الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. سوزان ساراندون.. أفلام وسياسة

عكس الاتجاه.. سوزان ساراندون.. أفلام وسياسة

لا أظن أن جماهير العالم صارت تنطلى عليهم حكاية شجاعة الممثلة الأمريكية الكبيرة «سوزان ساراندون» وموقفها المدافع فى شوارع أمريكا وفى أروقة الكونجرس عن أهالينا فى غزة الأسبوع الماضى، ولا هجومها الواضح على جيش الاحتلال الإسرائيلى، إذ إنها منذ أشهر ثلاثة قد خرجت فى ذات المشهد المهيب لكن صهاينة هوليوود عملوا على إسكاتها بعد تهديدها فى (لُقمة عيشها)، فكان أن خافت وارتعبت ثم اعتذرت للإسرائيليين ولصهاينة الدنيا واختفت ثلاثة أشهر ثم عادت بقوة لتهاجم صهاينة فلسطين المحتلة وصهاينة سينما أمريكا. 



لقد فعلها من قبل «جورج كلونى» أيام حرب دارفور السودان، وفعلتها وتفعلها لا تزال «أنجلينا جولى» منذ العام 2001 وحتى هذه اللحظة فى حرب الصهاينة على غزة، حيث قادت أنجلينا حملة ضد منظمات حقوق إنسان بلادها.. ونحن لا نعلم من الذى يختار النجوم- وبأى مقياس ولأى سبب- ويمنحهم ألقاب سفراء النوايا الحسنة ويطلقهم فى منطقتنا الموبوءة بعدوان بلادهم؟

سيبقى السؤال الأهم: أين اختفى صوت «جين فوندا»؟ ولماذا ابتلعت القطة لسانها فى إبادة الصهاينة لغزة بينما كان لسانها طويلا مليئًا بالسباب وكفها يطول حتى الرئيس الأمريكى صفعًا على الوجه أيام حرب فيتنام؟ هل الحكاية مجرد توزيع أدوار سينما وسياسة وإطلاق هؤلاء النجوم بعد تلقينهم السكريبت على شعوب العالم لامتصاص غضب الناس؟ أم أنها رسائل الكبار لنا؛ الكبار الذين يديرون الكون ولا نراهم.. نحن نسمع عنهم ونردد أسماءهم! 

«سوزان ساراندون» الممثلة القديرة صاحبة الثمانية وسبعين عامًا وعدد من أهم أفلام هوليوود والتى ما إن ناصرت طوفان الأقصى فى شهر نوفمبر الماضى حتى اتهمها صهاينة هوليوود بمعاداة السامية وكان أن حاربوها وضيقوا عليها فى العمل والرزق واتهموها بمعاداة السامية، كما فعلوا من قبل مع «مارلون براندو»، إلا أن «ساراندون» سارعت بالاعتذار لليهود، لكنها ولسبب غامض وشديد الغرابة عادت لتهاجم صهاينة اليهود وجمعياتهم الإنسانية التى تزين وجه ضمير أمريكا المجرم، وطالبت الكونجرس بوقف تمويل حرب الإبادة فى غزة وفلسطين، وراحت تنتصر لضحايا عدوان غزة فى مظاهرة مصورة مع عدد من زملاء مؤسسة هوليوود شاهدها جماهير العالم لايف من داخل أروقة الكونجرس الأسبوع الماضى! هذه المرة لم يتهمها أحد بمعاداة السامية ولم تهددها مؤسسة هوليود (بقطع عيشها)! ثمة أمور حدثت وتحدث ليس مع سوزان ساراندون تحديدا، بمعنى أنه ربما لا تكون فنانة هوليوود الكبيرة هى المقصودة، ربما كانت هى وشفرات مليئة بالألغاز إلينا من أولئك الذين يديرون دفة العالم الغارق كباره فى العنصرية والسادية والإجرام، فهل ثمة حدث مخالف أو مخاتل أو مفاجئ غير كل ما يجرى سيحدث؟

ثمة أمرٌ آخر أكثر ريبة يخص سمعة «ساراندون» إذ قد زُجّ باسمها داخل قائمة «جيفرى أبستاين» فى شهر سبتمبر الماضى، قائمة العار والتى اتُهِم فيها كبار رجال ونساء العالم المتنفذين؛ بالاغتصاب والقتل والتربح، كان اسم سوزان ساراندون واضحا فى القائمة، تلك الفضيحة المدوية التى خَرَسَ صوتها وخَبَا خبرها منذ شهر أكتوبر وحتى الآن، وساراندون معروفة من قبل بموقفها القوى الشجاع العلنى المناهض لأمريكا فى غزوها للعراق عام 2003 وناصرت فلسطين وأسمت إسرائيل بالكيان المحتل، واستمرت فى ممارسة عملها الفنى وحصلت على جوائز ولم يُصَيّقوا عليها الحال كما فعلوا وتراجعوا مؤخرًا.

لكن «ساراندون» فى المجمل ليست كـ«جين فوندا» صاحبة التاريخ القديم والطويل فى الحقوق والحريات، وهى ليست الأميرة ديانا التى هيأوها كحقوقية دولية وقتلوها كساقطة.

سوزان ساراندون بطـلة (Thelma & Louise) و( Stepmom) و(Dead Man Walking) وغيرها من الأفلام المهمة ذات التأثير، تُرَى ما هو الدور السياسى الذى منحوه لها ثم تراجعوا عنه ثم أعادوه إليها من جديد؟  أما لماذا ترك «جورج كلونى» السودان وحيدا الآن بلا أى زيارة أو تويتة أو نداء لأممه المتحدة فى ولاياته المتحدة كما فعل فى العام 2015 أيام دارفور.. كان كلونى- المُدرج اسمه كمغتَصِب فى قائمة جيفرى أبستاين المكشوف عنها الحجاب مؤخرا- قد زار دارفور عدة مرات، أيام حرب دارفور الواقعة فى المنطقة الحدودية بين تشاد والسودان، أو ما تُعرَف بمنطقة دارفور السودانية، وحكى حكايا بالغة الأسى عن مشاهداته بأم عينه هناك، حيث كان اللاجئون محاصرين داخل مخيمات لا تليق، والنساءُ كُنّ يواجهن خطر الموت والاغتصاب، بينما كن ينقبن بحثا عن الطعام لأولادهن، والأطفال يُبادون بالمئات، تماما كما تفعل إسرائيل فى غزة، بل تماما كما يحدث فى السودان الآن ومنذ عدة أشهر لا منذ سنوات، هذا وقد ضربت العتمة والإظلام والعَمى التام إعلاميا وحقوقيا وسينمائيا وهوليووديا عمّا يحدث فى السودان من مجازر تماشيا خطوة بخطوة مع ما يحدث فى غزة.

هذا الحقوقى الممثل الشهير الذى تزوج حقوقية لبنانية الأصل «أمل علم الدين» أو «أمل كلونى» التى لم يُسمَع لها حِسّ وإسرائيل تواصل قصف الجنوب اللبناني. 

من يختار الفنانين للعب هذا الدور؟ ومن يقصيهم عن المشهدين السياسى والسينمائى؟!