الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كيف يجند الموساد الإسرائيلى عملاءه من الرجال والنساء؟ أسرار الطابور الخامس الصهيونى العالمى!

تستخدم إسرائيل أساليب متنوعة لزرع الجواسيس فى تركيا لاستهداف المواطنين الفلسطينيين والناشطين المنحدرين من الشرق الأوسط بشكل رئيسى, وفق موقع «ميدل إيست آى». وكشف مسؤولو المخابرات التركية مؤخرا عن كيفية قيام ضباط إسرائيليين بعملية التجنيد هذه وكيف يعمل الأفراد الذين يوظفونهم. وأوضح الموقع الأمريكى فى تقرير بقلم راغب صويلو من إسطنبول أن إيجاز المخابرات التركية الذى قدم لوسائل الإعلام، جاء بعد أن اعتقلت فى عملية مشتركة مع الشرطة 34 شخصا معظمهم أجانب بتهمة التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية الموساد، مشيرة إلى أن 12 فردا إضافيا ما زالوا طلقاء وقد غادروا البلاد على الأرجح والعملاء كانوا يكلفون بمهام تتعلق أساسا بتتبع حركة نشطاء مطلوبين للموساد.



 

وذكر الموقع أن هذه العملية الاستخبارية التركية هى الرابعة المضادة لشبكة المخبرين والناشطين المرتبطين بأجهزة المخابرات الإسرائيلية مثل الشاباك والموساد منذ عام 2021. ويقول مسؤولو المخابرات التركية إن المخابرات الإسرائيلية عادة ما تنشر إعلانات وظائف من خلال الإنترنت مع تفاصيل قليلة أو معدومة، أو تنشر روابط على منصات التواصل الاجتماعى ومجموعات الدردشة لاختيار الأفراد المناسبين للاتصال بهم. ونقل الموقع عن «أ. س» الذى اعتقلته الشرطة عام 2022 قوله لمحكمة فى إسطنبول العام الماضى إنه اتصل بالرقم الموجود فى إعلان للبحث عن موظف يتحدث العربية والتركية، فرد عليه شخص ووجهه إلى مجموعات الواتساب وكلفه بترجمة مواضيع معينة فى هذه المجموعة يوميا من التركية إلى العربية. ولا يتواصل الضباط الإسرائيليون مع هؤلاء الأفراد شخصيا كما يقول الموقع بل كتابيا فقط ومن خلال تطبيقات المراسلة مثل تليجرام وواتساب، ويدفعون لهم من خلال وسطاء أو عن طريق أشخاص يتم تجنيدهم من خلال الإنترنت أو من خلال منشورات التوظيف على وسائل التواصل الاجتماعى.

 

وبعد أن يبنى ضباط المخابرات الإسرائيلية علاقة ثقة مع العملاء يمكنهم الانتقال إلى المستوى التكتيكى حيث يطلب من العميل إجراء عمليات أكثر تعقيدا وقد يتطور الأمر إلى بناء علاقة مباشرة أكثر مع المجندين، مثل الاجتماع شخصيا ودفع مبلغ كبير من المال، مع طلب اجتياز اختبار كشف الكذب. ويطلب من العملاء فى البداية تنفيذ مهام مجزأة لإنشاء خطة عمل تجاه الأهداف الفعلية، وقد يختار الإسرائيليون كما يقول الموقع بعض الأفراد من بين المجموعة للقيام بأدوار تكتيكية أكثر، حيث يكلف هؤلاء المجندون التكتيكيون بإنشاء مجموعة واتساب لإدارة العملية، وإنشاء وإدارة مواقع إلكترونية يمكن استخدامها لتحقيق أهداف مهمة، مثل تصميم صحيفة إلكترونية لنشر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة وإجراء تحويلات مالية.

 

ويضيف المسئولون الأتراك أنه لضمان عدم شعور المجندين بخيانة بلدهم، يقدم لهم الدعم النفسى والراحة من خلال مبالغ كبيرة من المال والامتيازات، ويستدعى الناجحون منهم لعقد اجتماعات خاصة فى الخارج، ويستضافون فى الفنادق والمطاعم الفاخرة على سبيل المكافأة.

وأكدت الشهادة الرسمية التى أدلى بها «س. ك» الذى اعترف بالعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية مقابل تخفيف عقوبة السجن عنه فى قضية منفصلة؛ كيف تقوم المخابرات الإسرائيلية بتدريب عملائها وتشغيلهم. وقال للمحققين الأتراك فى سبتمبر الماضى إنه التقى الضباط الإسرائيليين فى 10 مدن بأوروبا، وإن شخصا يدعى سيركان اتصل به لأول مرة عام 2018، وطلب منه العمل فى شركة تأمين، ثم اتصل به شخص يدعى خورخىمن خلال سكايب. وأضاف طلب منى خورخى أن أختار واحدا من 3 مطاعم سماها، وأقوم بالبحث فى أنشطتها التجارية والتقاط صور داخلية وخارجية، وأوضح أنه سيقارن المعلومات التى لديه بالمعلومات التى أقدمها. أرسلت له تقريرى وطلبت 1000 يورو. قال لى إن التقرير أعجبه ويريد أن نلتقى وجها لوجه.

 

وفى ديسمبر2018، التقى «س. ك» بمشرفيه فى كوبنهاجن وأجرى اختبار كشف الكذب، وقال إنه طلب منه تعقب مواطن فلسطينى يدعى «م. المحمود» منذ وصوله مطار إسطنبول إلى وجهته النهائية فى المدينة، وتحديد ما إذا كان لديه فريق لاصطحابه أو كان لديه حارس أمن مسلح. وختم الموقع بأن جهاز المخابرات الإسرائيلى يطلب من هؤلاء الأفراد التحضير لأهم العمليات المحتملة، بما يشمل الاتجار بالبشر والتهريب من إيران والعراق إلى تركيا، وتوظيف قراصنة، وإيجاد منازل آمنة، وتوظيف شركات تشغيل سيارات الإسعاف لاستخدامها فى العمليات.

وفى يناير عام 2017 نشر جهاز الموساد إعلانا فى الصحف الإسرائيلية وشبكات التواصل الاجتماعى يهدف إلى تجنيد المزيد من النساء فى جمع معلومات أو كما يعرف بوظيفة تجسس أو فى مهام أخرى. فلماذا يستخدم الموساد النساء للتجسس؟ وكانت صيغة الإعلان الذى نشره جهاز المخابرات الإسرائيلى بصيغة المؤنث: لا يهمنا ماذا فعلت بل يهمنا من أنت؛ الموساد يجند ضابطات لجمع معلومات ذوات شخصية مميزة وفق ما ذكره موقع المصدر الإسرائيلى.واشترط الموساد فى صيغة الإعلان أن تكون النساء من ذوات شخصية مميزة لوظيفة ضابطة جمع معلومات وهى الوظيفة الأعلى مرتبة والأكثر معرفة فى الجهاز وتدعى باللغة العامية وظيفة تجسس.

ووفقا للموقع فقد ورد فى وصف الوظيفة: إذا كنت صاحبة شخصية وقدرة فتكتسبين الخبرة الأخرى لدينا، مشيرا إلى أن متطلبات الشخصية المميزة المطلوبة لهذه الوظيفة؛ وفقًا للموساد هى القدرة على تفعيل أشخاص وقيادتهم، إضافة إلى أن الشخصية المتقدمة يجب أن تكون مميزة بالصبر والقدرة على الأداء العالى عند كثرة المهام والضغوط والارتجالية والعمل فى الظروف الصعبة. كما يفضل الموساد من النساء من تعرف لغات أجنبية ويمكنها العمل تحت ظروف استثنائية تتضمن نشاطات طارئة خارجية وبعثات إلى الخارج كجزء من مسار الوظيفة. وقال الموقع إن توجه الموساد المباشر إلى النساء هى محاولة لزيادة ما أسماه الوعى فى أوساطهن كونهن مطلوبات لإنجاز مهام من هذا النوع، وربما بسبب نقص النساء فى وظائف كهذه. 

وكانت قد نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا أشارت فيه إلى لجوء جهاز المخابرات فى الكيان الإسرائيلى إلى الاستفادة من النساء للإيقاع بالعديد من الشباب والمسئولين فى دول كثيرة من مختلف العالم فى إطار المأمورية التى كانت تعرف باسم فخ العسل أو مصيدة العسل «Honey Trap». وتطلق عبارة مصيدة العسل على المهمات الخاصة والسرية التى تقوم بها الجاسوسات الإسرائيليات حيث يقمن خلال هذه المهمات بالتجسس والتنصت على الأجهزة الأمنية الخارجية لدول أو كيانات وجماعات من خلال التقرب من الهدف المرصود، وفى بعض الأحيان قد ينفذن عمليات اغتيال.

والموساد مؤسسة تختفى تحت سطحها أبشع الجرائم من قتل واغتيالات وأعمال تهدد أمن دول وشعوب بأكملها. وتشكل النساء أحد أهم الأسلحة التى يستخدمها كيان الاحتلال لهذا الغرض. فى هذا السياق نشرت صحيفة هآرتس العبرية دراسة أكدت فيها أن 20 % على الأقل من العاملين فى جهاز الموساد هم من النساء اللاتى لعبن دورا فى القيام بعمليات التجسس وإسقاط العملاء، مشيرة إلى أن غالبية العملاء سقطوا فى حبال الجنس الوسيلة الأكثر تأثيرا التى يستخدمها الموساد للإيقاع بهم. كما أشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية فى تقرير لها إلى أن جهاز الموساد يقوم بتجنيد النساء بهدف استخدامهن فى إغراء قيادات عسكرية وأمنية لتحقيق أهداف يسعى إليها الكيان الإسرائيلى. وتقبل الكثير من النساء فى داخل كيان الاحتلال على أعمال التجسس التى تتطلب أولا وقبل كل شىء التخلى عن أى رادع أخلاقى شريطة أن تتحلى بالدقة والحيطة والحذر والتركيز فى المهام الموكلة إليها تجنبا للوقوع فى الأخطاء. ويرى الموساد أن النساء أفضل وسيلة للإيقاع بمن يريد، وتاريخ جهاز المخابرات الإسرائيلى حافل بعشرات القصص والحوادث التى تشير إلى ضلوع فتيات الموساد بعمليات التجسس والخطف والاغتيالات.

وتكمن خطورة نساء الموساد فى كونها حذرة للغاية فهى لا تقدم نفسها على أنها إسرائيلية أبدا ولذلك يقوم جهاز الموساد بتجنيد النساء اللواتى عشن لسنوات طويلة فى الدول الغربية لأنهن سيجدن سهولة فى التحدث بلغة البلد الذى ولدن فيه. وقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت فى وقت سابق اعترافات لنساء متورطات فى أكثر العمليات خطورة وأهمية داخل الموساد، حيث أوضحت إحداهن بأن حياتها ستنتهى إذا تم كشف أمرها.كما ذكر تقرير نشره موقع إندبندنت توركش أن الموساد شهد العديد من الفضائح ومحاولات الاغتيال الفاشلة التى وضعت إسرائيل فى مواجهة العديد من الدول بما فى ذلك الولايات المتحدة. 

تلقى رجل الأعمال الأسترالى چيمس بيكر من يوسى كوهين رئيس المخابرات السابق هدية بقيمة 20 ألف دولار فى حفل زفاف ابنته، وقدم مرة أخرى ضمان عمل براتب مرتفع لابنته من خلال حكومة إحدى الدول الخليجية. وأشار تقرير الصحيفة التركية إلى أن كوهين رئيس الموساد فى ذلك الوقت لم يكن مهتما فقط بابنته مما أوقعه فى ورطة خاصة مع انتشار أخبار علاقته السرية مع مضيفة من تلك الدولة. وكشف تقرير استقصائى صدر عام 2021 أن كوهين، أفشى أسرار الدولة للمضيفة التى كان عل علاقة معها وزوجها جى شيكر آنذاك.وفى المغرب كان عملاء الموساد يريدون القبض على على حسن سلامة زعيم منظمة أيلول الأسود الذى يحملونه مسؤولية عملية ميونخ عام 1972 عندما تم احتجاز رهائن إسرائيليين أثناء دورة الأولمبياد الصيفية. وكانت فضيحة الموساد الرئيسية فى النرويج؛ حيث قتل الموساد أحمد بوشيخى وهو نادل مغربى معتقدين أنه على حسن سلامة. وتمكن قائد وحدة الموساد مايك حرارى وبعض أعضاء فريقه من الفرار، لكن تم اعتقال 6 عملاء من قبل الشرطة النرويجية ووجهت إليهم تهمة القتل، واعترف العملاء فى المحكمة بتفاصيل محرجة عن أنشطة الموساد السرية وطرق الاغتيال.

أما عن قتل المدنيين ؛ فبعد 5 سنوات من فضيحة قتل النادل المغربى أحمد بوشيخى ظل الموساد يلاحق على حسن سلامة وفى 22 يناير1979 استأجر الإسرائيليون سيارة ڤولكس ڤاجن وملأوها بالمتفجرات ووضعوها على طريق يمر به سلامة كثيرا فى بيروت. وعندما مرت شيفروليه سلامة بجانب ڤولكس ڤاجن انفجرت السيارة بواسطة جهاز لاسلكى وقتل الانفجار سلامة ومرافقيه الذين كانوا يتبعونه فى سيارة لاند روڤر، بالإضافة إلى 9 أشخاص آخرين. نعم، حققت إسرائيل هدفها، لكن من بين القتلى كان هناك العديد من المدنيين أيضا.

كما ذكر التقرير أنه فى عام 1985 اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى چوناثان بولارد وهو محلل سابق فى المخابرات البحرية الأمريكية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.