الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من المكتبة الأزهرية «الإمام والبابا والطريق الصعب».. كتاب يسرد رحلة وثيقة الأخوة الإنسانية

يعد   كتاب «الإمام والبابا والطريق الصعب» والذى قام الأزهر الشريف بطباعته .. شهادة على ميلاد وثيقة الأخوة الإنسانية لمؤلفه محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، والمستشار السابق لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.



يتناول الكتاب المراحل التى مرت بها وثيقة الأخوة الإنسانية، حتى توقيعها فى 4 فبراير 2019 فى أبوظبى، ويسرد المؤلف الخطوات المتسارعة التى خطاها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، نحو نشر السلام العالمى، والتى بدأت بزيارة الإمام الطيب إلى الفاتيكان ثم زيارة البابا فرنسيس إلى الأزهر الشريف، لتتنامى بعدها العلاقة الأخوية بين الرمزين الكبيرين وتتوالى اللقاءات والتى شهد أحدها ميلاد فكرة وثيقة الأخوة الإنسانية، وواصل المؤلف سرده وقائع ترتيبات الإعداد للوثيقة حتى خروجها بشكلها الذى أبهر العالم، واختتم المؤلف كتابه بالحديث عن جهود العمل من أجل تفعيل وثيقة الأخوة من خلال تشكيل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.

ويشير المؤلف فى مقدمة كتابه إلى حيثيات وأسباب تأليفه للكتاب، فيذكر بالقول: «فكَّرتُ مليًّا فى إمكانيَّةِ نشرِ شهادتى عن وثيقةِ الأُخوَّةِ، بعد أن ظَهَرَت للعَلَنِ، وتقبَّلَها العالَمُ بقَبولٍ حَسَنٍ، فاقَ كلَّ التَّصوُّراتِ والتَّوقُّعاتِ، وشعُرتُ بعدها أن العالَمَ أصبح قريتى، والبشريَّةَ أُسرتى، ومِن ثَمَّ أصبحَ واجبًا عليَّ مُحتَّمًا أن أنقُلَ للنَّاسِ ما جرى.. فنَشِطتُ فى تسجيلِ ما وَعَتهُ الذَّاكرةُ، وانطبعَ على لَوحِ حافظتِها، وبالرَّغمِ من أنَّنى لستُ من الكُتَّابِ البارعينَ، ولا مِن المتضلِّعين فى فنونِ الأدبِ والبيانِ؛ إلَّا أنَّ القلمَ - بفضلِ الله- تَسخَّرَت له الألفاظُ، فعَبَّرَ عن المعانى بصُورةٍ هى دونَ ما كنتُ آمُلُ بالتَّأكيدِ، ولكنْ ما كلُّ ما يتمنَّاه المرء يُدرِكُه، فحسْبى أنَّنى سجَّلتُ خواطرى فى هذه الشَّهادةِ، أقولُ: «الشَّهادة» وأنا أَعِى كرجُلِ قضاءٍ وعدالةٍ ما أقولُ؛ فالشَّاهدُ يجبُ أن يكونَ الميزانَ الَّذى لا يميلُ إلَّا للحَقِّ؛ فلا يجذبُه هوًى، ولا تُميله رغبةٌ أو رهبةٌ».

ويتميز الكتاب بتسلسل منطقى يفيد القارئ فى فهم واستيعاب الأحداث ويساعده على معرفة عناصر القصة، والقدرة على نقل القارئ ليعايش تفاصيل هذه الرحلة، حيث تناول الكاتب شخصية الإمام الأكبر كما عرفها الكاتب عن قرب، وتمكن فى سطور قليلة من وصف الجوانب المختلفة لتلك الشخصية العظيمة، وكيف أثر هذا التكوين فى بناء شخصية قائد محب للسلام، مؤمن بالتعايش مع الآخر.

ونقل الكتاب شهادة فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف حول الكتاب بالقول: «أحسَنَ القاضى صُنعًا فى كتابِه هذا عندما نَشِطَ له، وجَدَّ واجتهدَ فى تأليفه بهِمَّةٍ عاليةٍ وعَزمٍ نافذٍ، فخرج لنا بهذا الكتابِ..وقد تصفَّحتُه فوجدتُه كتابًا مهمًّا، جامعًا لمراحل صناعة «الوثيقة»، كاشفًا عن بعض المقاصد والأسرار، مُتكفِّلًا بذِكر لطيفِ الإشارات التى صاحبَتْها، كلُّ ذلك بأسلوبٍ حديثٍ مُنمَّق، وروايةٍ صادقة للوقائع والأحداث، بعيدة عن المجازفات الفكرية، والتعصب والجمود».

كما نقل الكاتب شهادة البابا فرنسيس فى مقدمة كتابه «لم أكن أتوقع أن القاضى محمد عبدالسلام سينتهى بهذه السرعة من كتابه هذا، ويحتوى هذا الكتاب على اللحظات المهمة لهذه الرحلة والتى دفعتنا إلى التوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية» معًا فى الرابع من فبراير 2019 فى «أبو ظبى»، فكان الابن العزيز محمد عبدالسلام شاهد عيان على الخطوات التى تم اتخاذها والتحديات والصعوبات التى تم مواجهتها من أجل تحقيق هذا الهدف، لم يكن شاهدًا فقط، بل شارك بحماس وتفان فى هذا العمل، لقد أظهر القاضى محمد عبد السلام لى ولأخى الإمام أحمد الطيب أنه يستحق الثقة التى منحه إياها».

ويشرح الكتاب كيف أعاد وصول البابا فرنسيس إلى رأس الكنيسة الكاثوليكية الأمل إلى الإمام الأكبر لعودة العلاقات مع أكبر مؤسسة دينية مسيحية، حيث عرف عن البابا فرنسيس، حبه للسلام وانفتاحه على الآخر، فكان قرار الإمام جريئًا وقويًا بزيارة الفاتيكان، كما يكشف صعوبة العقبات التى تم تخطيها لإتمام هذه الخطوة، خاصة فى ظل الفتور الذى كان يشوب علاقة الأزهر بالفاتيكان قبل فترة الطيب وفرنسيس، وغيرها من الصعوبات التى احتاجت إلى إرادة قوية وعزيمة صادقة للتغلب عليها.