الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وزير الأوقاف يكشف تفاصيل الخطة الدعوية فى رمضان: التكافل المجتمعى أفضل ما نستقبل به شهر الصوم

فى شهر رمضان نعيش سويًا لمعرفة الكثير من أمور الدين، ونتعرف على أهم الأمور التى يجب أن نتبعها فى الشهر الكريم.. وفى روضة رمضان هذا العام نقدم مادة صحفية من نوع خاص تشبع رغبة القارئ فى معرفة رأى الدين فى بعض القضايا وتأخذ بيده للجلوس على مائدة أحد كبار العلماء للتعرف على رأى الدين فى العديد من القضايا حيث خصصنا فى روضة رمضان هذا العام حوارًا أسبوعيًا.



كما سيكون معنا خواطر لفضيلة الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء نستقى من خلالها العديد من الرسائل الإيمانية التى تشرح صدورنا لفهم الدين.

وفى روضة رمضان هذا العام ستكون معنا فتوى توصلنا الحكم فى أمور كثيرة خاصة بالصوم.

ريادة مصر فى العمل الدعوى كانت أمرا ملموسا خلال الفترة الماضية والتى ظهرت فيها الدعوة المصرية معبرة بصورة كبيرة عن الفكر الوسطى للدين الحنيف، وتعد رؤية وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة لها أكبر الأثر فى الإيجابية التى ظهرت بها المساجد والعمل الدعوى، ومع حلول شهر رمضان المبارك تتوجه الأنظار للمساجد كونها ملاذ الصائمين، ومحراب المتعبدين فى شهر الصوم، وكان لزاما التعرف على منهجية الأوقاف ورؤيتها خلال شهر رمضان، وما تم إعداده خلال الشهر الفضيل، وهو ما نتعرف عليه وأكثر من خلال هذا الحوار مع فضيلة د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

 

 بداية ما رؤيتك فى الاستعداد لشهر رمضان؟ وما دور الدعاة فى هذا الأمر؟

- جميل أن نستعد لرمضان، والأجمل منه أن نستعد للقاء الله (عز وجل)، فرمضان يعتبر وسيلة، فهو سبيلنا إلى الله وطريقنا إليه، فليس رمضان مقصودًا لذاته وإنما لما هو أبعد، فزيارة القبور شرعت لترقيق القلوب، وشتان بين زيارة القبور عامة، وزيارة قبور الأهل ومن نشأت بينهم وتربيت على أيديهم، فالعظة هنا أشد وأبلغ.

فليس للإنسان إلا ما قدم بين يدى الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: «يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ»، كما ينبغى ألا يغتر شاب بشبابه وحيويته، فكم من شاب قضى نحبه لم يحجز شبابه ملك الموت عنه، وإياك أن تغتر بمالك وأبنائك وإنما تذكر قول الله تعالى: «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ»، فهذه ثمانية، والنجاة فى ثمانية، حيث يقول سبحانه: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».

ويجب أن يكون الداعية خير مثال على تجسيد دعوته، فعندما يخالف فعل الداعية قوله يكون صادًا عن سبيل الله، وقد قالوا حال رجل فى ألف أو حال امرأة فى ألف خير من كلام ألف لرجل أو امرأة، فالداعية يدعو الناس بأخلاقه وتصرفاته قبل أقواله ومواعظه، فيمكن للمنافق خداع بعض الناس كل الوقت، ويمكن أن يخدع كل الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت.

أما من قصر فى عمله وقتًا أو إهمالًا، فهو يأكل سحتًا، يقول أحد الحكماء: يا ابن آدم أنت فى حاجة إلى نصيبك من الدنيا، ولكنك إلى نصيبك من الباقية أحوج، فإن أنت بدأت بنصيبك من الآخرة وكانت عينك على طاعة الله مَرَّ بنصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا فأصلح الله لك أمر الدنيا والآخرة، وإن أنت بدأت بنصيبك من الدنيا على حساب نصيبك من الآخرة ضيعت نصيبك من الآخرة وكنت فى نصيبك من الدنيا على خطر، وليس لك منه إلا ما كتب لك.

 وما أفضل ما نستقبل به شهر الصوم؟

- التكافل المجتمعى واجب الوقت وأفضل ما نستقبل به شهر الصوم، فديننا الحنيف دعانا إلى التكافل، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: ‌مَثَلُ ‌الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن رب العزة تبارك وتعالى فى الحديث القدسى: «قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «ما من يومٍ يصبح العباد فيه إلَّا وينادى مَلَكانِ: يَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»، وفى هذه الأيام نستعد لاستقبال شهر رمضان، بل الأحرى بنا أن نستعد للقاء الله (عز وجل)، فرمضان وسيلة، وهو سبيلنا إلى الله، وطريقنا إليه، ووسيلتنا عنده، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ!

إنى مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِى فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِى فيه؛ فيَشْفَعَانِ».

وكان الصالحون يحسنون الاستعداد لهذا الشهر الفضيل، وكانوا يسألون الله عز وجل أن يبلغهم إياه، ويدعو بعضهم لبعض: بلغك الله رمضان، لما فى هذا الشهر من الخير العميم، فكيف نستقبله ونستعد له؟ وكيف نهيئ أنفسنا لاستقبال أيامه ولياليه؟ نستعد له من الآن بقيام ما تيسر من الليل، فقيام ركعتين فى جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، ونستعد له بمجالس العلم وقراءة القرآن الكريم.

فواجب الوقت فى الاستعداد لهذا الشهر الفضيل هو فى التكافل الاجتماعى والتراحم فيما بيننا وفى جبر خواطر الفقراء والمحتاجين، وفى سعة الإنفاق فى سبيل الله، وفى أن يأخذ غنينا بيد فقيرنا، وأن يأخذ قوينا بيد ضعيفنا، يقول الحق سبحانه: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ مَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ»، ويقول سبحانه: «وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ» أى يعوضه، ويقول سبحانه: «مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ»، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «حصِّنوا أموالَكم بالزَّكاةِ وداووا مَرضاكم بالصدقةِ وأعدُّوا للبلاءِ الدُّعاءَ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «مَن ستَر أخاه المسلمَ ستَره اللهُ فى الدُّنيا والآخرةِ ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ واللهُ فى عونِ العبدِ ما كان العبدُ فى عونِ أخيه»، ومن سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه لطف الله فى جوف المخاطر.

والإنسان ليس له إلا ما قدم وعمَّر به آخرته، فقد ورثنا أرض من سبقونا ونسكن منازلهم ولم نتعظ بما رحلوا إليه، وغدًا سنلحق بهم وسيرث أرضنا من بعدنا وسيسكن بيوتنا غيرنا، ونقدم جميعًا على الله عز وجل، ليس لنا إلا ما قدمنا بين يديه، يقول سبحانه: «يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ»، فالدنيا قد أدبرت وآذنت بانتهاء، وإن الآخرة قد أقبلت وآذنت بابتداء، فلا يغتر شاب بشبابه وحيويته، فكم من شاب قضى نحبه لم يحجز شبابه ملك الموت عنه، وإياك أن تغتر بمالك وأبنائك وإنما تذكر قول الله تعالى: «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ»، فهذه ثمانية، والنجاة فى ثمانية، حيث يقول سبحانه: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»، ويقول سبحانه: «هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم».

ويؤتى يوم القيامة بالفقراء والضعفاء والأيتام والغارمين والمكروبين، فيقولون يا رب عبدك هذا أطعمنا يوم كذا، يا رب عبدك هذا سقانا يوم كذا، وهذا كسانا يوم كذا، فيقول سبحانه ليأخذ كل منكم بيد صاحبه ويدخل الجنة، نسأل الله سبحانه أن نكون منهم وأن يحشرنا فى زمرتهم.

 أنشطة رمضانية متنوعة

مع فروق التوقيت فى آذان المغرب كيف تسهم المساجد فى تحرى الدقة فى هذا الأمر؟

- أصدرنا منشورًا عامًا بأنه على جميع الأئمة والمؤذنين والعاملين بالمساجد مراعاة فروق التوقيت لشهر رمضان المبارك، والواردة إلينا من هيئة المساحة المصرية عبر دار الإفتاء المصرية، وتم توزيعها ونشرها والالتزام بها فى الأذان فى جميع الأوقات، مع تحرى ذلك جيدًا فى جميع الأوقات، والتحقق التام من موعد أذان المغرب وأذان الفجر وفق فروق التوقيت المبينة بالجداول المرفقة.

 وما خطة الأوقاف الدعوية فى شهر رمضان؟

- لقد خصصنا بالفعل 33 برنامجًا دعويًّا متميزًا إلكترونيًّا وتليفزيونيًّا وإذاعيًّا ومقاليًّا، وللعام الثانى على التوالى فقرة دينية باللغات الأجنبية على قناة النيل الدولية لأئمة الأوقاف، ومنها بث مباشر لصلاة التراويح وصلاة التهجد من مسجد الإمام الحسين، ولخاطرة التراويح من مسجد الإمام الحسين، وخاطرة دعوية، على إذاعة القرآن الكريم.

كما تم تخصيص أكثر من (30 ألف) درس يوميًّا بالمساجد الكبرى، و(9 آلاف) ندوة مشتركة مع الأزهر الشريف، وو (52 ألف) لقاء للنشء والأطفال خلال الشهر الفضيل

إضافة إلى ذلك سيتم عقد الملتقى الفكرى (الرئيسى) بمسجد (سيدنا الإمام الحسين) (رضى الله عنه) بالقاهرة، والذى يعقد يوميًّا بعد صلاة التراويح، والملتقى الفكرى بجميع المديريات الإقليمية، وذلك بمسجد رئيس بكل محافظة، ويعقد يوميًّا بعد صلاة التراويح.. ويأتى ذلك فى إطار الدور الدعوى والتثقيفى الذى تقوم به وزارة الأوقاف وضمن جهود الوزارة وحرصها على تهيئة الأجواء الإيمانية فى شهر رمضان المبارك من خلال الفعاليات والأنشطة التى ستقام فى مساجد مصر عامة، بمشاركة مجموعة متميزة من العلماء والقراء الذين سوف يحيون أيام وليالى شهر رمضان المبارك.

كما سيكون هناك ملتقى فكرى للواعظات بمسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها) بمشاركة واعظات وزارة الأوقاف وواعظات الأزهر الشريف، بعدد (3) واعظات يوميًا، والملتقى الفكرى للواعظات بالمديريات بـعدد (19) مديرية بعد صلاة الظهر، حيث يأتى الملتقى الفكرى للواعظات فى ضوء اهتمام الوزارة بدور المرأة العلمى والدعوى فى المجتمع، وضمن إطلاق الوزارة عام 2024م عامًا للواعظات، والذى يعقد عقب صلاة الظهر بمسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها) بمدينة القاهرة، ومسجد جامع بكل مديرية، وذلك خلال شهر رمضان المبارك، ويحاضر فيه نخبة من واعظات وزارة الأوقاف وواعظات الأزهر الشريف.

ومن ضمن الأنشطة الدعوية الرمضانية المنبر الثابت بين الأزهر الشريف ووزارة والأوقاف بعد صلاة العصر يومى الاثنين والأربعاء من كل أسبوع، وذلك بعدد (1119) مسجد، بإجمالى (8952) ندوة خلال شهر رمضان المبارك.

وفى إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالنشء والأطفال يعقد درس النشء بصورة منتظمة ويحاضر فيه نخبة من أئمة وزارة الأوقاف المتميزين، وذلك بعدد (13573) مسجد، بإجمالى أكثر من (52) ألف ندوة خلال شهر رمضان المبارك.

كما يعقد درس العصر لجميع الأئمة المعينين بالأوقاف، ويعقد الدرس يوميًا بعد صلاة العصر، وذلك بإجمالى أكثر من (30 ألف) درس يوميًّا خلال شهر رمضان المبارك، ويتناول أحكام الصيام وفضائله، ومفطرات الصيام، ورخص ومبيحات الفطر فى رمضان، وأحكام زكاة الفطر، وغير ذلك مما يهم جماهير المسلمين فى هذا الشهر المبارك.

هذا فضلًا عن الندوات التثقيفية المشتركة التى تعقدها وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الثقافة، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الصحة والسكان، ووزارة التضامن الاجتماعى، وبعض من الجهات الأخرى.

 وهل تم تحديد وقت لدرس التراويح؟

- خاطرة التراويح لجميع الأئمة المعينين بالأوقاف، ويعقد الدرس يوميًا عقب صلاة التراويح بجميع المساجد ما بين (5-7) دقائق، أما خاطرة الفجر، فهى اختيارية، وتعقد يوميًا عقب صلاة الفجر فى حدود خمس دقائق.

 وماذا عن الأنشطة القرآنية خلال شهر رمضان؟

- فى إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالقرآن الكريم وتعليمه وحسن تلاوته وفهم معانيه، وفى إطار عناية واهتمام وزارة الأوقاف المصرية بالقرآن الكريم تعقد وزارة الأوقاف عدد (17623) مقرأة خلال شهر رمضان، من بينها مقارئ الأئمة: وعددها (621) مقرأة، وتعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع بعد صلاة الظهر، بإجمالى عدد (3105) مقارئ خلال شهر رمضان.

ومقارئ الجمهور: وعددها (2507) مقارئ، وتعقد يوم الجمعة من كل أسبوع بعد صلاة الجمعة، بإجمالى عدد (10028) خلال شهر رمضان، ومقارئ السيدات: وعددها (5)، وتعقد يوم السبت من كل أسبوع بعد صلاة الظهر، بإجمالى عدد (20) مقرأة خلال شهر رمضان، ومقارئ الواعظات: وعددها (35)، وتعقد أيام الجمعة والسبت والأحد والأربعاء بعد صلاة العصر، بإجمالى عدد (140) مقرأة خلال شهر رمضان.

 وماذا عن بعثات الأوقاف من الدعاة فى رمضان؟

بلغ عدد الموفدين والمعارين من الأوقاف المصرية الذين يحيون شهر رمضان المبارك بمختلف دول العالم أكثر من مائتى إمام وقارئ، حيث حيث بلغ عدد الموفدين إلى دولة ألمانيا وحدها (23) إمامًا وقارئًا، إضافة إلى إيفاد عدد (23) إمامًا وقارئًا إلى دولة البرازيل، وعدد (16) إمامًا وقارئًا إلى دولة أمريكا، وعدد (11) إمامًا إلى دولة تنزانيا، وعدد (11) إلى دولة فنزويلا، وعدد (12) إلى دولة كندا، وعدد (1) إلى دولة استراليا، وعدد (6) إلى دولة بريطانيا، وعدد (4) إلى دولة إيطاليا، وبلغ عدد المعارين إلى سلطنة عمان (32) إمامًا، وعدد (7) إلى دولة الإمارات، وغير ذلك من أئمة وقراء وزارة الأوقاف لإحياء أيام وليالى هذا الشهر الكريم خلال هذا العام.

وهذا لأول مرة يتم إيفاد هذا العدد، الذى يؤكد الدور الريادى لوزارة الأوقاف المصرية فى نشر الفكر الوسطى عالميًا وتزايد الطلب العالمى المتزايد من مختلف دول العالم لأئمة وقراء وزارة الأوقاف لإحياء أيام وليالى شهر رمضان المبارك.

 بناء الوعى 

 كثيرا ما نسمع عن بناء الوعى فما هو دور الدعوة فى هذا الأمر؟ 

إن تشكيل وعى أمة أو بناء ذاكرتها ليس أمرًا سهلا ولا يسيرًا، ولا يتم بين لحظة وأخرى أو بين عشية وضحاها، إنما هو عملية شاقة ومركبة، وأصعب منه إعادة بناء هذه الذاكرة أو ردها إلى ما عسى أن تكون قد فقدته من مرتكزاتها، فما بالكم لو كانت هذه الذاكرة قد تعرضت للتشويه أو محاولات الطمس أو المحو أو الاختطاف، ولا سيما لو كان ذلك قد استمر لعقود أو لقرون؟! 

لقد تعرضت ذاكرة الأمة عبر تاريخها الطويل لمحاولات عديدة من المحو أو الشطب أو التغيير، ناهيك عن محاولات الاختطاف وحالات الخمول والجمود، وأصبحنا فى حاجة ماسة إلى استرداد هذه الذاكرة من خلال إعادة تنشيطها وتخليصها مما علق بها من شوائب فى مراحل الاختطاف والتشويه جراء محاولات المحو أو الشطب أو التغييب، التى قام بها أعداء الأمة ومن وظفوه لخدمتهم من جماعات التطرف والإرهاب.

وإذا كان من حاولوا السطو على ذاكرة أمتنا قد استخدموا المغالطات الدينية والفكرية والثقافية والتاريخية للاستيلاء على هذه الذاكرة فإن واجبنا مسابقة الزمن لكشف هذه المغالطات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان أوجه الحق والصواب بالحجة والبرهان من خلال نشر الفكر الوسطى المستنير، فى المجال الدعوى والثقافى والتعليمى والتربوى والإعلامى، وإحلال مناهج الفهم والتفكير والإبداع والابتكار محل مناهج الحفظ والتلقين والتقليد، مع اعتبار العمل على خلق حالة من الوعى المستنير واسترداد ذاكرة الأمة التى كانت مختطفة أولوية لدى العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الرأى والفكر.

على أن بناء الوعى يتطلب الإلمام بحجم التحديات التى تواجهنا لأننا دون إدراك هذه التحديات ودون الوعى بها لا يمكن أن نضع حلولًا ناجحة أو ناجعة لها، وإذا كان المناطقة يؤكدون أن الحكم على الشىء فرع عن تصوره، فإن معالجته أو مواجهة ما يرتبط به من تحديات لا يمكن أن تتم دون سبر أغوار وأعماق هذا التصور.