الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

1084 عامًا (الأزهر) مؤسسة الوسطية.. علمــاء العــراق: كل عام وأزهرنا بخير

1084 عامًا هجريًّا هى الوقت الزمنى الذى مر على تأسيس أكبر مدرسة علمية فى العالم الإسلامى الجامع الأزهر الشريف، حيث يوافق السابع من شهر رمضان المعظم من كل عام ذكرى افتتاح الجامع الأزهر الشريف، ذلك التاريخ اعتبره الأزهر الشريف مناسبة سنوية يتم الاحتفاء بها كل عام.. وكان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر فى مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر فى السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.



 

وفى هذا العام وفى السابع من شهر رمضان عقد الأزهر الشريف احتفالية كبرى بالجامع الأزهر دعا إليها كل محبى الأزهر الشريف وأبنائه وعلمائه.

فيما بعث الدكتور حامد عبدالعزيز الشيخ حمد، رئيس جمعية رابطة العلماء فى العراق، برقية تهنئة إلى فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والثمانين بعد الألف على تأسيس الجامع الأزهر.

وجاء نص البرقية: «تتقدم إليكم جمعية رابطة العلماء فى العراق بأصدق التهانى بمناسبة ذكرى تأسيس الجامع الأزهر الشريف، منارة الثقافة للمستشرفين وكعبة القصاد من الطالبين، الذى تطوف أرواحنا بأروقته كلما ذكر لتنشق عبق التليد وتقر بابتكار الجديد؛ ليجمع بين عظمة الدين وجمال الحياة، ولتهنأ أرض الكنانة التى احتوت بين جنبات أرضها هذه المؤسسة الأم التى ما فتئت مرجعًا للمسلمين وموئلا للطالبين»، مختتمة: «كل عام وأزهرنا بخير ومصرنا بسعادة»

طفل يفتتح الاحتفالية 

من جهة أخرى، افتتح الطالب عمر على، الطالب بالصف الخامس الابتدائى الأزهرى، فعاليات احتفالية الجامع الأزهر بالذكرى الـ(1084) على تأسيسه، والتى توافق السابع من شهر رمضان المبارك من كل عام، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، حيث نالت تلاوته، التى حاكى فيها كبار قراء القرآن الكريم، استحسان الحضور، من علماء وقيادات الأزهر ورواد الجامع الأزهر.

وتتضمن احتفالية الجامع الأزهر بذكرى تأسيسه، مجموعة متنوعة من الكلمات والأنشطة التى تبرز تاريخ الجامع الأزهر وهيئاته العلمية والتعليمية المختلفة، ومساهمات أبرز شيوخه وعلمائه، ومواقف الأزهر من قضايا الأمة قديمًا وحديثًا، كما تم عرض فيلما وثائقيا عن الأزهر وتاريخه، وفى ختام اليوم ينظم الجامع إفطارًا جماعيًّا للمصلين.

عامل الفخر والعزة

وعن الأزهر عبر ما يزيد على الف عام قال د.محمد الضوينى، وكيل الأزهر: «لقد اجتمع لمصر من عوامل الفخر والعز ما يسعد القلوب، ومن ذلك الأمن الذى وصف الله عز وجل به مصر فقال: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، أى مطمئنين أنه لن تصيبكم المكاره والأخطار والمخاوف، فدخلوا فى حال من الفرح والسرور، وزال عنهم الغم والهم والكدر، وحصل لهم السرور والسكينة والطمأنينة والثقة، والأمن غاية كل إنسان عاقل، وكل أمة عاقلة.

وأضاف الدكتور الضوينى خلال كلمته بذكرى تأسيس الجامع الأزهر الـ 1084 عاما أن الأزهر الشريف ذاتا وموطنا ورجالا يصون هذا الأمن؛ ولا عجب فالأزهر شريف فى ذاته، شريف فى موطنه، شريف فيمن انتسب إليه وتشرب منهجه، شريف فى غاياته ومراميه، وإن الأمن والشرف لا يكون بالكلام ولا بالشعارات، ولا بدعاوى مجردة عن الدليل، وإنما بالعطاء وبالصدق وبالمسئولية.

 مضاعفة الدعم للأزهر

الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، من جهته اعتبر أنَّ تأسيس الجامع الأزهر يوم تاريخى مهم فى ذاكرة التاريخ لا ينسى لأنه يمثل حقبة مهمة فى تاريخ الإسلام شاءت الإرادة الإلهية أن يكون هذا الأزهر وأن يبزغ نجمه فى سماء أرض الكنانة بعد القرون الثلاثة الأولى الفاضلة التى قال عنها الرسول: «خيرُ القرونِ قرْني، ثمَّ الَّذين يلونَهم، ثمَّ الَّذين يلونَهم..».

أضاف أنه بعد هذه القرون كثرت الفرق والانحرافات وجاء الزحف التترى على تراث الأمة فإذا بالإرادة الإلهية تظهر الأزهر على أرض الكنانة، حاميًا لأشرف تراث فى الوجود من الهجمة، ومحتضنًا فى أروقته أبناء المسلمين من كل الأرض، وباعثًا بعلمائه إلى الدنيا بأسره لينشر فيها عبير الإسلام، من أجل ذلك سعد العالم بظهوره.

وشدد أن الأزهر الشريف نهض برسالته وكانت له وقفاته التاريخية والقومية حيال الحياة ومواجهة الغزاة على أرض مصر، فقاوم الحملة الفرنسية، وقاد أولئك الثائرين الذين ناهضوا أيضًا الاستعمار الفرنسى والاستعمار الإنجليزى.

وأكد د. عمر هاشم أنه لا يوجد فى العالم دولة من الدول أو قطرًا من الأقطار نزله الاستعمار إلا وغير لغته وهويته، وبقايا الاستمعار وهمجياته ما زالت حتى الآن فى كثير من الدول، إلا مصر فلم يستطع أبدًا أن يغير لغتها ولا هويتها وذلك بفضل الله حين ساق لهذا البلد الأزهر الشريف، لذلك قال كبار المؤرخين إن من لم يذهب إلى مصر ما رأى مجد الإسلام ولا عزه لأن فيها الأزهر، متابعًا أن هذا الكلام لا نقوله لنتباهى بأمجادنا وأسلافنا، ولا لنحفر فى ذاكرة التاريخ أشياء هامة يعلمها الناس، ولكن نقول ذلك من أجلكم يا أبناء الأزهر ويا طلاب الأزهر ويا أيها العاملون فى الأزهر: انهضوا وضاعفوا جهودكم فالحياة الآن فى حاجة إليكم وإلى مضاعفة جهودكم فى الدعوة إلى الله. 

ووجه فضيلته نداء إلى كل المسئولين فى كل الأرض وفى مصر خصوصًا لمضاعفة الدعم القوى للأزهر حتى يستطيع أن ينتشر فى كل شبر فى العالم، لأنه لو انتشر هديه فى كل بقاع العالم لانقشع الظلام والجهالة والضلالة ولأبصر الناس حياتهم الإسلامية حقيقة ماثلة لا شك فيها، ومن هنا تأتى أهمية هذه الاحتفالية، وهنا لا نتغنى بماضٍ قدمه أسلافنا ولكن ننادى أنفسنا وأنفسكم والمسؤولين أن ضاعفوا جهودكم لدعم رسالة الأزهر ليس فى مصر وحدها وإنما فى العالم كله، لأن الأزهر وإن كان مصرى الموقع فإنه عالمى الرسالة، يستمد عالميته من عالمية الإسلام التى بعث بها سيد الأنام، وبالقرآن الذى رجى به أن يكون أكثر الأمم تابعًا يوم القيامة، فقد قال: «ما من الأنبياء من نبيٍّ إلا وقد أُعطَى من الآيات ما مِثلُه آمنَ عليه البشرُ، وإنما كان الذى أُوتيتُه وحيًا أوحاه اللهُ إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعًا يومَ القيامةِ».

 الأزهر مؤسسة علمية 

بينما يرى الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الحديث عن الأزهر الشريف من الأمور التى تزهو بها الأمم، وتتفاخر بها الدول والشعوب، وتتجاوز الآفاق، حيث أنه المؤسسة الفريدة التى ينظر إليها على أنها تاريخ وحضارة، قومية ومنارة، دعوة ورسالة، حمى الله به البلاد والعباد من الفتن والأوهام والأخطار، فكان معهدا علميا عتيقا، أسس من يومه الأول على التقوى، وأقر فيه مبدأ الكرامة الإنسانية والتعبدية الثقافية، والقبول بالتنوع الدينى والعرقى، فكان مؤسسة علمية قامت على العلم وبالعلم ومن أجل العلم، فتوافرت فيها وفى منسوبيها الصدق فى القول والأمانة فى العرض، والموضوعية فى الحكم، والإيجابية فى التعامل.

وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إننا نحتفى بجامع معمور، وجامعة ليس لها مثيل، قلب الأمة ونبض العالم الإسلامى، يعبر عن آلامه ويشعر بأحزانه، ويشارك فى صنع أماله، ويدفع عنه الزيف والافتراءات، كما أنه يعد معهدا وصرحا علميا عتيقا، مؤكدا أن الأزهر الشريف مشيئة إلهية، وإرادة ربانية، صنعت بتوفيق من الله تعالى، حماية للدين، ومحافظة على اللغة العربية، وقياما بواجب الكلمة، وأداء للأمانة. 

 أروقة الأزهر 

الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر، من جانبه يرى أنه إذا كانت أروقة الأزهر العلمية هى مصدر التبليغ الصافى فى كل مكان، فإن فضيلة الإمام الأكبر قد وجه حديثا بإعادة نشاط أروقة الجامع الأزهر مرة أخرى، وتم وضع السلم التعليمى لهذه الأروقة متدرجا مع التخصصات المتنوعة حيث يبلغ عددها الآن لمعالجة الأفكار والمستجدات التى تظهر يوميا فى مجتمعنا المصرى، مشيرا أن عدد الأروقة الآن قد بلغ 1070 فرع رواق للعلوم الشرعية والقرآن الكريم، تستقبل الآن أكثر من 70 ألف دارس على مستوى الجمهورية، تغطى جميع محافظات مصر بما فيها المحافظات الحدودية والنائية.

وبين أن عدد حلقات تدريس القرآن بلغت 225 حلقة بالجامع الأزهر يدرس فيها 225 ألف دارس فى الحلقات والأروقة، إضافة لثلاثة آلاف من الدارسين للتجويد والقراءات، بجانب تنظيم الكثير من الفعاليات الفكرية والثقافية والدينية المتنوعة، وكل ذلك على يد ثلة من الباحثين المتميزين فى الجامع الأزهر بمتابعة دقيقة من فضيلة وكيل الأزهر الشريف.

وأشار الدكتور عبدالمنعم فؤاد إلى أن أروقة الأزهر ستواصل رسالتها لتقدم للعالم أجمع أن الإسلام دين السماحة والوسطية، مع مواصلة دورها فى تخريج أجيال جديدة قادرة على نشر رسالة الأزهر الوسطية والمتسامحة لمصر وفى كل ربوع الدنيا، مضيفا أن الأزهر يتحرك بخطى ثابتة لمحاربة الأفكار المتطرفة فى مصر والعالم.

وأوصى الشباب بضرورة المحافظة على وطنهم والانتباه لكل ما يحيط به من مخططات ومحاولات تستهدف النيل منه، وأن يحرصوا على أخذ العلم النافع والصالح عن علماء الأزهر ليحصنوا أنفسهم من كل فكر دخيل وهدام.