محمد الجزار
العالم يقاضى إسرائيل فى المحاولة الأخيرة لإنقاذ الفلسطينيين
منذ قيام جنوب أفريقيا برفع القضية أمام محكمة العدل الدولية فى يناير الماضى ضد إبادة الفلسطينيين وهو ما فعله أحفاد نيلسون مانديلا تنفيذا لوصيته بضرورة تحرير واستقلال فلسطين، فقام العالم بمحاولته الأخيرة للدفاع عن العدل والحرية؛ 52 دولة تقدم مرافعتها أمام المحكمة وثلاث منظمات دولية فى محاولة لوقف مجزرة لقرابة 2 مليون فلسطينى، هذه هى أكبر محاكمة تعقد فى لاهاى منذ إنشائها عام 1946 وما زال العالم فى غيبوبة، الأحرار يحاولون وقف المجزرة.. وأمريكا فقط وإنجلترا ضد وقف الحرب للمرة الثالثة أمريكا تعطل قرار مجلس الأمن بوقف العدوان على الفلسطينيين وتستخدم حق الفيتو للمرة 114 منها 83 مرة لمنع إدانة إسرائيل بلطجى أمريكا المدلل فى منطقة الشرق الأوسط، أى فيتو وأى دولة عظمى تقبل بمجازر يومية ضد الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، ويبدو أن إنجلترا هى العقل المدبر الذى يقود بلطجى العالم أمريكا حيث امتنعت عن التصويت بينما 13 دولة وافقت فى مجلس الأمن لوقف العدوان على غزة وكالعادة رفضت أمريكا والمؤسف هو نشر صحف الصهيونية والإعلام المضلل أن الخلافات تدب بين أمريكا وإسرائيل، فى سيناريوهات بالية مفضوحة لا يصدقها الأطفال، وإذا كانت هناك خلافات كما يروج إعلام العنصرية والفبركة فلماذا رفضت أمريكا العظمى قرار وقف إطلاق النار، والأربعاء الماضى قدمت مصر مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية وعلى طول الطريق تؤكد مصر موقفها الرافض لإبادة الفلسطينيين أو التهجير القصرى وأمام الأمم المتحدة وفى كل المحافل الدولية أدانت مصر قرار أمريكا باستخدام حق الفيتو ضد قرار الجزائر الممثل العربى فى مجلس الأمن والمجموعة العربية والإسلامية، قرار أمريكى محبط ومخيب للآمال لأنه لم يراع السلم والأمن العالميين أو تقارير جميع المنظمات الدولية التى تحذر من إبادة ومجزرة تاريخية للفلسطينيين والكارثة الكبرى أن القرار الأمريكى لم يقبل بضرورة وقف المجازر بعد مرور 140 يوما من الحرب والتصفية واستشهاد أكثر من 30 ألف إنسان، ويبقى موقف مصر ثابتا بضرورة حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة فلسطين والعودة لحدود 4 يونيو 67 من أجل حماية المدنيين وإنقاذ المنطقة من كارثة كبرى وتستمر أمريكا فى غيها وفى مواجهة العالم أجمع دون إحساس بما يحدث فى فلسطين الدولة التى عانت من الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية طوال 75 عاما وإسرائيل ترفض الاعتراف بدولة فلسطين ولا تقبل بقرارات الشرعية الدولية وتصر على مواصلة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية وليس هذا فقط لكنها تمارس أبشع الانتهاكات والجرائم اليومية وتقتحم المدن والبلدان الفلسطينية وتعتقل وتقتل وتحاصر وتهجر وتطرد الفلسطينيين من أراضيهم وتحرمهم من أبسط الحقوق المعترف بها دوليا وإنسانيًا.
استمرار الإبادة التاريخية وما يحدث فى غزة ثم رفح ليس سوى حلقة من الأحداث فى سلسلة طويلة من الجرائم التى يحرمها القانون الدولى لتكشف عن عقيدة احتلال يحاول محو شعب من الوجود، المؤسف أن كل ما يحدث هو أمام العالم وعلى الهواء مباشرة ولكن من الضرورى أن يقف الجميع لمواجهة هذا الدمار والتدمير والإبادة والمجازر فإن العالم يواجه إسرائيل قضائيا الآن من خلال محكمة العدل الدولية فى حدث قد يشكل سابقة فى التاريخ من حيث عدد الإحاطات المكتوبة الشفهية للدول التى وصلت إلى 52 دولة وكل ما نتمناه أن يأتى حصاره على إسرائيل بوقف المجازر وعودة الحق وإنقاذ الشعب الفلسطينى، رغم أن جيش الاحتلال لا يراعى أى حرمات حيث كشف تقرير صادر من مكتب المفاوض السامى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قيام جيش الاحتلال بعمليات انتهاكات وقتل متعمد بحق النساء والفتيات فى قطاع غزة وهى الجريمة الجديدة التى تضاف لسجل جرائم الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى وأن النساء والفتيات فى قطاع غزة تعرضن إلى انتهاكات جسيمة من قبل جيش الاحتلال مطالبين بالتحقيق الفورى فى الانتهاكات التى مورست بحقهن لدرجة قيام جيش الاحتلال بعملية إعدام تعسفى بحق النساء والفتيات والفلسطينيات مع أفراد عائلتهن بالقطاع مع المعاملة غير الإنسانية وحرمانهن من الدواء والطعام وأدوات النظافة الشخصية وتعرضهن للضرب المبرح واحتجازهن فى أقفاص مغلقة والمؤسف أن هناك عددًا كبيرًا من النساء الحوامل ينتظرن الولادة لا يعرفن أين ستتم ولا يحصلن على أى متابعة طبية، ورغما عنهم ستظل أرض فلسطين تقبل الشهداء وتلد مجاهدين جددا وستبقى فلسطين عربية.