السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
معرض الكتاب ودور مهم فى صناعة المعرفة ونشر الثقافة

معرض الكتاب ودور مهم فى صناعة المعرفة ونشر الثقافة

مرت 55 سنة من عمر معرض الكتاب الدولى ومن حسن الطالع والفال الحسن أنها نفس سنوات عمرى وبعد نضوج الوعى ومعرفة مكانة وأهمية الكتاب والقراءة فى حياة الأمم، يأتى معرض الكتاب ببهجة وسعادة خاصة وذكريات لا تنسى، منذ سنوات طويلة ونحن مريدو ودراويش المعرض، بحضور الفاعليات والندوات والاستمتاع بكل الأشكال الأدبية، ولقاءات مع كبار الكتاب والمثقفين والمبدعين منهم الذين مازالوا يقدمون الأفكار والخبرات والإبداعات مثل الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى والروائى إبراهيم عبدالمجيد والروائية سلوى بكر والروائية هالة البدرى، ومنهم من رحلوا مثل الشاعر الكبير عفيفى مطر والمفكر محمود أمين العالم والناقد رجاء النقاش وشيخ المترجمين شوقى جلال والشعراء وسام الدويك وعبد الحفيظ طايل وسامى الغباشى وأحمد زرزور والروائى حمدى أبوجليل.



وقد كان المعرض بالنسبة لنا موسمًا لمعرفة التجارب الأدبية المختلفة وتكوين صداقات مع الشعراء والكتاب والمثقفين، وفرصة لعمل حوارات وتحقيقات صحفية مع كبار الكتاب المصريين والعرب.

وكالعادة إقبال كبير على زيارة معرض القاهرة الدولى للكتاب لدرجة أن الزوار كل ثلاثة أيام يصل عددهم إلى مليون زائر ويتوقع أن يصل الزوار لأربعة ملايين حتى آخر أيام المعرض الثلاثاء القادم، وكان شعار المعرض «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة».

والدورة الحالية يشارك فيها 1200 ناشر، من 70 دولة حول العالم، ما يجعلها فرصة لتبادل الثقافات والمعارف بين الشباب المصرى والعربى والغربى.

واختيار مملكة النرويج ضيف الشرف، بجانب الاحتفاء الخاص بعالم المصريات الدكتور سليم حسن كشخصية المعرض باعتباره صاحب أكبر موسوعة فى تاريخ مصر القديمة ومكتشف مئات المصاطب الأثرية والأهرامات الصغيرة، وأيضًا الكاتب يعقوب الشارونى..أكبر أديب كتب للأطفال ورحل فى نوفمبر الماضى بعد أن قدم أعمالاً خلدت سيرته وترك كتابا جددًا لأدب الأطفال تعلموا على يده.

وقد كانت بداية المعرض منذ عام 1969، عندما كانت «القاهرة» تحتفل بمناسبة مرور ألف عام على إنشائها على يد جوهر الصقلى، وزير الخليفة الفاطمى المعز لدين الله، وبهذه المناسبة الفريدة التى كانت الدولة كلها تعد لها قرر وزير الثقافة آنذاك الدكتور ثروت عكاشة، أن تكون إقامة أول معرض دولى للكتاب بالقاهرة فى يناير 1969 هو خير بدء لاحتفالات العيد الألفى، وعهد إلى الكاتبة د. سهير القلماوى، رئيس المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر وقتها، بالإشراف على إقامة المعرض الذى تم افتتاحه مساء 22 يناير 1969، بأرض المعارض بالجزيرة (المكان الحالى لدار الأوبرا المصرية) بحضور لفيف من الكتاب والمثقفين، ليفتتح للجمهور فى مثل هذا اليوم 23 يناير 1969.

اكتفى المعرض خلال دوراته التسع الأولى، بأن يكون منفذًا لبيع الكتب، ثم تحول بعد ذلك فى عام 1978، إلى ملتقى أدبى حيث عقدت حلقات دراسية على هامش المعرض، وتميزت بنقاشات موضوعية وخاصة أدب وكتب الأطفال والأهالى، بتنظيم من مركز تنمية الكتاب بالهيئة العامة للكتاب بمساعدة اليونسكو. وقد بدأ التطوير فى عام 1982 بتنظيم الملتقيات الثقافية بشكل رسمى للمرة الأولى، وواصل المعرض انعقاده بشكل دورى فى مقره بأرض معارض الجزيرة حتى تم نقله إلى أرض المعارض بمدينة نصر، ثم انتقل مؤخرًا إلى مركز مصر للمعارض الدولية، وتبقى قضية رفض التطبيع داخل كل المصريين وطوال 55 سنة كلما ذكرت إسرائيل تأتى المشاكل والأزمات وخلال المرة التى شاركت فيها إسرائيل بعد اتفاقية السلام بتوجيه من الرئيس الأسبق أنور السادات عام 1981، لكنها لاقت اعتراضات ضخمة ومظاهرات اجتاحت الجناح الإسرائيلى بالرغم من حمايته من قوات الأمن، والنتيجة كانت مشاركة فاشلة، وبعدها بأربعة أعوام، فى العام 1985، عبر جناح أصغر فى سرايا العرض فقط، ثم منعت تمامًا من المشاركة فى عام 1987وهذا العام وفى الدورة الـ 55 يتضامن المعرض مع فلسطين ويرفض إبادة غزة أو التهجير القسرى، وهو ما يؤكد رفض مصر أى محاولات لتصفية القضية وكل عام وجميع مثقفى وأدباء مصر بكل خير.