السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  .. البشرية.. الابن الضال لأمنا الأرض

أحلف بسماها .. البشرية.. الابن الضال لأمنا الأرض

تصادف موعد كتابة مقالى الأسبوعى مع اليوم الدولى لأمنا الأرض ويوافق 22 أبريل من كل سنة.. يأتى هذا العام مريرا ومحصلا لسنوات من الكوارث الطبيعية كالسيول والأعاصير والجفاف وزيادة درجات الحرارة الماضى، فقد شهدت الكرة الأرضية العام الماضى ثلاثة أشهر هى الأكثر سخونة فى التاريخ الحديث حيث سجلت درجات الحرارة أرقاما قياسية، وأدى الطقس المتطرف إلى انتشار حرائق الغابات.. كما أشار تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدة هطول الأمطار الغزيرة فى معظم مناطق اليابسة.. الاستمرار فى الإنفاذ المفرط للوقود الأحفورى ضربا لكل المواثيق الدولية لخفض إنتاج الوقود ساعد على سرعة خراب الأرض.. أضف إلى ذلك توسع دائرة الحروب بين الدول أو الصراعات العسكرية الداخلية باستخدام أحدث وأشد الأسلحة المدمرة للبيئة.. فمنذ أكثر من عامين نعيش مرارة الحرب الروسية الأوكرانية التى انعكست بشكل مباشر على منظومة الغذاء العالمى وأعقبها الصراع الداخلى فى السودان، ثم تبدأ أكبر عملية إبادة جماعية للفلسطينيين فى غزة باستخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة التى فتكت بكل ما هو حى.



لذلك جاءت كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش فى اليوم الدولى لأمنا الأرض معبرة عن حال الكوكب المسكين «إن البشرية تتصرّف كما لو كانت ابنا ضالا أنجبته أمّنا الأرض.. فنحن نعتمد على الطبيعة فى ما نأكله من طعام وما نستنشقه من هواء وما نشربه من ماء. ومع ذلك فها نحن قد جلبنا الفوضى إلى العالم الطبيعى، فقد رُحْنا نُسمّم كوكبنا بالملوّثات، ونقضى على أنواع من الأحياء ونظم إيكولوجية كاملة دون اكتراث، ونزعزع استقرار مناخنا بما نطلقه من انبعاثات غازات الدفيئة.. وهذه التصرّفات تؤذى الطبيعة، وتضرّ بالإنسانية. وإننا نعرّض إنتاج الغذاء للخطر، ونلوّث محيطاتنا وهواءنا، ونخلق بيئة أكثر خطورة وأقل استقرارا، ونعيق التنمية المستدامة. ويدًا بيد، يجب علينا استعادة الانسجام مع الطبيعة، وتبَنّى أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامة، وحماية أنفسنا من الضرر - وعند قيامنا بذلك سنخلق فرص عمل ونحدّ من الفقر وندفع قدما بعجلة التنمية المستدامة.. ويجب على البلدان أن تضع خططا مناخية وطنية جديدة تتماشى مع هدف إبقاء الاحترار العالمى دون 1.5 درجة مئوية. ويمكن لهذه الخطط أن تقوم فى الوقت ذاته مقام الخطط الانتقالية الوطنية وخطط الاستثمار الوطنية التى تشكل الأساس الذى تستند إليه التنمية المستدامة للأجيال القادمة. ويجب على مجموعة العشرين أن تقود عملية عالمية مموَّلة للتخلّص التدريجى من الوقود الأحفورى بشكل سريع وعادل، وأن تضع حدا لإعانات الدعم المدمّرة للطبيعة، كتلك التى تموّل الإنتاج الجامح للمواد البلاستيكية الخانقة للكوكب.. إن إصلاح العلاقة مع أمِّنا الأرض لهو أهم التحدّيات التى تواجه البشرية. ويجب علينا أن نتحرّك - الآن وليس غدًا- لخلق مستقبل أفضل لنا جميعًا».