الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفهامة .. غزة التى لا نعرفها!

الفهامة .. غزة التى لا نعرفها!

 غزة الكرامة.. والصمود والوطنية والشجاعة.. غزة الجارة التى اتضح أننا لم نكن نعرفها ولا نعرف أهلها رغم أنها تقع مباشرة على حدودنا شرقا مع سيناء ولا يفصلنا عنها سوى جدار عازل وتتكون من شريط ضيق لا تتعدى مساحته عشرات المئات من الكيلوات وعدد سكانها لا يزيد على 2 مليون و200 ألف نسمة. 



غزة الفلسطينية التى لم ينس أهلها وكل فلسطينى أرضه ووطنه ولا المسجد الأقصى وظلت معلقة فى قلوبهم ولم يتخلوا عن أحلامهم وآمالهم رغم مرور كل هذه السنوات على احتلال الكيان الإسرائيلى لأرضهم فى تحرير أرضها من العدو المغتصب المحتل حتى جاءت اللحظة المناسبة فى 7 أكتوبر فأوقعت بالكيان الإسرائيلى أكبر الخسائر واللطمات فى الأرواح والعتاد لم تحدث له على مدار سنوات احتلاله والحروب التى خاضتها ولم تفق إسرائيل حتى الآن من الضربة التى وجهتها حماس لها. 

غزة الكرامة أو حماس أو المقاومة وكلهم واحد والتى كشفت فى 7 أكتوبر أكاذيب وادعاءات الكيان المحتل الإسرائيلى أن الفلسطينيين هم من قاموا ببيع أراضيهم وفرطوا فيها في عام النكبة ولا يزال يردد أكاذيبه ورغم قيامه بالاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية فى الضفة وغيرها بالقتل والاعتقال خارج القانون وإخراجهم من بيوتهم وتسكين المستوطنين اليهود فيها وإقامة المستوطنات والاعتداء على الأقصى ومنع المصلين من الصلاة فيه أمام سمع وبصر العالم ولم يتحرك العالم ولا منظمات حقوق الإنسان ضاربا بكل المعاهدات والقوانين الدولية والدساتير العالمية والتى تمنع الاستيلاء على أراضى الغير بالقوة وإبادتهم وتهجيرهم عرض الحائط. 

غزة والمقاومة بكل فصائلها عرت الوجه القبيح لإسرائيل، بأنها الدولة الوحيدة فى المنطقة الديمقراطية والحامية للقانون وحقوق الإنسان وأن الشعوب العربية شعوب همجية لا تستحق الحياة.. وغيرت أفكار الشعوب فى دول العالم عن القضية الفلسطينية وأخرجتها إلى الفضاء الكونى وغيرت الرأى العالمى بعد أن كان مدافعا عن إسرائيل وأفعالها العنصرية واللا إنسانية إلى مساعد للقضية الفلسطينية والفلسطينيين وحقهم فى حياة كريمة وإنسانية وحقهم فى أرضهم والدفاع عنها ضد المحتل. 

غزة الكرامة التى أركعت أكبر الدول وأقواها أمريكا وإسرائيل ومعها دول أوروبا وأجبرتها على التفاوض معها، بل تنتظر موافقتها على شروطهم وهى التى أكدت وتؤكد كل يوم أنه لا تفاوض ولا إفراج عن الأسرى إلا بعد وقف القتال تماما وانسحاب إسرائيل والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وإدخال المساعدات.

ورغم ما أنزلته آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة بسكان غزة المدنيين والمجازر التى قامت بها لا يوجد لها توصيف فى كل القوانين العالمية وذبحها وقتلها الأطفال والرضع والنساء المدنيين وهدمها المنازل والبيوت وقتلها المرضى والجرحى والصحفيين وتجويعهم وإبادتهم وتهجيرهم بالقوة.. لا يزال أهلها صامدين أطفالهم قبل رجالهم وشبابهم، ونساؤهم قبل شيوخهم يسعون للشهادة فى شجاعة يتعجب لها العالم، وليس ببعيد قصة الطفلة هند التى قتلها الاحتلال بدم بارد واهتز لها ضمير العالم لتحرير أرضهم من العدو المحتل الإسرائيلى.

النصرة لغزة والمقاومين الفلسطينيين والرحمة للشهداء والهزيمة للمحتل المعتدى المغتصب للأرض «إسرائيل».