السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ذكرى كبرياء وبسالة رجال الشرطة.. 72عامًا فى خدمة الوطن

ذكرى كبرياء وبسالة رجال الشرطة.. 72عامًا فى خدمة الوطن

من حق كل شرطى مصرى أن يفتخر بأبطال رجال الشرطة المصرية وما قاموا به من تضحيات وبسالة على مر التاريخ، خاصة فى معركة الشرطة فى 25 يناير1952.



بدأت قصة معركة الكرامة يوم الجمعة بعد أن قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى، وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة، وبدأت المجزرة الوحشية وانطلقت مدافع الميدان ومدافع الدبابات تدك بقنابلها بلا شفقة أو رحمة وبعد أن حل الدمار وسالت الدماء، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين إنذاره الأخير وهو التسليم، وجاءه الرد من ضابط شاب متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة.

وفى رد الوطن لجميل أحد أبنائه المخلصين فقد قام الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا بتكريم أسرة اللواء الراحل مصطفى رفعت، ونفس الأمر تم تكريم أسرة الفنان الراحل صلاح ذو الفقار أحد أبطال المعركة، واستأنف البريطانيون المذبحة، وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدًا و‏80‏ جريحًا، ‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلًا و‏12‏ جريحًا، وقد قام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريمًا لهم وتقديرًا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

إن أروع ما فى هذه البطولة هو خروج الأبطال الذين ظلوا على قيد الحياة برؤوس مرفوعة تشق عنان السماء، ومن البطولات التى تحدثت عن نفسها ما فعله الطفل محمود بديوى الذى ما زال على قيد الحياة بالإسماعيلية وقد رصد بالكاميرا الخاصة به كل الأحداث من عنف وهمجية ضد قوة من الأبطال الذين رفضوا الاستسلام وهو المصور الوحيد الذى صور الواقعة بعد أن اختفى خلف دبابة إنجليزية، لدرجة أن وكالات الأنباء والصحف استعانت بصوره وهو ابن العاشرة، وبعد احترافه التصوير عمل فترة طويلة مصورًا خاصًا للرئيس الراحل أنور السادات.

بطولات وأحداث كثيرة قدمتها الشرطة المصرية على مدار 72 عامًا من الفداء والتضحية وخدمة الوطن وقد تحملت الشرطة المصرية كل صور العنف والإرهاب حفاظًا على الوطن ووفقًا للإحصاءات فقد شهدت مصر خلال تسع سنوات 260 عملية إرهابية سقط خلالها آلاف الضحايا من المدنيين ورجال الشرطة الأبرياء، حيث استهدفت جماعة الإخوان الإرهابية المساجد والكنائس والمقرات الشرطية، عقابًا للشعب على الإطاحة بهم خلال ثورة 30 يونيو 2013.

ومن أجل استمرار الفخر بالشرطة المصرية قام عدد من الشباب بتنظيم مسيرات ببعض المحافظات احتفالًا بذكرى يوم العزة والكرامة، ورغم أن العيد عيدهم، لكنهم فى كل مناسبات الوطن حاضرون يشاركون الأفراح بنشر الورود والزهور وتقديم الهدايا ووقت الانتخابات الرئاسية وكل الاستحقاقات الدستورية أدوا دورهم كالعادة بنظام ونجاح، ووقت الشدائد نجدهم فى قمة الاستعداد لمواجهة المخاطر والتصدى للإرهاب وردع المجرمين، ولم يتوقف دور الداخلية عند هذا الحد بل امتد للمشاركة فى العمل الخيرى لصالح الوطن والمساعدة فى التخفيف عن كاهل المواطنين ضمن مبادرة «كلنا واحد» المنتشرة فى كل مكان.

وأخيرًا كل التحية لرجال الشرطة المصرية بداية من أصغر عسكرى وكل الضباط الأمناء المندوبين وإدارة الإعلام وقيادات الوزارة، حتى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية الذى أعاد الأمن والأمان فى هدوء وثقة.. كل الشكر لكم جميعًا.