الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقك.. قنوات الإرهابية جسر العبور بين القيادات الهاربة وخلايا التنظيم الكامنة فى الداخل  سحرة المرشد

حقك.. قنوات الإرهابية جسر العبور بين القيادات الهاربة وخلايا التنظيم الكامنة فى الداخل سحرة المرشد

مخطئ من يعتقد أن خطر تنظيم الإخوان الإرهابى قد انتهى، لا يزال التنظيم يتحرك ويحاول تنفيذ خططه القديمة والسيطرة على مصر عبر إشاعة الفوضى واليأس والإحباط والتشكيك طوال السنوات العشر الماضية، نجح الوعى فى إحباط محاولاتهم، لكنها مستمرة عبر أذرعهم الإعلامية الموجودة فى الخارج وتمارس كل تكتيكات الدعاية السوداء ضد مؤسسات الدولة بهدف إسقاطها.



وتجد الجماعة فى الأزمات الاقتصادية فرصة لتطل برأسها القبيح على المشهد المصرى متناسية تمامًا أنها كانت السبب المباشر فى تدمير الاقتصاد وأن الشعب المصرى يدفع فاتورة باهظة إنسانية ومادية لسنوات تواجدهم فى السياسة ثم حماية الدولة من الإرهاب الذى زرعته الجماعة وفخَّخت به الدولة عقب سقوط حكمها.

البعض ينسى أو يتناسى ما حدث من عناصر الجماعة فى يوم 28 يناير 2011 بتدمير مؤسسات الدولة ومحاولة تفكيكها وأخونتها حتى  يتنسى للجماعة بسط سيطرتها على الدولة وتنميط المجتمع، وأن الجماعة كانت وراء الشائعات التى تسببت فى إسقاط مؤسسات الدولة، وكان حكمها السبب المباشر فى تأخر الاقتصاد المصرى لسنوات بعدما اتخذت قرارات كارثية تسببت فى زيادة ديون مصر بمعدل 4.3 مليار دولار فى الفترة من يوليو 2012 إلى أبريل 2013 فى تسعة أشهر فقط أضافت الجماعة أعباء على الاقتصاد المصرى المنهك أصلًا بفعل فوضى يناير 2011، حيث ارتفعت ديون مصر إلى 45.4 مليار دولار، وخسرت مصر فى عهد الإخوان قيمة اقتصادية مهمة وهى الادخار، حيث كان ارتباك أداء جهاز الدولة والقطاع المصرفى سبب انصراف الناس عن فكرة الادخار وسببًا إضافيًا فى الانكماش الاقتصادى وتراجع الاستثمارات، بالإضافة إلى تراجع بقيمة تخطت 6 مليارات جنيه فى أول تسعة أشهر حيث تسببت إدارة الإخوان فى تدهور واختناق الوضع المالى وتفاقم عجز الموازنة.

تلك الحقائق يتغافل عنها «سحرة المرشد» أو أذرع التنظيم الإعلامية الهاربة إلى خارج مصر، ومنهجها الرئيسى هو استخدام تكتيكات الدعاية السوداء، وتعتمد بالأساس على تصدير المشكلات وتخويف الناس واختلاق الأكاذيب من أجل التشكيك المستمر فى عمل الدولة، إلا أن الأخطر هو إشاعة اليأس والإحباط فى النفوس وقتل الأمل فى نفوس الشعب المصرى بحصار الشائعات والتخويف، تلك الأذرع تعلم جيدًا أن النفس المنكسرة لا تقاوم، وأن الاقتصاد المصرى يحتاج إلى الاستقرار فى ظل التنافس الاقتصادى الإقليمى وتحديات الإقليم المشتعل وأثره السلبى على موارد الدولة المصرية، وكان من الواضح أن هدفهم الرئيسى هو توقف التدفقات المالية ومساعدة السوق السوداء على النمو ودعم أى تحركات سلبية على المسرح الاقتصادى لتخويف المستثمرين وتشجيع المضاربة على العملة الصعبة وإشاعة حالة من التشكك فى كل القرارات الاقتصادية.

لا يمكن النظر لما يقدمه أشخاص مهووسون مثل معتز مطر ومحمد ناصر وغيرهما من سحرة المرشد، وهو اللفظ الذى استخدمه محمد بديع مرشد الإخوان نفسه فى وصف الإعلام المصرى حينما تصدى لحكم جماعته الإرهابية، حينها أطلق على الإعلاميين مسمى «سحرة فرعون» فى محاولة بائسة لتشويه الإعلام باستخدام آيات القراّن الكريم، واليوم يتصور المرشد والتنظيم الدولى المحرك لتلك الأذرع أن الظروف مواتية لاستخدام الإعلام فى تدمير الدولة المصرية والتحريض على مؤسساتها مستغلين حالة القلق والتوتر الطبيعية المصاحبة للتحدى الاقتصادى وارتفاع معدلات التضخم والأسعار وانفلات الأسواق، نظرًا لما يشهده العالم من صراعات جيوسياسية أثرت بالسلب على كل الأسواق الناشئة ومصر بالتأكيد ليست بمعزل عن تأثيراته السلبية وتتحمل ما هو أكثر نظرًا لما يشهده الجوار الجغرافى من صراعات وانقسامات فى السودان وليبيا وغزة وتأثر قناة السويس بضربات جماعات الحوثيين للسفن المارة.

الأخطر أن جزءًا كبيرًا من ذلك الإعلام موجه لقواعد الإخوان المغيبة والمحتفظة بولائها للتنظيم وإن كان بشكل غير علنى لتثبيت إيمانها التنظيمى، فى انتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على المجتمع مرة أخرى وتنفيذ مخطط حسن البنا وسيد قطب لأخونة المجتمع المصرى ثم الانطلاق إلى مدى أبعد وأخونة المنطقة والعالم.

خطورة اتباع التنظيم وقواعده فى أنها تتحرك بتكتيكات تتطابق مع مفهوم الذئاب المنفردة، فهى تتحرك لتحقيق أهداف التنظيم دون أن تتقيد بخطة محددة، فهى تتفادى الملاحقة الأمنية بالتخفى عبر الاندماج فى أنشطة الحياة اليومية دون أن يبدى أى آراء حتى تأتى اللحظة المناسبة ولا مانع من الانخراط فى عمليات تأثير محدودة فى أوساط منتقاة مثل النقابات العمالية لترويج ما تقوله الأذرع الإعلامية والتأكيد على ما جاء فيها بشكل غير مباشر.

الفرد الإخوانى تتحكم فى عقله وفكره أهداف الجماعة التى تصل إلى حد الإيمان بالتنظيم كدين مستقل، والتزامه بأوامر قيادتها طريقه إلى الجنة والخلاص، فهو يرى فى التنظيم النقاء المطلق وأنه يمثل الحق والآخرين هم الباطل، وأن تحقيق مصالح الجماعة حتى لو كانت تتعارض مع المصلحة الوطنية وصالح عموم الناس هو تنفيذ لتكليف إلهى وليس أقل من ذلك.

تلك الأفكار هى ما تسهل على أى تنظيم إرهابى استقطاب عناصر الإخوان وتجنيدهم واستخدامهم فى تنفيذ مخططاته كما حدث فى تنظيم داعش حيث كانت غالبية عناصره من الإخوان السابقين.

تركز أذرع التنظيم الإعلامية فى رسائلها المضللة على تكتيك تكرار المعلومات الخاطئة حول الاقتصاد المصرى، واستخدام التخويف والرسائل التحذيرية، وكان تركيزهم فى الفترة الماضية على دعم عمليات المضاربة على العملة الصعبة ودفع موجة الغضب باتجاه الدولة ومؤسساتها لحماية الممارسات الاحتكارية وانفلات السوق السوداء وهى عملية إعلامية مجرمة ومؤثمة فى كل الاتفاقيات الدولية ومواثيق الشرف وهى أشياء لا تلتفت لها الجماعة الإرهابية.

خطر تنظيم الإخوان الإرهابى لا يزال قائمًا وأذرعه الإعلامية هى المسئولة حاليًا عن بقاء الاتصال بين القيادات الهاربة والعناصر الكامنة فى الداخل فضلا عن توظيفها عملية هدم الدولة وتفخيخ اقتصادها بالشائعات والأكاذيب والتشكيك والأخطر التخويف.