الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقك.. مباحثات القاهرة.. لا صوت يعلو  على وقف المذابح والتجويع غــــــزة تبحث عن السلام قبل مدفع رمضان

حقك.. مباحثات القاهرة.. لا صوت يعلو على وقف المذابح والتجويع غــــــزة تبحث عن السلام قبل مدفع رمضان

أنظار العالم تتجه إلى القاهرة، مباحثات اللحظات الأخيرة قبل انطلاق مدفع رمضان من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية تمنح سكان غزة الفرصة فى صيام الشهر الكريم رغم التشرد والتجويع والمذابح اليومية، المظاهرات اليومية فى أمريكا وأوروبا تضغط على القادة، ولكن حكومة الحرب فى إسرائيل لا تريد السلام ولا الهدنة، الحرب حتى خطوط التماس والتجويع حتى آخر فلسطينى.



 

حكومة لا تتحدث سوى بلغة القتل وذبح المدنيين، غير مكترثة بالشارع الملتهب وتشعر أن الحماية الغربية لا يمكن أن تتوقف مهما ارتفعت الفاتورة الإنسانية، بعدما تيقنت أن الأمم المتحدة لا ترى وحركة حقوق الإنسان لا تسمع ولن تتكلم، لقد تأكدت حكومة الحرب الإسرائيلية أن ضمير العالم مات، واعتاد الجميع على مشاهد القتل على الأرض المقدسة.

لم تستسلم مصر لسد منافذ الحياة عن سكان القطاع وركزت جهودها على ضرورة إيصال المساعدات إلى داخل القطاع وأقنعت الولايات المتحدة بضرورة إيصال المساعدات عبر الإسقاط الجوى وهو ما أربك حكومة الحرب فى إسرائيل، فقدت حكومة الحرب أعصابها وارتكبت مجزرة الطحين، جريمة تنتمى لعصور مظلمة لم تعرف معنى الإنسانية، ورغم فداحتها والفجر فى تنفيذها لم يتحرك أحد وظل موقف الحكومات والمؤسسات الغربية ثابتًا، إدانة خجولة كسولة لا تبارح بيانات الإدانة والشجب بينما تتدفق المساعدات العسكرية على تل أبيب.

ومع ذلك لم تهدأ جهود القاهرة لدقيقة وتركزت على الوصول لهدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار قبل الشهر الكريم، فرصة لالتقاط الأنفاس وتهدئة الصراع المتسلل إلى الإقليم المضطرب، وقطع الطريق أمام مخططات إسرائيل لتصفية القضية بتهجير الفلسطينيين أو توسيع الصراع بما يضمن بقاء حكومة بنيامين نتنياهو فى الحكم وعدم تقديمها للمحاكمة.

كل الأطراف اجتمعت فى القاهرة وانخرطت فى مباحثات تريد الوصول إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار قبل رمضان وتبادل الأسرى والرهائن بما يضمن استقرار الوضع طول رمضان والدفع بالمساعدات للقطاع ومحاصرة الأزمة الإنسانية المتفاقمة نتيجة سياسة التجويع، ونقص الإمدادات الطبية ونجحت مصر في إقامة 3 مخيمات فى خان يونس ودير البلح لمساعدة النازحين والتخفيف عنهم وإقامة مستشفى ميدانى يضم غرف عمليات مجهزة واستمرت فى إسقاط آلاف الأطنان على شمال غزة بعدما تعثرت وصول المساعدات بسبب التدمير الكامل للقطاع.

الدعم المصرى القوى للفلسطينيين دفع إسرائيل إلى محاولة شق الصف بمحاولة تشويه دور القاهرة القوى والفعال فى الأزمة عبر ترويج أكاذيب مستمرة حول إغلاق المعبر أو تعطيل المساعدات المقدمة للقطاع، وأخيرًا الترويج لكذبة تحصيل أموال بالدولار عبر إحدى الشركات المصرية وهو ما نفاه فى برنامج المساء مع قصواء المستشار الإعلامى لحركة حماس طاهر النونو الذى وجه الشكر للدور المصرى والجهد المبذول من جانب القيادة المصرية لمساعدة القطاع من يوم 7 أكتوبر مؤكدًا أن الاحتلال هو من يعرقل المساعدات.

الإعلام الغربى هو الملعب المفضل لإسرائيل من أجل تشويه الدور المصرى وممارسة الضغوط العكسية على القاهرة وعلى الفلسطينيين، وقد كشفت الأحداث عن اختراق عميق من جانب إسرائيل لأجهزة الإعلام الغربية ذات التأثير العابر فى السياسة الدولية، وصل الاختراق إلى جريدة النيويورك تايمز الأمريكية، ووصلت إلى حد اكتشاف مراسلة لصحيفة نيويورك تايمز، تحاول الدفاع عن انتهاكات حقوق الإنسان التى يقوم بها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، وبدأت تحقيقات الصحافة المستقلة فى مراقبة مراسلة الصحيفة الأمريكية فى إسرائيل أنات شوارتز، والتى حاولت أن تثير التعاطف مع تحركات الجيش الإسرائيلى عبر ترويج الأكاذيب والاتهامات حول حوادث اغتصاب وقعت يوم 7 أكتوبر.

حاولت المراسلة أن تصنع من حوادث العنف الجنسى مبررًا للمذابح الإسرائيلية فى القطاع وروجت لمزاعم غير دقيقة وأضافت إليها قصصًا لم تحدث ومع التدقيق من جانب الصحفيين المستقلين اتضح كذب وتلفيق تغطية مراسلة الصحيفة، وهو ما وضع الصحيفة فى حرج شديد لدرجة تعيين مراسلين جددًا لمراجعة القصة بأكملها مرة أخرى.

البحث حول حقيقة شوارتز، كشف أنها لم تكن مراسلة صحفية فى أى فترة من فترات حياتها المهنية قط، وأنها كانت فى الواقع مخرجة أفلام، وقد استأجرتها الصحيفة الأمريكية فجأة فى أكتوبر، وهو ما يضع الشكوك حول جهاز الموساد الإسرائيلى وهل هى من وضعت المراسلة داخل غرفة أخبار النيويورك تايمز واستغلالها من أجل وضع تقارير تشوه المقاومة الفلسطينية وتدعم الموقف الإسرائيلى عبر التأثير المباشر على الرأى العام الغربى والساسة حول العالم.

شوارتز كانت أحد مروجى كذبة الأطفال مقطوعى الرؤوس التى وقع فيها البيت الأبيض ثم تراجع عنها، كما شاركت منشورات على السوشيال ميديا تدعو إلى تحويل غزة إلى مسلخ، ووصفت الفلسطينيين بـأنهم حيوانات بشرية، وهى نفس المفردات المستخدمة من جانب حكومة الحرب الإسرائيلية لوصف الفلسطينيين ومع الوقت تجمعت أدلة ومعلومات تؤكد ارتباط شوارتز بالاستخبارات الإسرائيلية.

الحرب الإعلامية الإسرائيلية تحاول أن تدفع الأزمة لتصبح صراعًا دينيًا وليس سياسيًا، وبدأت تظهر مقالات فى الصحف الإسرائيلية تدعو القيادة الإسرائيلية إلى التلاعب بالانقسام الفلسطينى واللعب على التناقضات فى الصف العربى وتعزيز الصراع بين المتشددين والوسطيين المسلمين، وكسر حالة التوحد ضد إسرائيل ورفض سياستها ضد الفلسطينيين، والنفاذ بين الصفوف العربية ووقف حملات تجريم التصرفات الإسرائيلية والعمل على عودة الصراع بينهم فى اليوم التالى للهدنة بما يسمح لإسرائيل الهروب من التحقيقات فى الجرائم ضد الإنسانية التى وقعت فى غزة.

الخطة الإسرائيلية تراهن على قدرتها على ذرع الفتن الأيديولوجية وإثارة التيارات المتعارضة على بعضها والهروب إلى الأمام عبر استغلال الانقسامات، وهو رهان خطير هدفه إفلاتها من العقاب والنجاة من فاتورة الدماء.