهية الشائكة، ويبين وجه الصواب فيها، بمنهج معتدل يقوم على الآراء الفقهية المعتمدة بعيدًا عن الفتاوى الشاذة وما تسببه من بلبلة وتشتت، كما تتصدى لها عبر اللجوء إلى هيئة علمية تجتمع عليها، وعرضها عند التثبت منها بعد دراسة ودراية من متخصصين؛ لفصل الأمر فى المسألة، وحتى لا يستخدمها أى أحد فيما بعد لإثارة البلبلة والتشتت.

واعتمدت القناة فى ذلك البرنامج على علماء مفتين من دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف.

وإجمالًا يمكن تلخيص رسالة القناة خلال الشهر الكريم فى عدد من النقاط وهى :

1 - مخاطبة الأطفال والشباب بلغة العصر حول أصول الدين بلغة سهلة وبسيطة تفتح الباب أمام الأجيال الجديدة لفهم الإسلام بصورته النقية الصحيحة المبنية بالأساس على إشاعة الفضل بين الناس والإحسان لهم.

2 - مواجهة خطاب الكراهية والعنف ضد الآخر، والإشارات المتعددة إلى أن الله سبحانه وتعالى هو من سيحاسب الناس ولا يحق للبشر أن يكونوا أوصياء على من يدخل الجنة أو النار، لأن مفتاح الجنة بيد الخالق العظيم وحده.

3 - مكافحة آثار موجات الإلحاد المحمولة على منصات التواصل الاجتماعى ومنصات الدراما العالمية والهادفة إلى زعزعة الدين لدى الشعوب الإسلامية وهو عمل جد خطير والانتباه له بالأساس مسألة ملحة، خاصة أنها تتحرك بشكل سريع وأقنعة متعددة وتحاول غسل أدمغة الأطفال عبر برامج وأعمال درامية متنوعة هدفها الابتعاد عن الدين والانغماس فى طريقة حياة مختلفة لا تشبه مجتمعاتنا ولا تحترم معتقداتنا.

4 - حل مشاكل الناس عبر خطاب دينى متزن وواعٍ يهدف بالأساس إلى تماسك الأسرة ومن ثم المجتمع ككل، وهى عملية مبنية على صناعة علاقة جيدة بين الزوج وزوجته بما يحافظ على كيان الأسرة واحترام حقوق المرأة، والتأكيد على دورها فى المجتمع وكذلك تربية الأطفال عبر توضيح نماذج تؤكد سماحة الشريعة الإسلامية.

5 - استجابت لمطالب عديدة من جانب الجاليات المصرية فى الخارج لنقل شعائر صلاة التراويح من مسجد سيدنا الحسين على الهواء مباشرة وعبر منصاتها المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعى وهو أمر يخاطب وجدان ومشاعر المصريين حول أنحاء العالم ويجعلهم مرتبطين بروحانيات رمضان ذات الطابع المصرى بما يحافظ على الهوية المصرية والانتماء الوطنى.

النقاط السابقة هى قراءة سريعة لمشاهد جذبته القناة التى أعيد إطلاقها قبل عام تقريبًا وتمكنت خلال تلك الفترة القصيرة أن تكتب لنفسها تاريخًا جديدًا بقيادة الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ. 

وكتيبة منتقاة من الشباب المؤمن برسالة الإسلام الوسطى، ويكفى الإشارة إلى برنامج سفراء دولة التلاوة حول العالم والذى انطلق إلى أكثر من 20دولة و80 مدينة وقرابة 88 من علماء وقراء الأزهر الشريف بالاشتراك مع وزارة الأوقاف المصرية ولأول مرة للموسم الثانى على التوالى رأينا قراء مصر وعلماءها يصدحون بأصواتهم الملائكية وحناجرهم الذهبية والجميع يقف تعظيمًا وإجلالًا لمدرسة دولة التلاوة المصرية.

لقد عادت عبر شاشة القناة قوة مصر الناعمة فى العالم الإسلامى، وهذا هو دور وقدر مصر منذ أزمنة بعيدة لأنها حاملة لواء الإسلام الوسطى ومنارته فهى صاحبة تجربة إنسانية فريدة فى التعايش المشترك بين أصحاب كل الديانات وهى صناعة السلام فى محيطها الملتهب ورسالة الإسلام الوسطى الرافضة للغلو والتطرف هى الحل الوحيد فى مواجهة تنظيمات العنف والإرهاب التى أساءت لصورة الإسلام.

أتصور أن ذلك الدور المهم الذى تصدت له قناة الناس هو الدور المنتظر من الإعلام المصرى تحديدًا، لأن تراث الإسلام الوسطى وأئمة الأزهر الشريف على مدار قرون هم من دافعوا عن الصورة الصحيحة للإسلام وأنه دين محبة وليس دين عنف، وأنهم من يملكون الحجة والعلم من أجل تقديم ذلك، وأن العالم ينتظر ذلك الجهد فى مواجهة تنظيمات الدم والكراهية.

والحقيقة أن القناة أصبحت واقعيًا منصة مباشرة للمؤسسات الدينية الرسمية فى مصر ألا وهى الأزهر الشريف بالهيئات التى يشملها (مجمع البحوث الإسلامية ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية وجامعة الأزهر ولجنة مراجعة المصحف الشريف وهى اللجنة الأولى والمعتمدة على مستوى العالم) ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية.

ولذلك كله يمكن للأسرة المسلمة حول العالم الاعتماد عليها فى تنشئة أولادها وفهم أمور حياتها وتعاليم دينها بهدوء وفهم ووعى، وعبر برامجها يعى الناس الفرق بين الخطاب المعتدل والمتشدد، ويصبح الانصراف عن الخطاب المتشدد اختيارًَا واعيًا من جانب الفرد المسلم فى أى مكان حول العالم.

أعلم أنها مهمة ثقيلة على قناة تليفزيونية لكن النجاح الذى حققته فى رمضان رفع من سقف توقعاتنا وثقتنا فى قدرة القناة على القيام بمهمتها فى دفع الناس نحو الطريق السليم إلى الله سبحانه وتعالى.