الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة بيان مصر يكشف حرب الإبادة البيئية فى غزة وازدواجية المعايير فى مواجهة الكوارث البيئية

مثلما غض قادة الدول المنحازة أبصارهم وصموا آذانهم عن حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى، فإنهم غضوا وصموا وصمتوا إزاء تدمير البيئة الفلسطينية بكل ما فيها من بشر وشجر، أرض وماء وسماء.. حتى المنظمات الدولية المعنية بالبيئة بما فيها منظمات أممية لم تهب لوقف الحرب الوحشية لإنهاء جميع أشكال الحياة فى غزة.



أمام التجاهل الدولى للتدهور البيئى المتعمد الذى تقوم به إسرائيل أعربت مصر عن رفضها لما يحدث فى غزة وذلك من خلال البيان الرسمى الذى ألقته الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة بالعاصمة الكينية نيروبى وذلك ضمن فعاليات أعمال الدورة السادسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة..  وكان لكلمة مصر صدى دولى كبير، حيث أكدت وزيرة البيئة على عدم إمكانية الاستمرار فى إعطاء رسائل متضاربة وازدواجية المعايير فى الحفاظ على البيئة وغض البصر عما يحدث فى الأراضى الفلسطينية رغم وضوح الانتهاك الصارخ الذى تمارسه إسرائيل وموثق أمام العالم، مشددة على صعوبة الاستمرار إعطاء رسائل متضاربة تعقيبًا على أحداث غزة.. ودعت الوزيرة فى بيان مصر إلى اتخاذ موقف موحد لمنح الشعب الفلسطينى الحق الكامل فى الحصول على احتياجاته الأساسية من موارده الطبيعية.. كما أشارت إلى تطابق الوضع فى منطقة البحر الأحمر حيث الصراع غير المسبوق والذى تسبب فى تدمير النظام البيئى والتنوع البيولوجى فى المياه البحرية.

وطالبت الدكتور ياسمين فؤاد الجميع فى كلمتها إلى وقف الصراع لإنقاذ كوكب الأرض دون انتقاء واختيار لمناطق أو شعوب وأخرى، داعية إلى تعزيز عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة والتأكيد على ما تم الاتفاق عليه بشأن الاتفاقات البيئية ومواجهة القضايا البيئية الناشئة.

حظت كلمة وزيرة البيئة باهتمام إعلامى دولى ومحلى حول ما تم فى اجتماع الجمعية العامة بنيروبى حيث التقت بصحفيى البيئة عبر خاصية الفيديو كونفرانس، وأشارت خلاله إلى إلقاء مصر الضوء على التأثيرات البيئية الخطيرة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى بقطاع غزة وحق هذا الشعب فى العيش الآمن والحفاظ على موارده الطبيعية.. وواصلت الوزيرة تأكيدها على أهمية البيان المصرى فى مواجهة خطر ازدواجية المعايير حيث إن هناك غيابًا تامًا لما يحدث فى فلسطين فى هذا المحفل الدولى المهم، وعقبت الوزيرة على التساؤل بردود أفعال الحاضرين «بالصمت... »، مشيرة إلى اهتمام المنظمات الدولية بالملفات البيئية المهمة مثل تغير المناخ أو التنوع البيولوجى أو التلوث البلاستيكى ويتم التفاوض عليها فى حين أن أهم قضية والتى تمس الكوارث البيئية مثل ما يحدث فى فلسطين والسودان وغيرها من الدول يتم تجاهلها وعدم الإشارة إليها.

أشارت الوزيرة ردًا على تساؤلات الصحفيين أنه لا يوجد دراسات توضح الأوضاع البيئية للأراضى الفلسطينية مطالبة بوجود لجان عقب الهدنة توثق تلك الأوضاع، مؤكدة على إمكانية تعاون الوزارة والإعلاميين لتوفير بعض الدراسات غير الرسمية حول أبعاد وتأثيرات الحرب فى نقص المياه والغذاء والطاقة وجميع أشكال الاحتياجات الأساسية على البيئة ويتم ربطها بالمعاهدات الدولية.

أوضحت وزيرة البيئة أن الموقف المصرى واضح تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان هناك قرار مقدم من اوكرانيا يتحدث عن الحرب دون تسليط الضوء على ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية، لكن قامت مصر والمجموعة العربية بالتأكيد على أن يكون القرار عامًا وشاملًا، لا يتحدث عن أوكرانيا فقط ولكن يؤكد على تأثير الحرب على المناطق التى يقطن بها الفلسطينيون.. ولفتت الوزيرة إلى ما يحدث من صراعات فى البحر الأحمر وتؤثر بشكل كبير على الكائنات البحرية والنظم البيئية والتنوع البيولوجى.، مؤكدة على مطالبتها بعقد اجتماع طارئ لمجلس أمناء اتفاقية البحر الاحمر وخليج عدن، وسيتم التنسيق مع المجموعة العربية لاتخاذ موقف موحد حيث تتولى مصر الآن رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء البيئة العرب.

الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد» رحبت ببيان مصر أمام جمعية الأمم المتحدة للبيئة حيث أشار الدكتور عماد الدين عدلى أن البيان جاء معبرًا عن آراء وتطلعات جميع العاملين والمعنيين بالشأن البيئى والتنمية المستدامة فى الدول العربية خاصة فيما يتعلق بضمان حصول أبناء الشعب الفلسطينى على حقوقهم فى الموارد الطبيعية، ووقف التدمير المتعمد للنظم البيئية فى الأراضى الفلسطينية.. ومن ناحية أخرى دعت «رائد» إلى تحرك سريع لتجنب كارثة بيئية فى البحر الأحمر بسبب غرق سفينة الشحن روبيمار وتسرب حمولتها حيث تحمل السفينة ما يقرب من 41 الف طن من أسمدة كبريتات فوسفات الأمونيوم شديدة السمية والقابلة للاشتعال.. وحذرت «رائد» من تداعيات تلك الكارثة الأمر الذى يهدد باختلال النظم البيئية وفقدان الكثير من الكائنات البحرية واستمرار آثار تلك الكارثة لعدة سنوات قادمة.

فى هذا السياق أكدت نسرين التميمى رئيس سلطة جودة البيئة الفلسطينية خلال كلمتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة أن يوم البيئة الفلسطينى الذى يوافق الخامس من مارس يأتى هذا العام فى ظل استمرار إسرائيل في حربها الوحشية ضد البيئة بكل جوانبها، سواء تدمير البنية التحتية وزيادة نسب التلوث بشكل لم يحدث فى أى حروب سابقة أو حالية وذلك نتيجة القصف بالمتفجرات ما أدى إلى تراكم كم هائل من النفايات تسببت فى تلويث الهواء والتربة والمياه فى مخالفة صارخة للمواثيق والمعاهدات الدولية، وأشارت أيضًا إلى تعدى الاحتلال الاسرائيلى على الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية وتلويث التربة والمياه، كما يقوم المستوطنون بتجريف الأراضى وتدمير المحاصيل الزراعية.

وقد أعلنت نسرين التميمى قبول برنامج الأمم المتحدة للبيئة طلب دولة فلسطين الرسمى بإجراء تقييم بيئى لآثار الحرب الإسرائيلية على غزة وذلك خلال لقائها انجر اندرسون المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة على هامش فعاليات الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة بنيروبى، اعتبرت التميمى الاستجابة وإعداد تقرير أولى هو مقدمة لدراسة أعمق للتأثيرات البيئية للحرب، مؤكدة على ضرورة دعم إجراء هذا التقرير بشكل شامل وعاجل وإيفاد الطواقم اللازمة للتحقق من الجرائم البيئية المستمرة فى قطاع غزة.

فى النهاية أرى أن العجز الدولى عن وقف الحرب الوحشية على الشعب الفلسطينى والبيئة الفلسطينية يشمل أيضًا المنظمات الأممية المعنية بحماية الكوكب، وهى لا تملك إلا التعاطف والاستجابات الشكلية وأحياناً التجاهل، وذلك لعوائق يفرضها الكيان الصهيونى بمساندة القوى الكبرى.