الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أمريكا التى كانت عظمى أصبح رئيسها متناقضًا والمسئولون شواذًا

أمريكا التى كانت عظمى أصبح رئيسها متناقضًا والمسئولون شواذًا

لم يتوقع أحد أن تصل أكبر دولة فى العالم ورئيسها إلى هذا المستوى الذى وصلت إليه وأصبحت الصحف الأمريكية نفسها ووسائل إعلام العالم والسوشيال ميديا تسخر ليل نهار من ممارسات رجل أمريكا والعالم الأول المتلعثم رئيس التناقضات جو بايدن، رجل المستحيل الرئيس السادس والأربعين لأمريكا الذى جاء إلى الدنيا فى نوفمبر 1942 وأصبح عمره 81 عامًا ويستعد لخوض الانتخابات الأمريكية القادمة فى نوفمبر 2024 ممثلاً عن الحزب الديمقراطى، الرئيس المتلعثم المتعثر فى الطرقات والذى أصيب بكورونا منذ مدة أيضًا، لا أحد يصدق ما يفعله ولا أحد يتوقع قيامه بأفعال وأقوال غريبة لم يعتدها أحد على رئيس أكبر دولة فى العالم والذى تحت يده مفتاح نهاية العالم الذى أصابته الدهشة والصدمة من تصريحات وأقاويل وحركات جو كأنه يبحث عن الشو.. عندما يتحدث عن ميركل المستشارة الألمانية السابقة على أنها «كول» مستشار ألمانيا الأسبق، وعندما يقول إنه التقى رئيس فرنسا الأسبق فرانسوا ميتران منذ عامين رغم أنه رحل عن عالمنا منذ عام 1996، لدرجة أن بايدن أصبح يسلم على الهواء ويتعثر فى الطرقات ورغم ذلك يحاول ويعلن ويؤكد استمراره فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. الواضح أن الرئيس الأمريكى يعانى من خلل ما فى القدرات الذهنية وليس التلعثم فقط لأن هناك مشكلة فى الإدراك وهو أمر غير مستقر لديه.



الرئيس الأمريكى صاحب الـ81 عامًا وقع فى حرج كبير خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن سقط فى زلات لسان عدة واختلط عليه الأمر بشأن أسماء ومناصب قادة عالميين.. وهو ما دفع بعض المشرعين بأمريكا إلى تفعيل التعديل 25 من الدستور الأمريكى، الذى يقضى بنقل مهام الرئاسة إلى النائب فى حال أصبح الرئيس عاجزًا عن تولى منصبه.

لكن بايدن لم يقع وحده فى هذه الأخطاء، فقد احتلت القدرات العقلية وعامل السن للمرشحين للرئاسة فى الولايات المتحدة مكانة بارزة فى الحملة الانتخابية، بعد أن أفاد تقرير أن الرئيس يعانى مشاكل تتعلق بالذاكرة.. واتهم الرئيس السابق دونالد ترامب (77 عامًا) كلا من بايدن، الذى من المرجح أن يواجهه فى انتخابات الرئاسة نوفمبر المقبل، ونيكى هيلى، آخر المنافسين له على نيل ترشيح الحزب الجمهورى للرئاسة، بالافتقار إلى القدرة الذهنية لشغل منصب الرئاسة.

أما هيلى فقد وصفت ترامب بأنه يعانى قصورًا ذهنيًا، وقالت إن ترامب طاعن فى السن للدرجة التى تجعله غير مناسب للرئاسة.. لدرجة أن مستشارًا خاصًا لوزارة العدل الأمريكية قال إن ذاكرة بايدن ضعيفة، وواصل البيت الأبيض هجومه الشامل على ترامب، فيما يتعلق بعمره وقدرته الذهنية بعد أن خلط ترامب مؤخرًا بين عدد من الأسماء، بالإضافة إلى زلات لفظية.. وقال المتحدث باسم بايدن فى بيان نشرته حملة الرئيس الانتخابية: «فى كل مرة يفتح فيها دونالد ترامب فمه، يكون مشوشًا أو مختلاً أو كاذبًا أو ما هو أسوأ من ذلك».. وأصبحت مسألة الكفاءة العقلية موضوعًا رئيسيًا فى الحملة الرئاسية هذا العام، علمًا أن بايدن وترامب أكبر رجلين انتخبا للرئاسة على التوالى. وفى استطلاع أجرته رويترز مؤخرًا، قال 77 ٪ من المشاركين إنهم يتفقون مع القول إن بايدن غير مناسب للرئاسة بسبب عامل السن، بينما قال 56 ٪ إن ترامب غير مناسب بسبب عامل السن أيضًا.

كما جاء بايدن بأول وزير شاذ جنسيًا هو بيت بوتجيج الذى يقدم زوجه بافتخار فى مؤتمراته وكل أعماله! وليس غريبًا على أمريكا أو العالم؛ بل إن هناك مسئولين كبارًا شواذ أيضا فى أوروبا مثل رئيسة وزراء آيسلندا التى تزوجت روائية واعتزلت السياسة، ورئيسة وزراء صربيا ووزراء فى بلجيكا ولكسمبورج وغيرها، ومن المؤسف أن هؤلاء هم صناع فكرة تهجير الفلسطينيين، وما يحدث هو نهاية أمريكا العظمى التى كانت حلمًا لدى الجميع بحثًا عن الديمقراطية والحرية بل أصبحت كابوسًا كبيرًا ونقطة ضعف العالم لانحيازها للباطل واضطهاد الأطفال والنساء وإبادتهم بدعم ومباركة رجل أمريكا الأول الذى يظهر مثل طفل شارد يبحث عن أبويه أو مسن يعانى الزهايمر يبحث عن أحد يعرفه.

انتهى الحلم الأمريكى. انتهت أكبر أكذوبة للدولة العظمى حقًا إنها الكوميديا السوداء العالم ينظر إلى الرجل الأول لنصرة الحق ومحاربة الباطل، ولكنه يتعثر فى الطرقات ويبحث عن شىء لا يعرفه أحد، يا حلم أمريكا الماضى الذى عشنا نبحث عن وطن الديمقراطية والحق والعدل فلم نكتشف إلا أوهامًا قدمها لنا الأمريكان من خلال أفلامهم وأقلامهم المسمومة، ولا بد على العالم أن يلغى أمريكا من حساباته حتى تعود من غفلتها وتقف مع الحق ولو مرة فى تاريخها برئيس وساسة على قدر الحدث والمسئولية.