الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الطريق الثالث.. طوفان الأقصى يربك علاقة الغرب مع «الإسلام».. وإسرائيل تشعل فتنة «الدين» هل تقبل حماس التفاوض مع «نتنياهو» على «خطبة الجمعة»؟

الطريق الثالث.. طوفان الأقصى يربك علاقة الغرب مع «الإسلام».. وإسرائيل تشعل فتنة «الدين» هل تقبل حماس التفاوض مع «نتنياهو» على «خطبة الجمعة»؟

هل تأثرت صورة «الإسلام» فى الغرب بعد طوفان الأقصى؟ ولماذا تصر إسرائيل على إقحام «الدين» فى حربها ضد العرب والفلسطينيين؟ استفهامات كثيرة تتزايد مع مرور الأيام الثقيلة التى نعيشها منذ السابع من أكتوبر الماضى، وترتبط بأحاديث شائكة ومربكة خاصة مع تصدُّر حماس لمشهد المقاومة وهى إحدى فصائله الفلسطينية التى تستند على «الدين» كمرجعية أصيلة، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لأن يضع هذا «الدين» فى صدارة رؤيته وخطته لـ«اليوم التالى» فى غزة، وهى الخطة التى لاقت استهجانًا عربيًا وفلسطينيًا، وعبريًا أيضًا.



وعداء نتنياهو للإسلام مزمن وقديم، ولا يترك فرصة منذ شق طريقه السياسى قبل أكثر من ربع قرن، إلا ووضع الإسلام فى صدارة أعداء دولته الموعودة، يخلط بقصد بين الدين الحنيف والتطرف العنيف، ويستغل كل الحوادث ليلصق بالمقاومة أقبح الصفات، فهى فى نظره جريمة دافعها الدين، لهذا يلهث هذه المرة فى خطته الجديدة التى أعلنها قبل أيام ليجبر أهل غزة على التدين المشروط ليسمح لهم بإعادة إعمار مدنهم التى دمرها جيش الاحتلال وأحالها إلى خراب تكتظ بالأشلاء والركام، فيما سمى بخطة «اليوم التالى» فى غزة بعد الحرب.

خطبة الجمعة بالعبرية!

وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية قد نشرت تقريرًا فى سياق استعراضها لأصداء خطة بنيامين نتنياهو، والتى تؤكد الصحيفة أنها قد واجهت انتقادات فى وسائل إعلام عبرية لم تسمها، فيما ذكرت الصحيفة أن يسرائيل كاتس وزير الخارجية فى حكومة الاحتلال، قد دافع عن الخطة، وكشف أنه عند تطبيقها، «ستقوم تل أبيب بكتابة خطبة الجمعة لأئمة المساجد فى غزة».

وكان نتنياهو قد أعلن هذه الوثيقة بعد تعرضه لضغوط شديدة من الولايات المتحدة طيلة 4 أشهر، تطلب منه توضيح ما الذى يريده حقًا من هذه الحرب على غزة، كذلك بعد إلحاح قيادة جيش الاحتلال عليه أن يوضّح أهداف حكومته السياسية حتى تبنى عليها خططها العسكرية.

وكما كان متوقعًا، فقد رفضها كل الناطقين الفلسطينيين، وفى غزة، لم يرفضوها فقط، بل سخروا منها بحسب ما ذكرت الصحيفة، ونسجوا النكات حولها، خصوصًا البند الذى يتحدث عن أن إسرائيل لن تسمح بإعمار غزة، قبل استكمال نزع السلاح فى القطاع وتنفيذ خطة التربية ضد التطرف، بوضع منهاجَين تعليمى ودينى جديدَين.

أسلمت أمريكا

فيما انتشر قبل شهرين خبر، حمل شعار قناة «الجزيرة» القطرية تنسبه إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، يتحدث عن اتجاه عدد من الأمريكيين إلى دخول الإسلام بعد طوفان الأقصى انبهارًا بصمود الفلسطينيين، تعاملت فى البداية باستخفاف مع الخبر لشكى فى عدم صحته، حيث أننى لم أجد له مثيلًا فى أى مواقع أمريكية، بينما نقلته مواقعنا العربية والمصرية بحماس وسذاجة، حتى صدمنى خبر وفاة الطيار الأمريكى الذى أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن لرفضه المشاركة فى إبادة الشعب الفلسطينى، فأدركت مدى الزلزال الذى أصاب المجتمع الأمريكى جراء ما يحدث على حدودنا الغربية فى قطاع غزة، والذى تؤكده المظاهرات المستمرة التى لا تتوقف فى العديد من المدن الأمريكية لنصرة الشعب الفلسطينى.

فى المقابل وعقب اندلاع الحرب فى غزة بأسابيع قليلة، كان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، قد أعلن أنه وثَّق ارتفاعًا «مروِّعًا» فى حوادث التحيز ضد العرب والمسلمين خلال الشهر الذى أعقب تصاعد العنف بين إسرائيل وحماس. وقال المجلس الذى يعتبر أكبر مجموعة للدفاع عن المسلمين فى أمريكا إنه تلقى 1283 طلبًا للمساعدة وتقارير عن التحيز، لافتًا إلى أن البيانات الجديدة تعكس زيادة بنسبة %216 فى طلبات المساعدة وحوادث التحيز المبلغ عنها مقارنة بالعام السابق. وقال مدير الأبحاث والدعوة فى مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، فى بيان تمت مشاركته مع «شبكة CNN» الأمريكية، إن البيانات تمثل أكبر موجة من التحيز ضد الإسلام والتحيز ضد العرب سجلتها المنظمة.

الإسلاموفوبيا تعود إلى لندن

وفى بريطانيا ألقت غزة وحربها بظلال على تصاعد مواجهة سياسية حادة، حيث انتقد نواب كبار فى حزب المحافظين البريطانى، تصريحات نائب رئيس الحزب السابق لى أندرسون ووصفوها بالعنصرية بحسب ما أكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، التى نشرت تقريرا بعنوان: «فى ظل تفاقم الإسلاموفوبيا.. دعوات لتدخل رئيس الوزراء». 

جاء ذلك بعد حديث عنصرى لأندرسون عن صادق خان عمدة العاصمة لندن، على قناة «GB News»، كذلك رفضه الاعتذار عما ذكره، وهى تصريحات وصفتها رئيس حزب العمال (المنافس) أنيليزدودز، بأنها كانت «معادية للإسلام بشكل لا لبس فيه، ومثيرة للانقسام، ومضرة». فيما نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية ردًا من عمدة لندن أكد أن التصريحات عنصرية مشيرًا إلى «الأرقام التى تُظهر ارتفاعًا فى حوادث الكراهية ضد المسلمين فى الأشهر الأخيرة فى بريطانيا»، مضيفًا إن تعليقات أندرسون «تصب الزيت على النار». 

لماذا يكره الغرب الإسلام؟

فيما عنون عالم الاجتماع الإيطالى الشهير أليساندرو أورسينى المتخصص فى قضايا الأمن العالمى، أحد تحليلاته المتداولة إعلاميًا «هل يكره الغرب الإسلام؟»، ثم أكمل قائلًا: «الوحوش هم نحن.. مجزرة غزة تكشف أن لا أحد يقوم بانتهاك حقوق الإنسان مثلما تفعله الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى الأدلة التجريبية تشير إلى أنه لا يوجد أى تحالف أكثر إجرامًا وانعداما للإنسانية من ثلاثى المفوضية الأوروبية، والبيت الأبيض، وإسرائيل».

وكانت صحيفة «إلفاتو كوتيديانو» الإيطالية قد نشرت مقالًا له يتطرق فيه إلى ازدواجية المعايير فى إسقاط صفة «الإرهاب» بشخص أو كيان ما، حيث ختم بموضوعية موضحًا: «إحدى الأطروحات الأكثر انتشارًا فى إيطاليا هى أن الإسلام يكره الغرب لأن قنابل داعش قتلت 130 شخصًا فى باريس فى عام 2015. لكن قنابل الغرب - كما يقول المسلمون - قتلت 18000 مسلم فى غزة خلال شهرين. تخيل أن علماء الاجتماع قرروا قياس كراهية حضارة ما اتجاه أخرى على أساس عدد المذابح التى ارتكبت ضد السكان المكروهين.

الإحصائيات فى متناول اليد، أى حضارة أكثر عنفًا ومليئة بالكراهية بين الإسلام والغرب؟».

ويختم إليساندرو بحسم: «المنطق يقول إن الغرب هو من يكره الإسلام ويختلق الأسباب لشن الهجوم عليه من أجل قمعه وشل عملية انتشاره فى جميع أرجاء كوكب الأرض».