الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خلال فعاليات النسخة الأولى من تدريب الميسّرات بمشروع تحسين جودة تنمية الطفولة المبكرة .. استخدام خامات البيئة لتنمية مهارات الطفل

تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بالطفل، خصوصًا فى المراحل العمرية الأولى من سن يوم إلى أربع سنوات، حيث تشير الدراسات إلى أن السنوات الأربع الأولى هى المسئولة عن تشكيل %60 من فكر واتجاهات ومفاهيم وسلوكيات الطفل، واستكمالاً لمبادرة الشراكة المصرية اليابانية فى مجال التعليم تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، انطلقت النسخة الأولى من تدريب المدربين لتنمية مهارات الميسّرات بمشروع تحسين جودة تنمية الطفولة المبكرة بوزارة التضامن الاجتماعى.



 تعزيز النمو البدنى للطفل

وقامت «روزاليوسف» بعدة لقاءات مع منسقى المشروع وبعض الحضانات، حيث تقول منى إبراهيم من مشروع جودة الطفولة المبكرة ومنسق مع الخبراء اليابانيين: الطفل يتعامل مع 3 هم ولى الأمر والميسّرة والمديرية بطريق غير مباشر، لذا المشروع يعمل على 3 أشياء أولاً التقييم والمتابعة وثانيًا تدريب الميسّرات ومديرى الحضانات وثالثًا أولياء الأمور، مضيفة أننا نقوم بحملات توعية لأولياء الأمور من خلال 3 موضوعات أولها التعلم من خلال اللعب وتقوم بتعليمه الخبيرة اليابانية السيدة ساناى أندو وهى خبيرة فى مجال الطفولة المبكرة وتتحدث عن أهمية اللعب للطفل وهل الأنشطة اليومية تعتبر لعبًا وهل اللعب وقت الفراغ والتسلية فقط أم نستطيع أن نخرج منه بمهارات وقيم معينة، ونقوم بأنشطة مع أولياء الأمور فمن خلال ورقة بسيطة نعمل نشاطًا ونمتع الطفل ونخرج بالخمس فوائد للعب، ففى اليابان لديهم نشاط هو فن طى الورق فمن خلاله الطفل يخرج بفوائد مثل تعزيز النمو البدنى فيستخدم العين ويتم التنسيق بين عمل العين مع عمل اليد أثناء النشاط فينمى قدرات الطفل.

 نستهدف 500 حضانة

وتابعت: نحن بالفعل نعمل فى المرحلة الثانية فعملنا بعدة محافظات منها أسوان والجيزة وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وأولياء الأمور كانوا سعداء من استجابة الأطفال، كما نعمل على التربية الإيجابية مع مكتبة مصر العامة وشعارنا «كُل جيدًا ونم جيدًا والعب جيدًا» ونتكلم فيه عن أهمية القراءة ووزعنا 50 قصة على كل حضانة، ولدينا 500 حضانة مستهدفة فى 9 محافظات، أما الموضوع الثالث بالمشروع فهو التغذية السليمة وبالاشتراك مع مؤسسة جذور نحضر أولياء الأمور والميسّرات لتعلم طرق التغذية السليمة ونحضر استشارى فى الصحة ليشرح لهم التغذية السليمة وكيف ينمو الطفل جيدًا وأفكار عن وجبات الطفل، وأيضًا نحضر شيف يقوم بالطهى مع أولياء الأمور.

وأضافت: قمنا بشراء فوم للأرضيات وتم توزيعه على الحضانات حتى يستطيع الطفل أن يلعب بدون خوف أو قلق عليه، وتلعب الميسّرة مع الطفل وأيضًا الخبيرة تقوم بشرح أفكار للميسرات، وأيضًا تم توفير شاشات وسماعات ومايك على المديريات ونحتاج أن يتابع معنا ولى الأمر ويعرف أن اللعب وسيلة لتعليم الطفل والتغذية السليمة مهمة جدًا له، وهناك بعض الحضانات استفادت من التجربة وبدأت تعممها وتنشر الفكر، وبدأنا من 4 فبراير الحالى تدريب المدربين، والمدربون يقومون بتدريب الميسّرات والمدربين من أساتذة الجامعة. 

 خامات البيئة

ومن جانبها، تقول ماجدة عبداللطيف أحمد مديرة حضانة النور بجمعية أبوالغيط: حضرت دورات تدريبية مع منظمة الجايكا اليابانية واستفدت كثيرًا، حيث تعلمت استخدام خامات البيئة واستغلالها ونقوم بتصنيع ألعاب وعمل أنشطة للأطفال منها، وأيضًا ننظم ندوات توعية لأولياء الأمور ونعرفهم استغلال خامات البيئة وكيفية تعلم الطفل من خلال اللعب وبالفعل تم مشاركة أولياء الأمور مع الأطفال فى الحضانة باللعب سواء من الورق أو المكعبات ونستخدم الألعاب كوسيلة تطبيق للمصالحة بين الأطفال لو طفل زعلان من طفل آخر ويكتسب الطفل القدرة على حل مشكلاته واتخاذ قراراته والنمو العقلى والبدنى، وأيضًا فى لقاءات مع أولياء الأمور نوضح لهم أهمية التغذية السليمة والوجبات المتكاملة للطفل لنموه نموًا سليمًا.

قوة التركيز

أما رضا محمود ميسرة بحضانة النور فتقول: فى البداية كان التعليم متجمدًا، ولكن تطور كثيرًا عن طريق اللعب وقوة التركيز واستخدام خامات البيئة، والأطفال سعداء باللعب والحركة وأيضًا ينمى قدراتهم العقلية والبدنية، وعن طريق القصص نقوم سلوك الطفل العنيف ونعلمه الكثير من العادات الإيجابية، كما تعلمنا أن نستخدم كل شىء حولنا لعمل أنشطة فقصاصة الورق نستغلها والكرتون والزجاجة الفارغة ونعمل لهم كل أسبوع يومًا ترفيهيًا به مسرح أراجوز وأغانٍ والأطفال نفسها تحكى قصصًا وتعبر عن نفسها.

نموذج متكامل

وأكد السيد تيتسو كاميتانى كبير مستشارى المشروع والخبير بالجايكا على ضرورة بناء قدرات الميسّرة لتعليم غيرها وبناء نموذج متكامل ينتقل لكل الحضانات، وأن الوزارة بدأت بتطوير وثيقة لمعايير الجودة الوطنية لدور الحضانة للبرنامج القومى للطفولة المبكرة، والمشروع يحاول أن يساعد فى تطبيق هذه المعايير على الحضانات المستهدفة.

 استخدام منتجات البيئة فى الأنشطة

وتقول ريهام عباس ميسرة بإحدى حضانات بالعبور: بقالى 3 سنوات أعمل بالحضانة وعجبنى نظام الجايكا فى التعلم من خلال اللعب واستخدام منتجات البيئة فى الأنشطة وعدم الضغط على الطفل فى الكتابة مبكرًا ومن خلال الأشياء المحيطة بنا.

 التجربة اليابانية

ومن جانبه يقول د. سمير الفقى رئيس وحدة المعرفة والبحوث بوزارة التضامن الاجتماعى: الوحدة مسئولة عن الأبحاث ومعايير الجودة والجزء الخاص بالتعليم سواء المتسربين من التعليم أو تعليم الكبار، وتجربة التعليم اليابانى فريدة من نوعها فهم يستفيدون من كل ما هو موجود فى البيئة، وأيضًا فى اليابان نجد أن خدمة الأطفال لها 5 جهات مسئولة عنها: التربية والتعليم والصحة والشباب والرياضة ووزارة العدل المختصة بالقانون، ويهتمون بالتعليم المرتكز على الطفل وربط الطفل بالبيئة واستخدام الموسيقى فى التعليم وعملية الدمج بين الأطفال ذوى الإعاقة والأطفال العادية، ويهتمون أكثر بأن يكتشف الطفل بنفسه مهارته، وبالتالى يستطيع تنميتها، ويصبح الطفل على دراية بالبيئة والعالم المحيط به فالأطفال تعرف الإعلام وعلم كل دولة وهم بسن صغيرة 4 و5 سنوات ويلعب الطفل طول الوقت ويزرع الأرض ويستخدم عملية البيع والشراء باللعب وإذا أكل طعامًا معينًا يتعرف عليه وعلى زراعته وتواجده والأرض المزروع فيه، وأيضًا استخدام الصور فى التعليم ولم ينشغل الآباء أو المعلمون بأن يقرأ ويكتب، بل الأهم أن يكتشف الطفل ذاته، والمنهج المستخدم موحد فى كل الحضانات، ومهم أيضًا مشاركة أولياء الأمور فى تربية الأولاد وتعليمهم والاهتمام بالملاحظات التى يكتبها الميسّر بالحضانة وملاحظات أولياء الأمور، وأيضًا هناك حرية للأولاد فى التعلم واكتشاف الأخطاء.

 اكتشاف الطفل لذاته

وأضاف: نحن نركز طول الوقت على أهمية أن يقرأ الطفل ويكتب وإذا لم يفعل ذلك نشعر أن لديه مشكلة ونقارن الأطفال ببعضهم وهذا خطأ شديد فنحتاج إلى تغيير للثقافة ومفاهيم التعلم وأيضًا نقل ذلك لأساتذة الجامعة، فمن المهم اكتشاف الطفل أولاً لذاته ومحتاجين مشاركة الجامعات فى ذلك، والوزارة بالفعل انتهت من وضع منهج بالشراكة مع الجهات المعنية وهو مبنى على تنمية المهارات وسيصبح ملزمًا للجميع، ونحتاج أن ينتبه أولياء الأمور أن ليس كل الأطفال ستصبح أطباء أو مهندسين.

بدأ مشروع الجايكا كمرحلة أولى من خلال التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى عام 2017م، واستهدف المشروع عدد50 حضانة فى 5 محافظات، بهدف تحسين قدرة ميسّرات دور الحضانة على تطبيق التعلم من خلال اللعب، تحسين نظام متابعة دور الحضانة من أجل ضمان جودة خدمتهم، تحسين البيئة المحيطة الملائمة لتطبيق التعلم من خلال اللعب.. وتطبيقًا لمبدأ تبادل الخبرات مع الشركاء فى اليابان تم إيفاد العديد من البعثات خلال الفترة من 2017 حتى 2019 بهدف دعم أعمق لفكرة التعلم من خلال اللعب بالتعاون مع جامعة تسورومى وبعض الحضانات اليابانية.

وتم التوسع فى المرحلة الثانية ليستهدف المشروع عدد 500 حضانة فى 9 محافظات، وتتميز المرحلة الثانية برفع كفاءة وبناء قدرات الجهاز الوظيفى والمشرفين وأولياء الأمور من خلال شبكة الحضانات للتوعية بالتغذية السليمة والتربية الإيجابية.