الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأزهر لقضاة محكمة العدل: لا ترضخوا لضغوط الاحتلال الصهيونى وداعميه .. ترحيب أزهرى بدعوة إسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية

رحب الأزهر الشريف بدعوة  ملك إسبانيا «فيليبى السادس»، أثناء انعقاد المؤتمر الثامن للسفراء فى مدريد، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة واحترام القانون الإنسانى الدولى، والسعى إلى إيجاد حل سياسى لوقف دوامة العنف الدائرة فى المنطقة. 



ووفق ما ذكرته صحيفة ‏«بوبليكو» الإسبانية‏، أكد «فيليبى» أن العمل الخارجى لبلاده يحمل شعار «الدبلوماسية من أجل السلام»، وهو ما يتطلب فى رأيه الدفاع عن نظام دولى يقوم على الاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة وتعزيز التعددية والتضامن الدولى. 

 

وفى المناسبة ذاتها، دعا رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، المجتمع الغربى إلى فتح النقاش حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية «مرة واحدة وإلى الأبد». وطالب بضرورة احترام الكيان الصهيونى للقانون الدولى، وإنهاء الوضع الإنسانى «الكارثى» فى غزة.

وأوضح «سانشيث» أن الطريق الذى يجب اتباعه لحل هذه الأزمة هو تطبيق الوقف الفورى والدائم لإطلاق النار، وعقد مؤتمر دولى للسلام بمجرد توقف الحرب.

وأكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف  تأييده الجهود الرامية إلى وقف المجازر والاعتداءات المرتكبة من الكيان الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى، مؤكدًا أن هذه الدعوات تعد خطوة إيجابية فى سبيل اعتراف المجتمع الدولى ككل بالدولة الفلسطينية المستقلة، وإدانة ممارسات الكيان المحتل والسعى الدؤوب إلى وقف نزيف الدماء.

محكمة العدل الدولية 

كما وجه الأزهر رسالة إلى  قضاة محكمة العدل الدولية قال فيها إن الضمير الإنسانى بعد نحو 100 يوم يواجه منعطفًا خطيرًا قد يترتب عليه ارتكاب عمليات إبادة مشابهة لما يشهده قطاع غزة اليوم فى العالم طالما أن الجانى لا يحاسب علنًا على أفعاله، وأن إعادة ترسيخ قيم غابت عن الساحة الدولية فى حرب غزة مثل العدالة ونصرة الحق، واجب أخلاقى قبل أن يكون مهنيًا، وإذا ارتبط الأمر بالنية الواضحة لعمليات الإبادة الجماعية فانظروا إلى تصريحات المسئولين داخل الكيان الصهيونى على مدار ثلاثة أشهر لم تخل من تهديدات واضحة بسفك دماء أكبر عدد من الفلسطينيين بواسطة القنابل النووية وغيرها من أسلحة محرمة دوليًا، وما ظهر عقب ضرب المجمعات السكنية المكتظة ومدارس الأونروا من احتفالات نشرها جنود الاحتلال أنفسهم فرحًا بقتل المدنيين الأبرياء. 

وناشد مرصد الأزهر  قضاة المحكمة إلى عدم الرضوخ للضغوط التى يمارسها الاحتلال والداعمين له، ونعيد تذكيرهم بأن دعوى جنوب إفريقيا تأتى من دولة عانت الفصل العنصرى والظلم وسعت للحد مما يعانيه الفلسطينيون الآن والذى أقرت دولة جنوب إفريقيا بأنه يفوق ما رآه شعبها فى السابق، ولعل هذا يعطى القضاة قراءة واضحة للمشهد الدموى داخل قطاع غزة ويعينهم على النطق بالحق نصرة لشعب تحولت أرضه إلى مقبرة جماعية.

كما يدعو مرصد الأزهر دول العالم للاقتداء بنهج دولة جنوب إفريقيا، والانضمام إلى دعوتها كما فعلت دول الأردن وبوليفيا وبنجلاديش وجزر القمر وجيبوتى التى أعلنت عن تجهيزها للحجج القانونية اللازمة لإدانة الكيان الغاصب.‏

وشدد  أن التحركات القانونية الدولية التى تدعم حقوق الشعب الفلسطينى وتدين المجازر الصهيونية التى لا تنتهى، مهمة وإن جاءت متأخرة بعد نحو 100 يوم من عمليات إبادة متواصلة استخدم خلالها الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا بهدف التصفية الجسدية والنفسية للفلسطينيين..

من جهة أخرى أكد مرصد الأزهر أن ما يقوم به الكيان الصهيونى المحتل من إبادة فى غزة ليس بجديد  لافتا إلى التطهير العرقى فى فلسطين، لمؤرخ الكيان الصهيونى السابق، إيلان بابيه (Ilan Pappé) مستشهدا بما قاله:  «عندما اقتحم الجنود اليهود القرية رشقوا البيوت بنيران المدافع الرشاشة متسببين بقتل كثير من سكانها ومن ثم جمعوا بقية القرويين فى مكان واحد وقتلوهم بدم بارد وانتهكوا حرمة أجسادهم، فى حين اغتُصب عدد من النساء ومن ثم قُتِلن، روى فهيم زيدان الذى كان عمره آنذاك اثنى عشر عاما كيف رأى بأم عينيه عائلته تُقتل: أخرجونا واحدًا تلو الآخر قتلوا رجلاً عجوزًا بالرصاص وعندما بكت إحدى بناته قتلوها هى أيضًا، ثم استدعوا شقيقى محمد وقتلوه أمامنا وعندما صرخت أمى باكية وهى منحنية فوقه وبين ذراعيها أختى الرضيعة «خضرة»، قتلوها هى أيضا».

 تشكيل ميليشيات صهيونية 

يأتى ذلك فى الوقت الذى  طالب الاتحاد العام للطلاب الجامعيين، فى رسالة موجهة إلى وزراء الدفاع والتعليم والأمن الداخلى فى حكومة الكيان الصهيونى، بالموافقة على السماح للطلاب بحيازة السلاح، وتشكيل ميليشيات داخل المؤسسات الجامعية، ومضاعفة الإجراءات الأمنية داخلها. 

وجاء فى رسالة الاتحاد إلى حكومة الاحتلال، أن هناك ارتفاعًا كبيرًا فى دعم المقاومة الفلسطينية منذ اندلاع الحرب على غزة والضفة الغربية داخل الجامعات، ولذا طالبت بإنشاء غرف تحكم خاصة للتجسس على حسابات الطلاب الفلسطينيين، والمقصود هنا فلسطينى الداخل المحتل عام 1948م.

وتأتى هذه المطالبات متزامنة مع إجراءات قمعية تفرضها سلطات الاحتلال بحق الطلاب الفلسطينيين، حيث تكيل الاتهامات لكل من يُبدى أى موقف رافض للعدوان الصهيونى على غزة؛ سواء فى غرف المحاضرات أو الأنشطة الطلابية، أو حتى على وسائل التواصل.

وفى هذا الصدد، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن هناك بعض الحركات، مثل حركة «إم ترتسو» الطلابية، تراقب حسابات التواصل للطلاب الفلسطينيين، وتُقدم شكاوى تُطالب بوقفهم. وقد فصلت جامعة حيفا «المحتلة» 8 طلاب فلسطينيين بزعم نشرهم منشورات تحريضية.

وفى الضفة الغربية، جنّد الاحتلال فى بداية الأمر حوالى 5500 من المستوطنين فى صفوف ميلشيات (الدفاع الإقليمى فى مستوطنات الضفة الغربية)، وقام بتدريبهم من أجل القتال والخدمة فى المستوطنات القريبة من القرى الفلسطينية المجاورة، ثم وصل عددهم الآن 7000 مستوطن فى تلك الميليشيات المسلحة، إلى جانب ذلك قام الاحتلال بتوزيع أكثر من 7000 قطعة سلاح على المستوطنين، كل ذلك من أجل إرهاب الفلسطينيين فى الضفة الغربية والاعتداء على ممتلكاتهم وتهديدهم بالطرد والقتل حال التفكير فى مقاومة الاحتلال.

ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن كل تلك الدلائل تؤكد لنا أن الصهاينة لا يعرفون إلا لغة التطرف والإرهاب، وأنهم يرون سفك الدماء الفلسطينية الزكية الطاهرة، جزءًا راسخا فى عقيدتهم، وأنه السبيل لضمان البقاء  على أرض فلسطين المحتلة؛ تلك الأرض التى يعلمون جيدًا أنها أرض اغتصبوها، ولا حق لهم فيها ولا موضع قدم. 

ولفت إلى أن سعى الطلاب الصهاينة لحيازة الأسلحة داخل الكليات والجامعات يثبت لنا أن النشء بالكيان ما هو إلا امتداد لآبائهم من العصابات المرتزقة التى اغتصبت الأراضى الفلسطينية، وارتكبت المذابح والمجازر منذ عام 1948.

كما يُشير المرصد إلى  أن مِثْل هذه الدعوات والمطالبات تعكس الوضع المرعب الذى يعيشه أبناء الشعب الفلسطينى، فى الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفى الضفة الغربية، تحت نيران احتلال ينضح عنفًا وعنصرية؛ وتتربى أجياله وطلابه على كراهية الفلسطينيين والعرب والمُسلمين.